اسامة عيدروس: حلقة الاتجاه المعاكس ليست سوى ركن نقاش حول خطاب انتهى

حسنا فعل مسئول الاعلام بالوطني حينما لم يرسل أحد الى برنامج الاتجاه المعاكس..لو كان البرنامج حول الخطوات القادمة التي يمكن أن تدفع بالحوار وتحدث التحول الديمقراطي وحول مطلوبات الحكومة والمعارضة للمرحلة القادمة لكان حوارا بناء وهادفا…أما هذه الحلقة فليست الا ركن نقاش حول خطاب انتهى وبدأ الناس ينتظرون الخطوات العملية التي يمكن أن تحدد ما سيحدث في المستقبل.

الناس ما عاوزة خطابة وتوضيح..الناس عاوزة خطوات عملية من جانب الحكومة..ورؤية واضحة من جانب المعارضة…مشاكسات اركان النقاش دي لا بتودي ولا بتجيب.
الحكومة يجب أن يتم اجبارها على الحوار فالسلطة لا تتخلى ولا تمنح الناس…المطلوب هو وسائل ضغط قوية…عندما انتقدنا خطاب الرئيس البشير إلى حد السخرية لم نكن غافلين عن اشارات الحوار فيه..ولكنها اشارات لا تكفي حتى للبدء بالحوار…وكان لابد من الضغط وبقوة..وقد كان الكثيرون رائعين في ايصال رأيهم وقد وصل…الحكومة الان تشعر بالضغط من أجل المزيد ومن أجل خطوات ايجابية..ويجب علينا أن نزيد من موجة الضغط أكثر فأكثر وبكل الوسائل.

المشكلة أنه وحتى هذه اللحظة هناك ضبابية كبيرة حول الموضوع من قبل كل الاطراف..ويبدو أن قادتنا يريدون أن يحتكروا مستقبلنا كما احتكروا سنوات حياتنا….كل الشيوخ هم إطار أزمتنا والاطار الذي صنع الازمة ليس هو الاطار الذي يمكن ان يصنع الحل

المطلوب أكثر هو أن نخرج من حالة الضبابية ونحدد أهدافنا من الحوار ..يجب علينا ان نعرف صورة الوطن الذي نريده ..يجب ان نعرف الحقوق كي نطالب بها..وشكل القوانين كي نلزم أنفسنا بها…ليس المطلوب بأي حال في هذا الوقت اتفاق بين الاحزاب على الحد الأدني…بل المطلوب هو الاتفاق على الحد الاعلى المطلوب لبناء وطن اسمه السودان.

المطلوب الان هو ان تتاح الفرصة للافكار الجديدة أن تعبر عن نفسها وبحرية وان يفسح لها المجال كي تسهم في صناعة السودان الذي نريده..لا السودان الذي سيتقاسمه كبارنا وقادتنا.
أسامة عيدروس

Exit mobile version