لم تعد للأفراح ذات المذاقات القديمة العتيقة ولا زال البحث جارياً لمعرفة أسباب ذلك الانتقاص ولأن العصب دائماَ ما يكون مربوطاً بالحياة الاقتصادية ننزل جل التعليل عليه ولكنا في جانب آخر نحاول غافلين أن لا نشير لحالة الجفاء التي باتت الأقرب إلى وجدانياتنا المعتادة ربما لعامل التراكم للجفوة فوق الجفوة والتمادي في حالة الانغلاق على الذوات والتماهي مع حالة الانشغال التي تجعل الحياة كما الدوامة التي تلف إلى دواخلها كما يحيط بدوائر مجالاتها.. فكثيراً ما تحدثنا أنفسنا بكسر طوقها بتدعيم أواصر المحبة مع الآخرين ولكن الإقدام لا تجد «التبة» بحكم ظروف آنية فنغلق الباب أمام عبارتنا المشهودة «الكراع تتب محل ما القلب يحب».. واليوم صار شكنا في القلب والقدم قائماً إلى أن نثبت العكس.. «اهو العيد فرصة لمعاودة من طالت الغيبة لرؤياهم الغالية.. أها متوقعنكم.. واتوقعونا».. ببساطة ما زالت هناك فرحة مخبوءة في الدواخل ربما تفجرت خلال هذه الأيام السعيدة.
٭ سختة خروف!
أهلنا دائماً ما يصفون «الزول أبو تلاتة ورقات» بأنه «زول مسخوت..» والسختة الجدَّ هذه الأيام هي سختة الخروف الذي أدخل الجميع إلا من رحم ربي في حالة رياضية من تكامل وتفاضل للوصول لصيغة أو معادلة يتم بها إحقاق السُّنة المؤكدة لذبح هذا الكبش وفداء الأبناء.. والشاهد أن الخروف في الماضي.. «زمن الجهل» كان مدعاة للشبع والتوزيع والتجفيف.. أما خروف عصر التقنية هذا أصبح أن أدَّى المهمة الأولى فقد أجزل العطاء.. ألم أقل لكم أنه خروف مسخوت؟ «أسمعوني» أو كما يقول أحدهم «عاينوا لي جاي» أها إستقريتو على شنو.. تشتروا بالأقساط ولا تعملوا شيرنق للخروف وتعطروا أجواء الحلال والفرقان والحارات برائحة الشواء النفاذة.. بالجد العيد عندو ريحتو المختلفة والعيد بدون خروف خالي طعم ومذاق.. لكن برضو ما تتحسسوا شديد أكان غلبكم الخروف.. أهو مره ليك ومره عليك ويكفي انو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ضحى ليكم.. وكده كده العيد.. بخيراتو.. بس قولوا يا لطيف.. وكلها أيام وتعدي.. وطبيعة الدنيا زي الموج تشيل وتودي وما تهتموا للأيام ظروف بتعدي.
٭ شربتونا وبقنيتكم!
للشربوت أكثر من قصة.. دراما كاملة.. زمانها أيام عيد الأضحى وتفاصيلها حالة أقرب للإنتشاء بعد أن يتفاعل عتيق تخمير البلح مع اللحوم المستعصية هضماً وتوفراً.. حالة من الترابط السوداني المميز يعرفه البعض على أنه متلازمة الشربوت ولحوم الضأن.. حقيقة والعيد على قبايل أيامه العفو والعافية.. شرعت الأسر «الضامنة» لخرافها الاقتصادية «وهذه صفة للخروف الكبير» شرعت هذه الأسر في إعداد الشربوت وذلك ببل البلح المغسول في أواني متسعة مغلقة تساعد على التخمير مع إضافة بعض النكهات الخاصة.. ليكون حصيل ذلك في يوم العيد شراب مخمر لا نريد أن ندخل في تفاصيل هل هو مسكر أم لا.. فلسنا في موقع التحديد لذلك إلا بعد أن يظهر تأثيره على المتعاطين.. على العموم هذه المشروبات معروفة في بلادنا ولا أحد ينكرها بالذات هذه الأيام قد يختلفوا في زمرها الأساسية لتخرج منها الشربوت والبقنية والسنة وغيرها «عفواً لا تظنوا بي الظنون فقد شربت الشربوت فقط ليس إلا»..
٭ أفراح موسمية!
كثيرون يحيلون تعظيم الفرحة وربطها بالعيد في رغبة موجبة لذلك.. تكثر المحاولات.. تكثر الدعوات للأفراح والمناسبات.. فألف ألف مبروك مقدماً لكل من اجتهد ان يرافق ما بين العيد وفرحه الخاص في ثوب قشيب لتطعيم العيد بشراب المشاركة ولمة الأهل والحبان.. وهي محاولات جادة لمبارحة أحزان العام والانفتاح مع السعادة وبالتأكيد هي لا تتأتى من نفوس معتقة بالنبل والانسانية.
٭ آخر الكلام
جانا العيد وانت بعيد.. والبعد ليس بحساب المكان والزمان ولكنه بالإنشغال الدائم الذي ربما جعلنا نزهد في مجرد التلاقي الروحي في مساحات الوجدان المتناجي.. كل (سنة وانتو طيبين).. أكثر خصوصية.. كل عام وانت الحب..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]