هي الزوجة الثالثة لنبي الله محمد ، ولدت في الإسلام ، قبل الهجرة بحوالي ثماني سنوات ، أي بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات في بيت عامر بالإيمان ، فأبوها الصديق أبو بكر صاحب رسول الله وأوّل من آمن من الرجال ، وأمها أم رومان بنت عامر من أشرف بيوت قريش وأعرقها في المكانة .
رآها النبي في المنام ، فقد جاءه جبريل عليه السلام وهو يحمل صورتها إليه ويقول :” هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ” ولم يتزوّج من النساء بكراً غيرها ، وهو شرف استأثرت به على سائر نسائه ، وظلّت تُفاخر به طيلة حياتها ، وقد عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وعمرها آنذاك سبعة عشر عاماً .
كان لها منزلة خاصة في قلب رسول الله ، وكان يُظهر ذلك الحب ولا يخفيه ، حتى أن عمرو بن العاص سأل النبي صلى الله عليه وسلم :” أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال رسول الله : { عائشة } قال فمن الرجال ؟ قال : { أبوها }” متفق عليه .
كانت السيدة عائشة تسأل النبي عليه السلام :” كيف حُبّك لي ؟ فكان عليه السلام يقول : { كعُقدَة الحبل } أي عقدة متينة جداً لا تُفك ، فكانت تقول من حين إلى آخر : يا رسول الله كيف العقدة طمني ؟، فيقول عليه الصلاة والسلام :{ على حالها ، العقدة على حالها } ..
كان رسول الله في إحدى الغزوات وهو عائد منها وكانت معه السيدة عائشة ، فكان يجعل القافلة تتقدم في المسير فيتسابق والسيدة عائشة في الجري وكانت تسبقه ، وبعدما كبرت قليلاً وسمنت تسابق معها مرة أخرى فسبقها وقال لها : { هذه بتلك } ،، وكان هناك جماعة من الأحباش يرقصون فدعا رسول الله عائشة لمشاهدتهم فوضعت خدها على منكبيه ومكث طويلاً على تلك الحال وهو يقول لها : { أما شبعتِ ؟ } فتقول : لا ، حتى انصرف الناس انصرفت هي .
حدث خلاف بين النبي وعائشة رضي الله عنها ، فقال لها :{ من ترضين بيني وبينك ؟ اترضين بعمر ؟ } قالت : لا أرضى عمر قط ، عمر غليظ ، قال : { اترضين بأبيك بيني وبينك ؟ } قالت : نعم ، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر ، فلما جاء قال الرسول :{ تتكلمين أم أتكلم ؟ } قالت : تكلم ولا تقل إلا حقاً ، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها ، فولّت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله :{ أقسمت عليك لمّا خرجت بأن لم ندعك لهذا } فلما خرج قامت عائشة ، فقال لها رسول الله : { أدني مني } فأبت ؛ فتبسم ..
كانت رضي الله عنها تتزين للنبي وتتجمل له بحيث لا يرى منها إلا مايحب وتبحث عما يعجبه من الطيب والحلي وكانت رضي الله عنها حسنة المظهر ، نظيفة الملبس ، لا تهمل أمر نفسها ، كانت تبالغ في تنظيف ثيابها كما كانت شديدة العناية بنظافة أسنانها بالسواك ، وكانت رضي الله عنها ترافقه في حجه وتعتني به فتطيبه قبل إحرامه وبعد إحلاله قبل طواف الإفاضة ، تطيبه بيدها وتختار له أطيب الطيب .
كان النبي يخصف نعله بينما كانت السيدة عائشة تغزل ، فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت جبينه يعرق ومن عرقه يتولد نور، فدهشت السيدة عائشة ، فسألها رسول الله عن سبب اندهاشها فأبدت إعجابها وانبهارها بجمال رسول الله وعرقه يتولد نوراً ثم قالت له شِعراً في ذلك ، فوضع رسول الله ما كان في يده وقام إليها فقبّل ما بين عينيها وقال : { جزاك الله يا عائشة خيراً ما سررتِ مني كسروري منك } – ما هذا اللطف ؟ وما هذه الرومانسية ؟ انظروا إلي نبي هذه الأمة ورُقي أسلوبه ومشاعره وذوقه وأدبه ، هكذا يكون الرجل وإلا فلا – إشتهرت السيدة عائشة بغيرتها الشديدة على نبي الله وذلك لشدة محبتها له ، وفي يوم من الأيام أرسلت إحدى أمهات المؤمنين بوعاء فيه طعام ، فقامت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى الوعاء وكسرته ، فجعل النبي يجمع الطعام وهو يقول : { غارت أمّكم } وكانت كلما تزوج النبي بإمرأة تسارع بالنظر إليها لترى إن كانت ستنافسها في مكانتها – المرأة هي المرأة سواء أكانت أم المؤمنين أولم تكن ! – .
اشتهرت رضي الله عنها بحيائها وورعها ، وبذلها وعطائها حتى أنها تصدقت ذات مرة بمائة ألف درهم لم تبقي منها شيئاً ، كانت زاهدة في الدنيا راغبة فيما عند الله .
السيدة عائشة هي التلميذة النبوية ، وذلك لزواجها من النبي في سن مبكرة ، ونشأتها في بيته الشريف وما أكثر ما نزل الوحي في حجرتها وعلى فراشها ، وكانت تتميز بالذكاء الحاد وقوة الذاكرة وبحبها للعلم والمعرفة ، وقد كانت تسأل وتستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسألة ، فقد قيل عنها :” كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ” .. رضي الله عنها وأرضاها أم المؤمنين حبيبة رسول الله .[/JUSTIFY] هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email][/JUSTIFY