تفعيل الحظر التقني يحرم طلاب السودان من الوصول إلى (كورسيرا)

[JUSTIFY]بعد أيام من إطلاق “مبادرة إيقاف العقوبات الأمريكية التقنية على السودانيين” بالخرطوم، وبعد دعوة ناشطين سودانيين في مجال العمل العام وحريات الإنترنت وحقوق الإنسان، إلى رفع العقوبات الأمريكية التقنية والتكنولوجية على السودانيين، وإصدار رخصة عامة تستثني قطاع العمل الإنساني والأكاديمي من تلك العقوبات، تلقت المبادرة الوليدة الرامية لرفع هذه العقوبات التقنية عن السودان ضربة موجعة بإعلان موقع كورسيرا التعليمي الشهير منع السودانيين من الوصول إلى صفحاته الغنية بالدورات التعليمية، بدءاً من يوم أمس الاول، تنفيذًا للأوامر الأمريكيّة التي تفرض عقوبات على العراق وإيران والسودان وسوريا وكوبا، ومنذ أمس الأول يمكن الوصول للصفحة الرئيسية للموقع من داخل السودان، ولكن لدى محاولة تسجيل المستخدم بحسابه الذي يمكنه من الوصول إلى الدورات التعليمية، تظهر للمستخدم الرسالة التالية: “يشير النظام الخاص بنا إلى أنك تحاول الوصول إلى موقع كورسيرا من عنوان آيبي مرتبط بدولة خاضعة حاليًا لعقوبات اقتصادية وتجارية أمريكية. وكي يتمكن كورسيرا من الامتثال لقوانين التصدير الأمريكية لا نستطيع السماح بالوصول إلى هذا الموقع”.
بهذه العبارات تضع الإدارة الأمريكية المزيد من الصخور كي تتحطم عليها آمال المئات من طلاب العلم والمعرفة الذين يرغبون في النهل من معين موقع “كورسيرا”، الذي يوفر لهم مئات الدورات التعليمية ذات الجودة العالية شأنهم في ذلك شأن ملايين المستخدمين حول العالم ويتيح لهم الموقع التسجيل في دورات مجانية في حقول معرفية متعددة منها الفيزياء والهندسة والطب والرياضيات وعلوم الحاسوب والعلوم الإنسانية والاجتماعية والأعمال وغيرها، ويقوم الموقع بتقديم هذه الدورات بالتعاون مع عدد من كبرى الهيئات التعليمية حول العالم لتقديم مناهجها مجانًا، منها جامعات ستانفورد وميتشغان وبينسيلفانيا وغيرها من الجامعات والمنظمات التعليمية التي يتجاوز عددها المئة.
الموقع أبدى أسفه الشديد للطلاب الذين حرموا من خدماته معلنا في الوقت نفسه أنه سيسعى للتفاوض مع الإدارة الأمريكية من أجل رفع هذه القيود المفروضة على الطلاب المتضررين، وقال البرفيسور إبرهام افساه في رسالة إلى طلابه يمكنم استخدام hola.org أو أجهزة التوجيه VPN كمحاولة للتغلب على القيود المفروضة على الموقع وطالب الإدارة الأمريكية عدم خلط السياسية بالتعليم.
ويجد الموقع نفسه في حرج شديد إذا هو ملزم بقرار المقاطعة الصادرة عن مكتب مراقبة الاصول الاجنبية التابعة للخارجية الأمريكية باعتبار أن جزءا مما يقدمه الموقع خدمات، وخصوصا أن فلسفة الموقع قائمة على إتاحة التعليم للجميع داخل وخارج الولايات المتحدة خصوصا أولئك الذين تعوزهم نفقات التعليم الباهظة، وتقول ديباجة الموقع: “نحن نؤمن بربط الناس مع التعليم الرائع بحيث يستطيع أي شخص حول العام التعلّم بلا حدود” كما أن الشعار الرئيس للموقع هو (التعليم للجميع)!
وبالنظر إلى ما فات وسيفوت المستخدمين من السودانيين فهو كثير فالموقع أعلن قبل أيام فقط عن جانب من خطته للعام 2014، التي تشمل تصميم خمس من أرقى جامعات الولايات المتحدة برامج دراسية مجانية للطلاب حول العالم من خلال الموقع الذي سيوفر كذلك أكثر من 30 برنامجًا تدريبيًا خلال العام تبدأ من الميثولوجيا الإغريقية وصولا إلى دراسات في علم الأعصاب يقدمها أساتذة من جامعات ستانفورد، برينستون، كاليفورنيا، بريكلي، بنسيلفينيا وجامعة ميتشيجن، سيقدمون ذات المحاضرات التي يعطونها لطلابهم داخل جدران الجامعة.
ويعد موقع “كورسيرا” من المشاريع الطموحة على الإنترنت التي تهدف إلى جعل التعليم العالي أكثر سهولة وبأسعار معقولة وتم إنشاء الموقع في العام 2012 بواسطة البروفيسورين في علوم الكمبيوتر دافني كولر وأندرو نج وأصبح عدد المشاركين فيه 6.3 مليون مستخدم، حيث يتم تقديم أكثر من 596 دورة من 108 من الجامعات العالمية، المحاضرات مجانية ولكن هناك رسوما تدفع لأخذ الشهادات ولتوفير الاتصالات مع الشركات للعمل بعد التخرج..
وردا على سؤال: لماذا قرر أستاذة علوم الحاسوب إنشاء هذا الموقع تقول البرفيسورة دافني كولر: شاهدنا النجاح الكبير الذي حققته الدورات الإلكترونية المجانية لجامعة ستانفورد والتي استقطبت أكثر من مئة ألف وقررنا التركيز على إحداث تأثير على أكبر عدد ممكن من الناس. من أجل بلوغ هذا الهدف، كنا بحاجة إلى أخذ هذه المواد التعليمية من ستانفورد وجعلها متاحة من خلال أكبر عدد ممكن من أرقى الجامعات، حتى تتمكن من تقديم محتوى مدهش لسكان العالم في كل بقاع العالم

محمود الدنعو: صحيفة اليوم التالي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version