ولقد وصف الله سبحانه وتعالي رسوله في سورة “القلم” بقوله “وإنّك لعلي خلق عظيم”, وقالت السيدة عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلي الله عليه وسلّم, أنّه “كان خلقه القرآن”.
المطّلع علي كتابات بعض السودانيين علي الصفحات الإسفيرية, يجد كثيرا مما لا يرضاه الدين القويم ولا العرف السمح ولا النفس المطمئنة ولا الذوق السليم. يلاحظ القاريء في بعض هذه الكتابات حالات من ضعف البنية التربوية الأسرية الدينية التي تربّي في الإنسان ملكة الكلام الطيب وتمنع عنه فاحش القول, “ليس المسلم بطعان ولا لعان ولا بفاحش ولا بذيء”.
يختبيء كثير من الكتاب وراء أسماء مستعارة تمكّنه من استخدام لغة سمجة سحيقة الإنحطاط في التعاطي مع الشأن العام. وتمتد كلماتهم الجارحة لتطال الشخصيات العامة بطريقة لا تليق بالذوق العام ولا يقبلها المسلم البسيط الذي يعلم فقط ظاهر القول من الآيات التي تعني أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة وأن الكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة. وكذلك ما جاء في أحاديث النبي الأمي محمد صلي الله عليه وسلّم : “وهل يكب الناس علي مناخرهم يوم القيامة في النار إلّا حصائد ألسنتهم”.
أعتقد أنها فرصة عظيمة للجامعات وخصوصاً الجامعات الإسلامية وهي تعمل من أجل مصلحة المجتمع, لدراسة هذه الكتابات المريضة وتحديد العلل التي فيها والسبب من ورائها والعمل علي معالجتها كظاهرة اجتماعية مؤسفة ومرفوضة.
وليس بعيداً عن هذا المعني أيضا مسألة الجرائم الإلكترونية المختلفة من نشر للصور الفاضحة واقتحام (تهكير) لمواقع الغير سواء كانت حكومية أو مملوكة لأفراد , …الخ. وهناك ضرورة ملحّة لتقوية وتعزيز نيابة جرائم المعلومات للقيام بدورها المنوط بها خير قيام, ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.
الشكر كل الشكر لرجال ونساء سوداتل الذين أحدثوا ثورة الإتصالات في السودان وأرسوا بنياتها التحتية للهواتف الثابتة والنقالة (الجوالة )والتحية لمن تلاهم من الشركات الاخري في تقديم خدمات الإتصالات الراقية للمجتمع السوداني.
والتحية للجهات التربوية التي منعت استخدام الهواتف الذكية بواسطة الأطفال في المدارس وذلك منعاً لتدهور الاخلاق وتعميق الجراحات النفسية التي قد تحدث للأطفال (بل حتي بعض الأساتذة) الذين لا يملكون الهواتف الذكية.
سادتي الكرام: إن موضوع الأخلاق والتربية الدينية داخل الأسرة قبل المدرسة, أمر في غاية الاهمية, وإذا لم يتم تداركه فسيقدم لينا جيلاً من الفاقد التربوي والفاقد الأخلاقي الذي سيتكفل بتدمير سمعة السودان ويذهب تلك القيمة الاخلاقية العالية التي تميز بها الإنسان السوداني في جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
يقول الشاعر المصري شوقي: إنّما الأمم الاخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. والأهم من ذلك كلّه تربية الأم: الأمُّ مدرسة إذا أعدتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق.
والله المستعان.
أعدّه المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي.
النيلين
[/JUSTIFY]