وفي المقابل ، يرى آخرون أن الإفراج يأتي في إطار صفقة سياسية يمتنع نور بمقتضاها عن الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة ، وأخيرا يرجح البعض أن الأمر مرتبط بالزيارة المرتقبة للرئيس مبارك لواشنطن ، خاصة وأنه يأتي بعد يوم من قيام صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بشن هجوم عنيف ضد النظام المصري ، على خلفية قيام الرئيس مبارك خلال الأسابيع المقبلة بأول زيارة للولايات المتحدة بعد قطيعة مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش دامت أكثر من خمس سنوات.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست فإن أن من أهم أسباب تلك القطيعة كان إصرار بوش على تعزيز الحريات السياسية في مصر، وادعت تزايد تعرض معارضي نظام الحكم في مصر إلى الاضطهاد والقسر ، مستشهدة بتوجيه محكمة أمن الدولة مؤخرا تهمة الخيانة إلى المعارض سعد الدين إبراهيم .
وحثت الصحيفة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما على التأكيد للقاهرة بأن واشنطن لن تتساهل مع اضطهاد المعارضين في مصر وأن الأجدى بمبارك أن يسقط التهم الموجهة إلى سعد الدين ابراهيم ويطلق سراح المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أيمن نور لتجد زيارته ترحيبا في واشنطن.
بدايات القضية
وكان نور،الذى احتل المركز الثاني في سباق الرئاسة المصرية عام 2005 بعد الرئيس حسنى مبارك، قد حكم عليه في العام ذاته بالسجن لمدة خمس سنوات لاتهامه بتزوير توكيلات إنشاء حزب الغد ، وهو بذلك يكون قد فقد حقه في الترشح للانتخابات الرئاسية التى تجرى في عام 2011 .
ورغم أن المعارضة تشير إلى أن القضية سياسية بالأساس ، لكن الحكومة المصرية تصر علي كونها غير سياسية ، وقد أسس نور حزب الغد عام 2001 وكان رفض من قبل لجنة شئون الأحزاب والمحكمة أربع مرات وقبل في المرة الخامسة.
ومنذ دخول نور السجن تفاقمت متاعبه الصحية حيث يعاني مشاكل في القلب والإبصار كما أنه يعاني من مرض السكري ، ورغم أن الطب الشرعي قدم تقريرا للمحكمة العام الماضي أكد فيه أن الحالة الصحية لأيمن نور لا تستدعي الإفراج الصحي عنه ولائق لقضاء فترة العقوبة ، إلا أن نور قدم 14 تقريرا من أطباء آخرين أكدوا أن حالته الصحية تبرر الإفراج عنه ، بل وحذر بعض الأطباء من موته الفجائي بسبب أمراض القلب والسكر وضغط الدم التي يعاني منها.
النائب المشاكس
وأيمن عبد العزيز نور من مواليد 10 أكتوبر 1964 ، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى تخرج في كلية الحقوق جامعة المنصورة بناء على رغبة أسرته لأن والده وجده كانا محاميان ثم بعد تخرجه حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية ، وعمل بجريدة الوفد صحفياً وأصبح عضوا بنقابة الصحفيين وبعد ذلك اتجه للعمل الحزبي بالحزب الذي تتبع له الجريدة حتى أصبح نائبا لرئيس الحزب ، وأصبح عضوا بالبرلمان المصري عن دائرة من أكبر الدوائر الإنتخابية بالعاصمة وهي دائرة باب الشعرية ووقتها كان يبلغ من العمر 30 عاماً تقريبا ويعد من أصغر الأعضاء الذين انتُخبوا في مجلس الشعب حيث فاز في دورتين متتاليتين وقد حصل عام 1999 علي جائزة أفضل أداء برلماني علي مستوي دول البحر الأبيض المتوسط وكان وقتها يعرف داخل مصر بالنائب المشاكس.
وبصفة عامة فإن بداية عمله بالسياسة جاءت مبكرة ، فقد كان والده نائب من نواب مجلس الشعب لذلك شارك أيمن نور فى إدارة الحملات الانتخابية لوالده وبعد ذلك ترأس اتحاد طلاب الجمهورية ثم انضم إلى حزب الوفد والذى أصبح بعد وقت قليل من أنشط كوادره ، وبعد ذلك انضم نور لحزب مصر وهو امتداد للوسط على اعتبار أنه وسطى ليبرالي وتم انتخابه رئيسا للحزب في مؤتمر عام 2001 ثم بدأ نور بعد ذلك في تأسيس حزب جديد هو حزب الغد الذي أصبح رئيساً وزعيما له وأضحى من أقوى الأحزاب المعارضة داخل البرلمان المصري.
ولم تكن تجربة السجن في 2005 هى الأولى من نوعها ، فقد اعتقل أكثر من مرة في بداية الثمانينات ، حيث كان يعمل في الصحافة قبل تخرجه ، وتزوج وعمره 22 عاماً من المذيعة التليفزيونية جميلة إسماعيل وهو أب لـ نور وشادى.[/ALIGN]