الأجندة التفاوضية ذاتها بلا تغييرات لكن المسرح من حول الطرفين يحمل تغييرات ضخمة في غضون الأيام الطويلة التي رفعت فيها جلسات المفاوضات، حسب مصادر (اليوم التالي) فإن تأجيل المفاوضات ورفعها كان لأسباب خارجة عن إرادة الطرفين حيث تمثل أول الأسباب في وفاة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا بجانب أن الحكومة كانت تشترط التمثيل في وفود المفاوضات بشخصيات من أهل المنطقتين وهو شرط تخلت عنه الحكومة لاحقا بجانب أن مجلس الأمن والسلم الأفريقي كان قد رفع مقترحا لمجلس الأمن الدولي الذي سمى “قطاع الشمال” بهذا المسمى وهو ما يتيح للقطاع الدفع بالمفاوضين الذين يختارهم.
متغيرات سياسية
الذي يتراءى الآن أن المفاوضات ستجري في أجواء جديدة على رأسها أن الرئيس البشير وفي خطابه التاريخي للأمة السودانية قد أعلن الحوار مع كل الأطراف دون استثناء لأحد بما فيها الحركات المسلحة، رغم أن مصادر الصحيفة رأت أن الحوار الجاري الآن والمفاوضات مع قطاع الشمال ليست ذات صلة بوثيقة الإصلاح ربما، بينما أضافت رياح متغيرات العملية الإصلاحية لرئيس الوفد الحكومي المفاوض إبراهيم غندور نائب رئيس الوطني ومساعد الرئيس، أضافت صلاحيات واسعة يمكن بموجبها أن تتحقق اختراقات، أكبر المتغيرات حسب المراقبين التقدم الواسع للعمليات العسكرية في مناطق التمرد حيث تكسب هذه الخاصية الوفد الحكومي كروت ضغط قوية على المتمردين فضلا عن التدهور المريع للأمن في دولة جنوب السودان التي تعتبر الحاضن الأساسي لحركات التمرد واصطفاف المتمردين حول لافتة رياك مشار التي بات سقوطها وشيكا..
كل هذه الظروف تدعم فريق التفاوض الحكومي في التوصل لحل سريع في جولة المفاوضات القادمة، فيما يمثل قبول الأحزاب السياسية الآن بالحوار أحد أبرز ما سيفقده القطاع من السند والتعاطف الداخلي.
فرصة حقيقية
سيد الخطيب قال حول جولة المفاوضات الجديدة إنها تمثل فرصة كبرى، مشيرا إلى أن الدعوة قدمت والحكومة وافقت وسترسل وفدها، وعاد سيد للقول: “وما حنعرف لحدي ما يمشوا ويجلسوا” بيد أنه أكد أن: “الفرصة أمام هؤلاء الإخوة وهي فرصة كبرى والقرار موجود في (2046) إذا كانت هناك جدية هؤلاء الناس أهلوا نفسهم للجلوس للحوار لا أستطيع أن أقول إن هنالك جديدا.. الفرصة التي يقصدها الخطيب ربما تتراءى له من خلال الأجواء التي تذهب في اتجاه تحقيق الوفاق الوطني.
أجندة ودعوة للسلام
حسب مصادر مطلعة فإن أجندة المفاوضات ثابتة لا تغيير فيها وتتمثل في إيقاف الحرب ووصول المساعدات الإنسانية ومناقشة المواضيع والحلول السياسية في المنطقتين، حيث تملي الظروف الحالية على الحكومة أن تكون جادة وتستثمر في هذه المناخات بالشروع فورا في حل مشاكل النازحين وتعمير المناطق التي دمرتها الحرب لأن هذا الشريط الحدودي غني بكل أنواع الموارد الطبيعية على ظاهر الأرض وحال انتهاء هذه المشكلة يتوقع أن يتعافى الاقتصاد السوداني بنسبة (90%) لأنه يضم كل مناطق الزراعة المطرية ذات النسبة العالية من إنتاج المحاصيل الزراعية والنقدية والصمغ العربي.. مراقبون يرون أنه من المناسب في الحل الرجوع لبروتكولات نيفاشا للمنطقتين باعتبار أنها قد حددت طريقة الترتيبات الأمنية ونزع الأسلحة ووقف إطلاق النار وحددت طريقة الانتقال السلمي للسلطة في ما يسمى بالمشورة الشعبية، لأنها تشرك المواطنين في تحديد خيارات السلام والتنمية. والظرف الآن مناسب لأن الواقع في الجنوب أصبح غير مطمئن ولا مشجع للجميع لأي خيارات.. وبمجرد انتهاء أجل المشورة الشعبية ستنتهي حاكمية البروتوكولات وسيصبح المسرح مهيأ لممارسة العملية السياسية والديمقراطية
حسن محمد على: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]