توقيت زيارة كرتي للقاهرة.. الحرج مرفوع والزعل ممنوع

[JUSTIFY]خلال الأيام الماضية برزت مؤشرات تؤكد بدء ترتيبات عملية لتحقيق زيارة وزير الخارجية على كرتي للقاهرة، وأكد المستشار الإعلامي بسفارة السودان بالقاهرة هذه المعلومات، إلا أنه جزم بعدم تحديد توقيت الزيارة، كما كشفت متابعات الصحيفة عن حضور كمال حسن علي، سفير السودان لدى العاصمة المصرية إلى الخرطوم قبل أسبوعين، في وقت تحفظ خلاله مسؤولو وزارة الخارجية عن الإدلاء بأي تصريحات في هذا الصدد.
كانت الرسالة الخطية التي بعث بها الرئيس المصري الانتقالي عدلي منصور إلى الرئيس البشير الأسبوع الماضي، والتي تطلب فيها مصر من السودان مجددا مساعدتها لإعادة مصر إلى عضوية الاتحاد الأفريقي، تكشف مدى تعويل القاهرة على الخرطوم لفك عزلتها الأفريقية، ولكن قبل أن تسفر جهود السودان في هذا الصدد جدد مجلس الأمن والسلم باديس أبابا مؤخراً قراره بتجميد عضوية مصر، في أقوى صفعة دبلوماسية للقاهرة في الفضاء الأفريقي، وهي التي لم تعتد على مواجهة مثل هذه الضربات في التاريخ القريب، وفي اتجاه معاكس لتيارات الدعم والمساندة التي وجدتها من الدول الأوروبية والغربية، التي ساندت الإجراءات والقرارات التي قام بها الجيش ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.
* القاهرة تعول على الخرطوم
لا شك أن العاصمة المصرية كانت تعول كثيرا على السودان بعد إقالة الرئيس مرسي بواسطة الجيش، ولهذا الغرض افتتح وزير الخارجيةً نبيل فهمي جدول زياراته الخارجية بالخرطوم للحصول على الدعم السياسي والاعتراف بشرعية التغيير المسلح ضد الرئيس المنتخب، لكن الخرطوم قررت حينها أن تتعامل مع ما حدث في مصر على أنه مشكلة داخلية، وأن السودان ليس طرفا فيها، الأمر الذي جر على الحكومة انتقادات من المجموعات الإسلامية داخل السودان، كما لم ترض القاهرة بأقل من الاعتراف السياسي، وقد قاد ذلك إلى احتجاج سفير السودان بليبيا، حاج ماجد سوار في خطاب مفتوح لوزير الخارجية ما زالت تبعاته حاضرة.
* السد السد
كرتي، قائد الدبلوماسية السودانية لم يستطع أن يرد زيارة نظيره فهمي للقاهرة طيلة الفترة الماضية، وقد برزت خلال هذه الفترة قضية حلايب مجددا خاصة في الإعلام المصري، الذي حاول أن يصور أن حكومة مرسي قدمت تنازلات للسودان بحكم خلفيتها الإسلامية، كما شن الإعلام المصري هجوما على المسؤولين الذين عبروا عن سيادة السودان وملكيته لحلايب.
حسناً؛ لعله يبدو أيضاً أن ما فاقم من تعقيدات العلاقة بين القاهرة والخرطوم قيام سد النهضة الإثيوبي، إذ حاول السودان أن يتخذ موقفا وسطا وأن يتوسط بين القطرين، واستضافت الخرطوم كل لجان التفاوض الثلاثية، إلا أن تعثر التوصل لاتفاق عزز الشكوك المصرية، وقد شن بعض الكتاب في الإعلام المصري هجوما على السودان باعتبار أنه تخلّى عن دعم ومساندة مصر ووصل البعض إلى اتهام السودان بتنفيذ مخطط التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
* التعاون والأيدولوجيا
على مستوى العلاقات الثنائية هناك الكثير من أوجه التعاون مثل الاستثمار في المجال الزراعي وتطبيق اتفاقية الحريات الأربع وفتح المعابر الحدودية ونشر قوات مشتركة في الحدود لمحاربة التهريب وافتتاح الطرق البرية بين البلدين، ولكن تأجل تنشيط ملف التعاون الثنائي لانشغال مصر بمشاكلها الداخلية وفتور العلاقات السياسية خاصة وأن رئيس الجمهورية سبق وأن وصف ما حدث في مصر بأنه انتكاسة كما قال النائب الأول السابق على عثمان إن محاولات إقصاء الإسلام عن الحياة العامة لن تنجح.
* زيارة في توقيت حاسم
لكل هذه الأسباب غدت زيارة وزير الخارجية إلى القاهرة ضرورية، إذ ارتفع الحرج عن السودان بعد تعديل الدستور خاصة وان البعض يظن أن أي تعاون بين البلدين يعتبر طعنا في الظهر لشرعية الرئيس مرسي السياسية، لكن كما قال خبير في العلاقات السودانية المصرية إن العلاقات بين الدول غير معنية بتغير الحكومات وإن مصالح الشعبين لا يمكن أن تنتظر أكثر من ذلك.. وكان البعض يظن أن السودان مؤهل أكثر من غيره للقيام بوساطة بين الجيش والإخوان لتجاوز توترات اللحظة الراهنة لكن نسبة لحساسية الأمر فإن السودان لم يتقدم بأي مشروع وساطة لتقريب وجهات النظر بين الإخوان وأركان الحكومة القائمة.
* زيارة طبيعية
إن زيارة كرتي المرتقبة معنية بإعادة الثقة للعلاقات بين البلدين وبحث أوجه التعاون المشتركة والتباحث حول حلول بشان وساطة السودان مع إثيوبيا في موضوع المياه وتهدئة الحملات الإعلامية والتصريحات السياسية في موضوع حلايب ووضع العلاقات في مسارها الصحيح، بغض النظر عن مخرجات العملية السياسية في مصر التي كان الواضح أنها ستعيد سيطرة الجيش على مقاليد السياسة لعقود قادمة.
أما محمد عبدالله جبارة المستشار الإعلامي لسفارة السودان بالقاهرة فقد اعتبر فى تصريح لـ(اليوم التالي) أمس (الأحد) زيارة كرتي للقاهرة طبيعية وأن العلاقات بين البلدين لم تنقطع، وأضاف: الإعلام السلبي يعطي انطباعا بأن هناك فتوراً فى العلاقة بين مصر والسودان، وأكد أن هناك بوادر انفراج ظهرت فى تناول الإعلام المصري لعلاقات البلدين خلال اليومين الماضيين بعد لقاء كمال حسن علي السفير السودان بالقاهرة بمساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار.. وأضاف: بعض الصحف الرسمية حرص على التأكيد على تطور العلاقات بين البلدين.. وفي الأثناء التقى السفير السوداني رئيس حزب الوفد المصري فى إطار التفاعل السوداني مع كافة الأحزاب المصرية دون استثناء

أميرة الجعلي: صحيفة اليوم التالي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version