سر اهتمام القوى السياسية بوثيقة الوطني ..!!

[JUSTIFY]على الرغم من أن التشويه المتعمَّد -سابقاً ولاحقاً- لخطاب الرئيس البشير من قبل بعض العابثين فى الفضاء الافتراضي والأسافير، فإن الخطاب فى الواقع ورغم ما قيل عن صعوبة لغته وحاجته للإيضاح والتفسير إلا أنه دون أدنى شك حرّك مياه السياسة الراكدة خاصة وسط القوى السياسية بمختلف توجهاتها ومواقفها.

فعلي سبيل المثال فإن حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي وهو معروف بمواقفه المتعنتة أعلن صراحة وعقب الخطاب عن شروعه فى دراسته وقال أمينه السياسي كمال عمر -الأكثر تطرفاً فى المواقف- إن أجهزة الشعبي تدرس الخطاب بتأني توطئة للرد عليه.

وهذا ودون الدخول فى أية تفاصيل يعني أن هنالك بالفعل ما استلفت نظر الشعبي واجتذبه لمتون وحواشي الخطاب وهو تطور يمكن اعتباره تطورا نوعياً خاصة وأن قيادة الشعبي وعلى غير المعتاد حرصت غاية الحرص على: أولا، حضور اللقاء بعدد مقدر. وثانياً على تحاشي أي انتقاد غير موضوعي لمضمون الخطاب عقب تقديمه، بل إن الشعبي مضى لأكثر من ذلك فى سانحة نادرة للإعراب عن استعداده للحوار.

الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي من جانبه طالب بتشكيل حكومية قومية لإنفاذ ما طرحه الخطاب وعقد لقاء قومي جامع لا يستثني أحد. الأمة القومي بدا أكثر تفاؤلاً وتفهماً لنص الخطاب وما بين سطوره، ثم أعلن هو الآخر أن أجهزته عاكفة على دراسته.

الإصلاح الآن -الحزب قيد التكوين- قال قادته إن لديهم مقترحات لإنشاء آلية للوفاق الوطني ومائدة مستديرة. وهكذا فإن القوى السياسية خاصة التى كانت فى أقصى ركن من المعارضة أبدت اهتماماً خاصاً بالخطاب وبطبيعة الحال إذا لم يكن للخطاب قيمة سياسية واضحة فإن أحداً منهم لا يمكن أن يتبرع بإبداء مرونة حياله.

ولهذا فإن السؤال هو ما الذي اجتذب هذه القوى للخطاب ودفعها للعكوف على دراسته وإبداء كل ذلك الاهتمام به؟ أولاً، من الواضح أن الخطاب اشتمل على لغة سياسية متصالحة ولينة -استشعرتها قرون استشعار قادة هذه القوى بسهولة شديدة وربما تمثل ذلك فى إعلاء الشأن الوطني على الحزبي وهو ما يمثل الانتقال من دولة الحزب الى دولة الوطن وفقاً لما ظلت تنادي به العديد من هذه القوى.

وربما تمثل أيضاً فى وضع السلام كأولوية مطلقة بما يعنيه ذلك من إعلاء شأن السلام كأمر استراتيجي مستدام بعيداً عن الاتفاقات الثنائية الجانبية، وهذه أمور ليست سهلة.

ثانياً، من المؤكد أن الخطاب سبقته لقاءات لقادة هذه القوى مع نظرائهم فى الوطني وسوف تعقبه لقاءات أخرى أكثر تفصيلاً ومن ثم فإن الخطاب بهذه المثابة فى تقديرهم حلقة من حلقات عديدة باتجاه حل شامل لأزمات البلاد على بساط الجودية السودانية والوفاق الوطني القائم على أساس وقواعد رئيسية متفق عليها.

ثالثاً، الخطاب أيضاً بمرتكزاته الأربعة كان واضحاً أنه تخير بدقة شديدة القضايا الأساسية التى يصعب الاختلاف حولها بحيث يمكن القول أن الوطني طرح فى الواقع برنامج حد أدنى سياسي واضح المعالم لكي تلتف حوله القوى السياسية المختلفة بلا استثناء.

وعلى كل فإن الخطاب على أية حال بمثابة حروف من المنتظر أن يتم استكمالها لاحقاً عبر التفاهم السياسي والتباحث المستمر بوضع النقاط المناسبة عليها.

سودان سفاري
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version