هنادي محمد عبد المجيد

أم المساكين ( زينب بنت خزيمة )

[JUSTIFY]بسم الله الرحمن الرحيم
هي الزوجة الخامسة في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي زينب بنت خزيمة بن الحارث ، وهي قرشية مكية ، ذات نسب أصيل ، أمها هي هند بنت عوف بن الحارث ، التي قيل عنها أنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً – فأصهارها هم : رسول الله ، وأبو بكر ، وحمزة و العباس ، وجعفر وعلي – تزوجت من عبد الله بن جحش رضي الله عنه ابن عمة النبي الذي استشهد يوم أحد .
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء عدتها ، مواساةً لها فيما أصابها من فقدها لزوجها وعدم وجود من يحميها ويعولها ، ومكافأة لها على صلاحها وتقواها وجهادها ، وكان زواجه بها في رمضان من السنة الثالثة للهجرة ، وأصدقها اربعمائة درهم ، وأقام لها وليمة ، وأقام لها حجرة إلى جوار حجرات زوجاته – السيدة عائشة والسيدة سودة والسيدة حفصة – كانت لها نفس مؤمنة ، امتلأت شغفاً وحباً بما عند الله من نعم الآخرة ، فكان من الطبيعي أن تصرف اهتمامها عن الدنيا لتعمر آخرتها بأعمال البر والصدقة ، حيث لم تدّخر جهداً في رعاية الأيتام والأرامل وتعهّدهم وتفقّد شئونهم والإحسان إليهم ، وغيرها من ألوان التراحم والتكافل ، فاستطاعت بذلك أن تزرع محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين ، وخير شاهد على ذلك وصفها ” بأم المساكين ” من قبل حتى أن تتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ، بل يُقال حتى من قبل هجرتها وإسلامها ، حتى أصبح هذا الوصف مُلازماً لها إلى يوم الدين ، هي ممن ينطبق عليه قول الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه : { الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا } ،، لم تلبث السيدة زينب رضي الله عنها طويلاً في بيت النبوة ، فقد توفيت في ربيع الآخر سنة 4 للهجرة عن عمر جاوز الثلاثين عاماً ، بعد أن قضت ثمانية أشهر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع ، وكانت أول من دُفن بالبقيع من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين ، وبذلك تكون ثاني زوجاته الذين ماتوا في حياته صلى الله عليه وسلم بعد خديجة بنت خويلد ..
هكذا نعرف أن أمهات المؤمنين لسن كأحد من النساء ، بل كُنّ منتقيات بعناية إلاهية بالغة .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email] [/JUSTIFY]