غريب الدارين ……أيُّ صوتٍ زار بالأمسِ خيالي….طاف بالقلبِ وغنى للكمالِ

أيُّ صوتٍ زار بالأمسِ خيالي….طاف بالقلبِ وغنى للكمالِ ….وأذاع الطهر في دنيا الجمال وأشاع النور في جوف الليالي ….إنه صوتي أنا
فليرحمك الله أيها الشاعر المرهف ” صديق مدثر” فأنت بشفافية الشاعر وقد كتبتَ أبياتك الزاهرات هذهِ كأنما كنت تصف فتاة اليوم .
ودعني أخطُ بلسان كل فتاة طاهرة سطوري الآتيات ممزوجة بأبياتك الرائعات .
أنا فتاة اليوم ….أعطر سماوات بلادي بسيرة تدخر للأجيال القادمة…. فليت شباب واليوم والغد يعي كفاحي …ويقتنيه كتابا … ويتملى سطوره ، ويعرف معانى التضحية والتفاني التي حوته .
أنا نبعٌ دافقٌ بالحب …أنا نصفٌ قد حوى كل المعاني ….
بل أنا الكاملة فقد غدوتُ خارج الدار رجلا أزاحم الرجال في كفاح نبيل …وإذا ما عدت لداري فأنا المرأة التي تنكب على مهامها الرئيسة…. أولست الكاملة حقا ؟
زادني العلم سنا …فأنا ماعدت أكتفي بشهادة جامعية ، فطموحي بلغ الثريا …أنهل من ينابيع العلم ما أوصلني إلى قمة الجوزاء …فلم أترك تخصصا علميّا كان أو أدبيّا أو تجاريّا إلا فككت أسراره وخضت بحاره.
أفتدري من أنا ؟ أنا أمُ اليوم أسباب الهنا
نعم أنا أم اليوم …فلكم حكمت الأقدار على أزواج بحياةٍ أو بموتٍ فحبستهم عن تكملة أدوارهم …فقمت وتشمرت وسددت المكان وسندت السقف قبل أن يهوي …
وأنا أختٌ… فكم من آباءٍ أقعدتهم الظروف وتقطعت بأسرهم الطرق ، فسارعت وحزمت وسطي وتلببت المسؤولية في نكران للذات وما سخطت ولاتذمرت…
ولم يعد الوطن يسع طموحي فهاجرت في أرض الله الواسعة ألتمس علما …أو ألتقط رزقا …وفتحت الأبواب المغلقة أمام أزواج وإخوة وأبناء ليكسبوا عيشهم
إنّ عزمي من فتاتي
عزم لم توهنه الليالي ولا نالت منه أقدار الزمان …فليت عزمي يصبح زادا لكم إخوتي…فأنا فرحة العيد والأمل ….
فهل قدرني المجتمع حق قدري ؟
لا واللهِ…فمنذ لحظة إطلالتي على الدنيا بإشراقتي البريئة قد تفرحون …ولكن إذا أطلَ صبي انطلقت الزغاريد وعمّت السعادة وتبودلت التهاني !!
أكافح مع أسرتي …أربي الصغار وأنسى نفسي ، فيفوتني قطار الزواج فتسمونني عانسا …وإذا لحقت بالقطار في آخر محطاته تفوتني الأمومة فلا يرحمني أحد
لكني أسامحكم فرجائي أن نحقق كلنا ما نريد من منى….نحو سودان كبير ….سودان جميل ….وطن عزيز ….فهيا أبنائي …إخوتي هيا .

غريب الدارين

Exit mobile version