[JUSTIFY]بالأمس اصطف عدد من تجار زجاج العربات في وقفة احتجاجية على الزيادات التي تجاوزت الـ«500%» من قيمة الزجاج، ورفضوا الانصياع لمواصلة العمل حتى تُحل لهم المعضلة، هذه الزيادات التي جاءت متزامنة مع الاحتفال السنوي بيوم الجمارك العالمي وتحديداً في السادس والعشرين من يناير تحت شعار«الاتصال : تبادل المعلومات من أجل تعاون أفضل»، تحت رعاية منظمة الجمارك العالمية ببروكسل باعتبارها المنبر الدولي الجمركي الذي يقود العمل الجمركي على الصعيدين الدولي والإقليمى نحو تطوير وترقية العمل في كل الإدارات الجمركية بالدول المختلفة، ولعل شعار هذا العام يهتم بالاتصال الذي يُعتبر مصدراً مهماً في عالمنا المتسارع الخطى، برؤية تعزز هذا الجانب المبني على الاتصال والثقافة الخدمية كأساس صلب للإدارة الجمركية الحديثة، باعتبار أنه يزيد الكفاءة العملية ويعمل على مواجهة التحديات العديدة التي تطرأ على بيئة العمل الجمركي، فعلى المستوى العملي يجب تقوية قدرات وخبرات العاملين في هذا المجال الهام بصورة مستمرة، وعلى المستوى التنظيمي يجب أن تجرى بحوث علمية موثوقة وبيانات قيمة تمكن من وضع خطط وصنع قرارات إستراتيجية للعمل الإبداعي وحسن القيادة في هذا المجال الحيوي الذي تعتمد عليه الدول في زيادة مواردها ودعم عملية التنمية المستمرة، مع العلم ان الجمارك ارتبطت في أذهان الناس بأنها مؤسسة جباية دون النظر لكثير من الجوانب المهمة الأخرى للجمارك التي ساعدت كثيراً في الكشف عن المهربين والمتهربين من دفع استحقاقات الدولة نظير ما يتم إدخاله للبلاد، في السابق كانت الأجهزة الجمركية التي تستخدم قديمة نوعاً ما لكن في الآونة الأخيرة كان لا بد من مواكبة التطور في جميع المجالات ولا بد من الإشارة إلى أن إدارة الجمارك السودانية كانت سباقة في هذا المجال ومن الإدارات الأولى التي وعيت دورها تماماً حيث اتجهت لاستخدام الأجهزة والتقنيات العلمية الحديثة في تكملة الإجراءات الجمركية وعلى سبيل المثال لا الحصر إدخال واستخدام الأجهزة والمعدات المتطورة في العمل الجمركي واستخدام أجهزة الكشف على البضائع بواسطة أجهزة الأشعة السينية، والعمل بنظام برنامج الأسيكودا العالمية، وتطبيق برنامج الرقابة والتتبع الإلكتروني، والمراجعة اللاحقة إضافة لبرنامج القائمة الذهبية وإدارة المخاطر وغيرها من البرامج والخطط التي تسهل وتيسر عمل المتعاملين مع إدارة الجمارك، كما أنها أولت اهتماماً كبيراً بدور الاتصال وتبادل المعلومات مع الجهات ذات الصلة والجمهور العام في التطوير والتنمية والنهوض بالعمل الجمركي، وتتويجاً لهذا العمل أقامت إدارة الجمارك احتفالاً بتكريم بعض الضباط الذين خدموا في مجال العمل الجمركي تقديراً لمساهماتهم في إثراء ودفع عجلة العمل بالبلاد، وحماية الثغور والاقتصاد الوطني ومساهماتهم الفاعلة في المنظومة الأمنية بالبلاد بهدف توفير الأمن والطمأنينة في ربوع البلاد المختلفة، نحن نثمن دور الجمارك بالبلاد لكن مع هذا ندعوها للتخفيف على المواطن وتشجيعه على العمل التجاري والاستثماري الذي يساعد على انعاش الاقتصاد الوطني وذلك بتخفيض الجمارك على البضائع الحيوية التي لا غنى عنها للمواطن والتي بمنعها يكون الضرر كبيراً، وعليها أيضاً أن تمهد لزياداتها قبل فترة حتى تمكن المواطنين الذين ترتبط مصالحهم بها أن يتهيأوا لهذا الأمر دون أن تأتيهم الزيادات بصورة مفاجئة تفقدهم توازنهم وتدعوهم لتعليق عملهم أو الإضراب عن العمل الذي يأتي بنتائج سالبة، نهنئ الجمارك بيومها العالمي ونؤكد على دورها الريادي .