(1 )
يختلف عيد الاضحى عن عيد الفطر وكلاهما مبارك في يوم الوقفة فوقفة الاول كما هو معروف تكون قلوب المسلمين فيها مشدودة إلى عرفات الله حيث يقف فيها الحجيج خاشعين متذللين لله رب العالمين، فالحج عرفة ومن يشك وهو نازل من عرفة أن الله لم يغفر له فقد بطل حجه، وفي رواية اخرى خرج من الملة اما غير الحجاج من المسلمين فإن معظمهم يصوم يوم عرفة لعظم اجره عند الله ولعل في هذا ترابطا وجدانيا بين سائر المسلمين الموجودين بالحجاز لأداء مناسك الحج والمقيمين في اوطانهم علما بأن الاوائل يحرم عليهم الصوم وهم وقوف بعرفة. ويا لها من عبادة توقيفية عظيمة نقبلها كما هي دون إعمال عقل ولكننا نحس بعظمتها , سبحان الله
(2 )
الملاحظ لدينا في السودان انه في الاعوام الاخيرة كثر عدد الذين يصومون يوم عرفة لدرجة تخال معها انك في يوم من ايام رمضان لا بل لحظت العام الماضي أن احد الاصدقاء لم يصم يوم عرفة وكان يخفي هذا الامر كأنه مفطر في رمضان , بالطبع هناك من رقيقي الدين الذين لا علاقة لهم بصوم يوم عرفة فيحكي عن احد الاعراب والعربي هنا ليست لها صلة بالعنصر انما بالثقافة قيل له لماذا لم تصم يوم عرفة قال ( انا اب راسا عديل الله يقدرني عليه) وهو يقصد رمضان واظنه من النوع الذي قال (اكان ختينا الجيقمة البنشربها مع الوضوء اكان رمضان كتلنا كتلة )
(3 )
النساء اكثر التزاما بصيام التطوع من الرجال وهذا واضح جدا فما أن تدخل بيتا يوم عرفة او (ايام الستوت) الا وتجد النساء فيه في حالة صيام بينما الذكور في حالة لهط وقيل للاعرابي لماذا لا تصم الستوت ؟ فاستنكر ذلك قائلا (اصوم انا مره) فهو يظن أن الستوت وقف على النساء من كثرة وقوفه على صوم النساء ولكن مع ذلك يبدو لي أن الامر لايخلو من انتهازية نسائية فالمعلوم أن معظم النساء بعد أن ينتهي رمضان تكون عليهن ايام واجبة القضاء فلذلك يستغلن ايام صوم التطوع للقضاء والتطوع معا فيرمين عصفورين بحجر واحد وبعدين معاكن يابنات حواء حتى في الدين (تكشبن وتبكشن) ؟
(4 )
في تقديري أن اجمل ايام السنة هي تلك التي تقع بين العيدين وعددها سبعون يوما واجمل هذه الايام هو الاسبوع الاخير الذي نعيش اليوم اخر ايامه لان غدا العيد وبعد العيد سوف تبدأ سنة طويييييييلة ومملة فالمرتب بعيد ورمضان ابعد والعيد الكبير ابعدين لو جاز التعبير عليه يكون جميل جدا أن نفصل بين الفترتين بصيام هذا اليوم سائلين الله أن يخفف علينا وقع العام المنتظر وان تعود علينا هذه الايام ونحن تامين ولامين وبلادنا كذلك تامة وسالمة ولامة.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]