وفي ذات الوقت يتزايد القلق في نيروبى واديس أبابا بشأن دفع الفاتورة التى ستطالب بها اوغندا دول الايقاد نظير حربها فى دولة الجنوب حيث تفضل كل من اثيوبيا وكينيا تسوية الخلاف على طاولة المفاوضات حيث ان الدولتين متورطتان فى الصراع فى الصومال بعد ان أكدت كينيا بشكل قاطع بانها لن ترسل قوات لدولة الجنوب حتى ولو تحت وصاية الايقاد، كما حذرت كل من نيروبى وأديس أبابا من ارسال قوات او أموال من اجل التدخل فى الصراع هناك وهو ما يتناقض وتدخل الجيش اليوغندى السريع منذ اندلاع الصراع بالرغم من ان لديها قوات تعمل فى الصومال ليبرز السؤال الأهم ما هو سبب المغامرة الاوغندية العسكرية الدولية تحت قيادة موسفيني؟
وتقول الصحيفة ان الاجابة عن هذا السؤال تكمن فى العلاقة التاريخية والخريطة السياسية الدولية والسياسة الداخلية فى اوغندا. وتمضى الصحيفة قائلة ان اوغندا واحدة من اكبر القوى العسكرية فى افريقيا وان الجيش يمثل عشرة مقاعد فى البرلمان كما عرف عنه التدخل فى شؤون الغير حيث انه يدعم ست حركات تمرد ضد حكوماتها فى ست دول مجاورة كونه يدعم حركات التمرد فى كل من بروندي وافريقيا الوسطى والكنغو الديمقراطية ورواندا والصومال وجنوب السودان. وفى الآونة الاخيرة طالب موسفينى بمزيد من التكامل بين دول اشرق افريقيا وبالتأكيد فان موسفينى يتخيل نفسه رئيسا للتجمع الفيدرالي السياسي لدول شرق افريقيا حال وجد كما أنه احد اللاعبين الأساسيين فيما يعرف بالقدرة الافريقية للاستجابات السريعة للأزمات التى تقترح قوات على اهبة الاستعداد على نشر قوات سريعة ببقع التوتر فى افريقيا والذى يؤيده كل من جنوب افريقيا وتشاد وتنزانيا.
موسفيني وقوات الدفاع الشعبي
ان مغامرات موسفينى العسكرية وطموحاته الاقليمة ذات جذور عميقة، ففى شبابه عندما كان طالبا فى تنزانيا انخرط فى منظمات بالمنفى تعارض عيدي امين وفي الواقع فكرة الدفاع الشعبي في اوغندا جاءت من الدفاع الشعبي في تنزانيا وبسبب جذوره التنزانية نقل موسفينى الكثير من الفكر العسكرى التنزانى وبعد عودته من تنزانيا وحتى تسلمه السلطة فى العام 1985 كون اتحادا قويا مع كل من بول كيغامى فى رواندا وجون فرنق فى السودان وقادة جبهة تحرير موزنبيق، وقبل ان يعلن كيغامى تمرده على كيغالى كان رئيسا للاستخبارات الاوغندية تحت رئاسة موسفينى وما أن استولى على السلطة اعتبر موسفينى نفسه المسؤول عن الامن والاستقرار فى اوغندا. ويرى العديد من المراقبين المحللين والعالميين ان اداءه تميز بالمثالية مقارنة بسنوات حكم عيدى امين والحرب الأهلية التي تلت ذلك، حيث شهدت البلاد وخاصة الأجزاء الجنوبية منها حالة امن واستقرار لم تتمتع بها من قبل الأمر الذى أدى الى مزيد من الاستقرار السياسى حيث بلغ متوسط النمو 6% وهو ما جعل موسفينى قبلة الجهات المانحة الغربية والمؤسسات المالية العالمية إلا ان ملفه فى مجال حقوق الإنسان اصبح موضع شك منذ تسعينات القرن الماضى الأمر الذى سبب له الحرج أمام الحكومات الغربية التى تنادى بالديمقراطية إلا ان موسفينى قد تعامل مع هذا الملف بذكاء خارق من خلال العمل بجد من أجل جعل اوغندا لاعبا استراتيجيا فى الجغرافيا السياسية فى المنطقة والحفاظ على مكانته الدولية وتأمين موقفه داخليا، كما جاهد من أجل ربط اوغندا بالغرب. وبحسب الصحيفة فان أوغندا قد شاركت عسكريا في عدد من الدول المجاورة حيث انها عملت على دعم الجيش الشعبي لتحرير السودان الأمر الذى أغضب الخرطوم ودفعها لدعم قوات جيش الرب حيث قام موسفينى بحملة ضد قواعد جيش الرب في الخرطوم وفي ذات الوقت قدم المساعدة للحركة الشعبية. ففى 1997 قاتل الجيش الاوغندي بجانب الجيش الشعبي القوات المسلحة السودانية ومنذ ذلك الوقت بذر موسفيني بذور التدخل العسكري الاوغندي في دول المنطقة.
صحيفة الإنتباهة
إنصاف العوض