وحتى لا يسألني أحد عن موقف محرج مرّ بالعبد لله.. لأنها تطش من رأسي بعد سؤالي عنها مباشرة.. لذلك سأورد لكم في هذه المساحة موقف محرج.. لم يمر بي شخصياً.. بل مرّ بسائق ركشة لا أعرفه.. ولكنه يكفي بالغرض.. أنتم تريدون موقفاً محرجاً.. وها هو بين أيديكم.. فلا تسألوني غيره.. اتفقنا.!؟
الموقف حكاه لي صديقي سائق ركشة.. حكاه له سائق ركشة آخر.. عن زميلهم.. وكما ترى أن الرواية هذه ضعيفة الإسناد.. ولكننا مضطرون للقبول بها.!
قبل أن أحكي لكم الموقف أعلم -أخي في الله- إن سائقي الركشات يسمون النقود فيما بينهم بغير أسمائها الحقيقية.. ومن هذه الأسماء تجد أن الواحد جنيه يسمونه (كَلِبْ).. وإذا قال لك سائق ركشة (جيب كلب) أي أنه يقصد: جيب جنيه.! فأعلم.!
بل الراكب نفسه يسمونه حسب تسمية النقود.. ففي الركشات الطرحة.. الراكب عندهم هو عبارة عن (جنيه) يقف على قارعة الطريق.. ينتظر من يقلّه.. وقبل سنة تقريباً.. كان الواحد منهم يخاطب زميله ويقول له وهو يشير إلى راكب على الطريق:
– أنا ماشي أرفع الجنيه داااك.
لكن بعد أن تمت تسمية الجنيه بـ (الكلب).. صاروا يقولون:
– أنا ماشي أرفع الكلب دااك.!
فتأمل.!
يتداولون هذه المصطلحات فيما بينهم.. ولم تخرج للناس في الخارج إلا على نطاق ضيق.. لكن في ذلك اليوم خرجت.. إذ رفع صاحبنا الذي أحكي لكم عنه في ركشته رجلاً كبيراً في السن في حدود الستينات.. وفي طريقه للسبعينات.. وقور المظهر.. ويبدو أنه شيخ رجل دين.. كان ذاهباً به إلى آخر محطة.. وكان الشيخ يدردش مع سائق الركشة في عدة مواضيع.. وفي أثناء سيرهم مر صاحبنا بزميل له.. يقود ركشة هو الآخر.. أظنه كان متفقاً معه على مواعيد ما.. صرخ فيه زميله:
– أها ح تجيني متين.!
أجابه صاحبنا:
– جاييك.. بس أنزل الكلب ده وأرجع ليك.!!!!!
إندهش الرجل.. كيف يصفه سائق الركشة بالكلب.. طبعاً الشاب تبقت أمامه مشكلة أن يشرح لعمكم الشيخ الكبير.. ماذا يقصد بكلمة كلب.. وحتى يتفهم الرجل حقيقة الموقف.. يحلّك.!
الكاتب : اسامة جاب الدين