** شكل الشراكة ما بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان، طوال سنوات عهد هارون والحلو ، كان مثالياً بحيث إشتهته كل ولايات السودان، بل حتى المركز، إذ كان شكلاً متجانساً.. وذاك التجانس كان يزعج منبر الحرب الملقب بمنبر السلام ، ولم يفرهد الطيب مصطفى وغيره طرباً إلا بعد نشوب الحرب بتلك الولاية .. واليوم، لأن هارون من دعاة التفاوض والحوار مع قطاع الشمال، ليس بمدهش أن يتخذه منبر الحرب الملقب بمنبر السلام ( العدو رقم واحد) .. ولكن المدهش هو نجاح منبر السلام العادل في تجنيد بعض النافذين بالبرلمان ليساعدوه في حملته المتواصلة ضد هارون.. وعفاف تاور، رئيسة لجنة الإعلام بالبرلمان، بدلا عن حل قضايا الإعلام وإزالة المتاريس التي تواجه الصحف والصحفيين على مدار اليوم والعام، وبدلا عن رفع القيود من حيدر المكاشفي وعثمان شبونة وزهير السراج وغيرهم، بدلا عن كل هذا وغير ه تكاد عفاف تاور أن تصبح الناطق الرسمي باسم منبر السلام في البرلمان، بحيث لم تعد لها قضية غير ( أعلنوا الطوارئ، وشيلو هارون، وجيبو عسكري)..!!
** وبالمناسبة، هل سمع أحدكم بأن برلمانياً – في بلاد الدنيا والعالمين – طالب حكومته بفرض الطوارئ على البلاد أو إحدى مناطقتها؟.. فالذي نعرفه، ما لم تكن لعفاف تاور فهم آخر لمعنى السياسة، بأن حال البرلماني حين يجيز فرض الطوارئ – عند اللزوم – يكون كما حال الذي يأكل لحم الميتة مكرهاً لكي لايموت.. نعم، بالفطرة السليمة، البرلماني مطالب برفض فرض الطوارئ، ثم مطالب بالتلكؤ في فرض الطوارئ .. وإن أُضطر – لدواع الحرب – على إيجازة فرض طوارئ بالبلاد أو بجزء منها، فانه يجزها مكرهاً، بل ويحدد سقفاً زمنياً لتلك الطوارئ المفروضة.. وليست من أبجديات السياسة أن يبادر النائب البرلماني بطلب من شاكلة ( أعلنوا الطوارئ بجنوب كردفان)، أو كما يقول لسان حال عفاف تاور منذ أسبوع ونيف، لتجاري منبر الحرب الملقب بمنبر السلام في تحقيق أهدافه العامة والخاصة .. !!
** فالهدف العام لهذا المنبر – كما تعلمون – هو ألا يستقر هذا السودان ولا يهنأ أهله بالسلام والوئام والنسيج الإجتماعي المتماسك وحسن الجوار مع دولة الجنوب.. ولتحقيق هذا الهدف العام، ينشط سادته في قيادة حملات خاصة – وشبه شخصية – ضد الشخصيات الداعية إلى الحوار الداخلي المؤدي إلى سلام السودان و الخارجي المؤدي إلى حسن الجوارمع دولة الجنوب.. و شاء القدر بأن يكون والي جنوب كردفان من تلك الشخصيات، ولهذا وجد نفسه – فجأة كدة – في مرمى نيران المنبر وتحالفاته التي بلغت حد تجنيد رئيسة لجنة الإعلام بالبرلمان..وعليه، بلاتحزب وبلا تفكير، مرحباً بكل داع للسلام والديمقراطية .. فليمض والي جنوب بنهج السلام هذا محاوراً لقطاع الشمال، وما ضره أن يكون عدوه ( منبر الحرب)، ومندوبته بالبرلمان..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]