} قلنا يومها إن التعامل (بواقعية) مع تطورات الأحداث والتغييرات الدراماتيكية التي شهدتها “مصر”، يفرض على قيادة الدولة السودانية إمعان النظر في المشهد المصري، والتعامل بحصافة مع خيار الشعب المصري، واتجاهات الرأي العام هناك.
} في ظني أن حكومة السودان التقطت القفاز، وتهيأت بالفعل لهذا الخيار، واستبقت مرحلة الانتخابات (الرئاسية) و(البرلمانية) في “مصر” حتى لا تكون (آخر) المهنئين والمباركين لـ (المشير) المصري الجديد الذي تلى المشيرين “طنطاوي” و”أبو غزالة”، فيما اكتفى الرئيس “محمد حسني مبارك” برتبة (الفريق طيار)، ثم تحول رئيساً مدنياً، متخلياً عن (البزة العسكرية)، وهذا في الغالب ما سيفعله “السيسي” مع الاحتفاظ بالرتبة الأعلى في القوات المسلحة.
} ولا شك أن الرئيس “البشير” أصاب الهدف وأحسن الاختيار، عندما ابتعث وزير الدفاع الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” مبعوثاً إلى المشير “السيسي”، قبل أن يحل ضيفاً على “القاهرة” وزير الخارجية “علي كرتي”.
} القاهرة الآن – ولنكن واقعيين – يحكمها (الجيش)، ثم جهاز (المخابرات العامة)، وليس رئاسة الجمهورية، ولا الخارجية، ولهذا التقى الفريق “عبد الرحيم” بقائد الجيش، ومدير المخابرات العامة، وناقش معهما قضايا (عسكرية) فنية، وأخرى (سياسية)، بما فيها قضية (حلايب)، وهذا ما قاله “عبد الرحيم” بعضمة لسانه.
} عند زيارتي للقاهرة مؤخراً سألت دبلوماسياً (سودانياً) سؤالاً مباشراً: (هل لديكم خطوط اتصال مع الفريق عبد الفتاح السيسي؟!)؟ رد بهدوء: (هناك اتصالات ومكاتبات بين “السيسي” و”عبد الرحيم”)!!
} بهذه الزيارة وضع وزير الدفاع لحكومة السودان وشعبها، أول (لبنة) بناء جديد لعلاقات في مسار مختلف مع القيادة المصرية القادمة.
} ولقد لعبت (المجهر) خلال الأسابيع الماضية دوراً مهماً ومفتاحياً في (ترطيب) وترميم ما تهدم من بنيات العلاقات الأزلية بين البلدين بفعل معاول (الإعلام السالب) هنا.. وهناك. فرصفت (المجهر) الطريق.. وعطرت الأجواء، وهذا دور الصحافة الوطنية المسؤولة.
} واهتمت السفارة المصرية بالخرطوم ومستشاريتها الإعلامية النشطة، بقيادة الأستاذ “عبد الرحمن ناصف”، بمقالات (المجهر)، وأعادت وكالة (أنباء الشرق الأوسط) – الوكالة الرسمية – نشر المقالات، وتبعتها معظم الصحف والمجلات والفضائيات المصرية، فكان صوتنا (الأعلى) والأكثر تأثيراً لمصلحة الشعبين، فغطى على الأصوات (النشاز) في “القاهرة” و”الخرطوم”، وانتهى الأمر بهذه الزيارة (الفتح) التي تمثل (عربون محبة) و(رسالة طمأنينة) للرئيس المصري القادم.
} مهمة (دبلوماسية) ناجحة ورائعة أنجزها (وزير الدفاع) في زيارة (اليوم الواحد)، لتصبح زيارة (وزير الخارجية) تأكيداً على ما سبق، وتقنيناً للتعهدات بمتابعة الاتفاقيات.
} تمام.. سيادتك.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]