تذكرت هذين المثلين الحكيمين عندما تعثرت بالصدفة بين دهاليز احدى المنتديات، على خبر طريف تناقلته الصحافة الاجتماعية قبل بضعة اشهر، ثم تلقفته منها مجالس السمر الاسفيرية و(لاكته لبانة ) .. نقدا
وتفنيدا وتحليلا.
احتلال الخبر لواجهة شمارات المجتمع الاسفيري ومنتدياته، كان لغرابته المصحوبة بالطرافة .. يحكي الخبر عن الخلعة وكسر الضلعة التي عانت منها احدى السيدات عندما قامت بزيارة للمول الشهير مع جاراتها، فإذا بعينها تقع على زوجها الـ(ما بغباها) يمارس الاندياح العاطفي المصحوب بـ(الغبا) والصايب، فقد ضبطت السيدة المسكينة زوجها وهو يركب إحدى المراجيح بمركز التسوق برفقة شابة صغيرة، وفي حالة من الانسجام والطوطيح، لم يخرجه منها الا رؤياها غير الغالية تبحلق فيه مشدوه قبل أن تصرخ وتفرّج عليه خلق الله !!
من المشاهد العالقة في ذاكرة طفولتنا، مشهد من المسلسل الشهير احلام الفتى الطائر لعادل امام، وكان يسير في الشارع مع عمر الحريري عندما مرّا بالقرب من اطفال يلعبون الكرة، ونسبة لاصابة الشخصية التي يؤديها عمر الحريري بفقدان الذاكرة وبعض الاضطراب النفسي، فقد قرر فجأة ان يتوقف عن السير ومشاركة الاطفال لعب الكرة، وسرعان ما انغمس في اللعب بخشونة وصار يزاحم الاطفال ويضربهم كأنه واحدا منهم، حتى احتجت عليه بضع امهات الاطفال اللاتي كن يتابعن اللعب، ثم تدخل الكبار وحاولوا التهجم على الرجل الذي يساوي عقله بعقول الاطفال ويستحوذ على اللعب دونهم، فدافع عنه عادل امام وطلب منهم ان يتركوه ليلعب معتذرا بطريقته الكوميدية إن الرجل معزور فهو (تعباااان)، ثم التفت اليه وهو يدفع عنه الجموع التي حاولت الفتك به ودعاه لمواصلة اللعب قائلا:
إلعب يا حسين إلعب ..
مقولة عادل امام التي صارت عندنا مثلا، وجدتها تتسلل للساني وانا اقرأ تفاصيل الخبر الظريف فحدثت نفسي:
اتطوطح يا حسين اتوطح .. يا ولية خليهو دا الراجل تعباااان !!
حقيقة، الحادثة رغم طرافتها ولكنها اظهرت جانبا من شخصية الرجال المتزوجين يحتاج الى فحص، لا ادري اي التعليلات تنطبق على بطل الحادثة بصورة خاصة، ولكن عندما يقوم الرجل بأفعال صبيانية طائشة تقلل من قيمته في عين المجتمع، ففي الغالب تكون العلة في احد الامرين .. أما ان من ارتكب الطرطشة من جماعة الـ (الرجال الكبرو بي جهلهم)، أو يعاني من (الكبت) وعدم اشباع الرغبات والاحتياجات الطفولية للعب وذلك بحكم شيل المسئولة في وقت مبكر ؟!
وقد يكون السبب تراكميا، فنفس الحبيب الرقيق الذي يقطر رومانسية، مجبر على القيام بالانقلاب عسكري على قلبه الرهيف، وفرض الحرمان على نفسه من اظهار العواطف والتعامل بأريحية مع حبيبته بعد الزواج، بحجة فرض الهيبة والسيطرة واشهار سيف الرجالة الخشنة، في وجه اي تطلعات من الزوجة أو عشم بتلين العلاقة واضفاء جو الرومانسية عليها ؟!
على كل حال يظل الرجل يعاني الشيزوفرينيا في التعامل مع المرأة بين حالة كونها حبيبة مدللة مستجابة الطلبات، وبينها كزوجة كل ما تحتاجه هي العين الحمراء وقليل من المصاريف !!
طبعا لا نجرو على القول ان البعض يعمل بفقة (حلال علينا حرام عليكم)، فكثيرا ما يجيز (البعض) من الرجال لانفسهم فعل اشياء يحرمون منها شريكاتهم، بسطوة حكم القوي على الضعيف او (علي الاقل) حكم الفي يدو القلم بتطوطح !! فـ نفس الحبيبة التي يتمرجح معها في لبرالية واندياح، حتما ستحرم من الاقتراب من المراجيح ولو لمجرد التقاط الصور التذكارية، وذلك بعد أن توضع في مواعينها الشرعية وتتحول من خانة الجكس الى خانة الزوجة !
مخرج في شكل نكتة
تعود البعض في الاحياء الشعبية، ان ينصب مراجيح في منتصف الميدان يتجمع حولها الاطفال في العيد ويتسابقون على ركوبها بعد دفع القيمة البسيطة التي تكون في متناول يد العيدية ..
قديما، قيل أن احد الرجال كان يدافع العيال ويتدافس معهم على ركوب المرجيحة في احد الاعياد، ويظل يتمرجح وعينيه زائغتان ووجهه محتقن، وما ان ينتهي الدور حتى ينزل من الطوطحانية بمشقة ويبتعد مترنحا بفعل دوران الراس من الدوشة، وبعدها يجلس على الارض ويفرغ كل ما في جوفه ثم يعود للمرجحانية ويدافس بحثا عن موقع في الدور الجديد .. ظل احد الرجال يتابعه في حيرة من بعيد وعندما وجده يكرر نفس الفعل عدة مرات دون توقف اقترب منه وسأله في اشفاق:
انت يا اللخو .. ما دام ما بتقدر على ركوب المرجيحة وبتعمل فيك كدي .. الجابرك شنو ؟!!
فأجابه الرجل معللا: اصلو سيد الطوطحانية دي متدين مني خمسة جنية وابى يرجعا لي .. قلتا احسن اخلص حقي منو طوطيح !!
نطلب من زوجة المتطوطح أن لا تقع في حبائل الظن الاثم .. مش ايمكن الراجل مديّن صاحب الطوطحانية وداير يخلص حقو طوطيح .. ما بعيد !
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]