} وبانقضاء الـ72 ساعة والضغوط تنهال على الوالي من مجتمع الأبيض وقيادات المؤتمر الوطني.. كان خيار مولانا “أحمد هارون” أن يغادر هو منصب الوالي، واعترت مولانا لحظات ضعف أمام أهله وعشيرته وهو رجل دولة متنفذ مركزياً ويحظى بتقدير من القيادة السياسية التي تلبي له طلباته وقد وقفت مساندة له وهو يخوض غمار معركة سياسية وعسكرية في جنوب كردفان ولم تتخلَّ عنه القيادة وهو يسعى للنهوض بشمال كردفان في ظرف اقتصادي عسير وشح مال وموارد شديدين.
} وما إن تسربت أخبار إعلان “هارون” لبيانه مساء (الخميس) حتى نشطت القيادة السياسية في إجراء اتصالات به حتى بدأت طلائع قوات الدعم السريع تغادر شمال كردفان لتنفيذ مهام أخرى أسندت إليها، وكان لاتصالات القيادة السياسية والتنفيذية بهارون وجهود الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” الأثر البالغ في احتواء قضية ما كان لها أن تثار بهذه الكثافة في الوسائط الإعلامية.
} والحقيقة التي غطى عليها غبار تجاوزات لأفراد من تلك القوات إن ما قامت به قوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي” في جنوب كردفان والعمليات الحاسمة التي خاضتها كان لها الأثر المباشر في كسر شوكة التمرد والقضاء على عنفوان حركة العدل والمساواة بقيادة المتمرد “ود البليل” وطردها حتى دخلت دولة الجنوب ورفعت الحركة الشعبية قطاع الشمال الرايات البيضاء في الجبال الغربية والآن تعيش جنوب كردفان أوضاعاً أمنية أفضل من قبل مجيء قوات الدعم السريع التي ارتكب بعض أفرادها تجاوزات في حق المدنيين ولكن قيادة تلك القوات نزعت الحصانة عن أي فرد ارتكب جرماً وأودعته حراسة الشرطة لمحاكمته على ما اقترف من ذنب وفي ذلك سلوك يجد منا التقدير والاحترام.
} مولانا “أحمد هارون” تعلقت آمال كردفان به ونجح حتى اليوم في وضع لبنة حلول لثلاث مشاكل الطرق والمياه والخدمات الصحية واستنهض همم المواطنين وأنفق الناس مما يحبون أموالاً ضخمة لإنجاز مشروعات النهضة، وأي تنحي أو إعفاء أو استقالة لهارون في هذه الظروف ستصيب كردفان بنكسة كبيرة وتشيع إحباطاً لا مبرر له.
} الآن غادرت طلائع قوات الدعم السريع شمال كردفان وبقي “هارون” في موقعه أملاً لأهله لتغيير وجه وسط السودان وإعادة ذياك البريق لمدينة الأبيض التي فقدت كل شيء ولم يبق منها إلا الاسم والتاريخ وشيء من البريق القديم.
صحيفة المجهر السياسي