ومافي داعي النشّال يهدر وقتو ومجهودو معاي.. مع أني لمّا أكون مقرش النعمة قاعدة تبين عليّ فامشي مشية التراطيب.. وال…تفت لفتة المقرّشين.. وأغشى السوق.. ابدأ بسوق الهدوم.. وأقيف جنب دكان ببيع بناطلين وقمصان واسعل سيد الدكان.. يا جنا العراقي دا بكم..؟ برد عليّ بانو القميص بي خمسين جنيهاً.. أقول ليهو وأنا ألوي خشمي لوية زول عندو قروش (والله يا بلاش.. مالو رخيص كدي..؟ أظنو ما أصلي؟)… ثم أعرج على سوق النعلات.. وبرضو أسعل وبرضو أصفها بأنّها رخيصة.. حتى اللحم والخدار برضو اطلعهم رخاص وما أصليات.. أرجع البيت وأنا مرتاح تمام الراحة.. وأمرق القريشات وكل مرة أعدهن وأرجعن تاني.. أدسهن تحت المرتبة.. وأرقد أنوم فوقن.. نص الليل إن جاتني صحية.. أمرقن أعدّهن وأدسّهن تاني.. أرجع أنوم وأحلم أني عدّيت قروشي ولقيتن ناقصات.. اصحى مخلوع.. وأعدّهن ألقاهن تامات.. أقول (اححححح.. الحمد لله).. لكن البارح اتنشلت.. ركبت المواصلات.. هايس.. وانا قاعد جنب شباب اتنين.. واحد قايد التاني.. باين عليهو أعمى.. وركبو جنبي.. ووصاني عليهو إني أنزلو.. قصاد السوق العربي.. قلت ليهو أنا ذاتي نازل هناك.. ركب الشاب الاعمى.. وسلم.. زحيت ليهو.. قعد فوق طرف جلابيتي جريت الجلابية من تحتو وهو قام ويجر في الجلابية وقال لي (متأسف لقد جلست على جلبابك).. قلت ليهو لا يا أخي مافي عوجة.. وكان نضمو كلو معاي بالعربي الفصيح.. وكان في الهايس شريط غنا شغال.. قال وهو يعاين قدامو.. “جزاكم الله خيراً.. ممكن تسمعونا قرآن..؟ ” السواق قال ليهو ما عندى.. “خلاص ممكن هداك الله ان تسكت هذا المنكر؟.. بقصد الغناء.. قفل السواق المنكر.. بعد شوية بدأ الشاب يقرأ.. وبدأ بسورة عبسى وتولى.. والله أنا اللحظة ديك قَرّبت أبكي.. حنّيت عليهو.. ولملمت نفسي وقلت ليهو أقعد سمح يا مولانا.. اتوهط.. اتوهط.. سكت شوية سعلتو.. أنت مولود عميان؟.. قال لي لا، عميت وأنا عمري عشر سنوات.. واستمر في حمد الله.. على ما ابتلاهو.. وقال لي: سمعت انو الفساد استشرى وسط المسلمين والنسوان بقن كاسيات عاريات؟.. قلت ليهو والله اللابسات في والعاريات في.. قال لي الناس دي لا تخاف يوم لا والد يحنو ولا جاه يُضير؟.. ثم وصلنا الى السوق العربي.. ومسكتو من يدو.. وقطعت بيهو الشارع.. قال خلاص شكراً من هنا بعرف الدرب.. فكّيتو ومشى وعصايتو قدامو يتبن بها في الدرب.. وأنا واقف أعاين ليهو.. وكلي تعاطف معاهو… وأحوقل وأحمد الله على نعمة البصر.. بعد شوية.. اشوفو ملص النضارة وخَتّا عصايتو في إباطاو وقام جاري.. اتبهطتا ووقفت أعاين .. بعد شوية زي عادتي.. تَبنتّ جيبي لقيتو مشروط بي موس.. وعدمان اسم التعريفة.. أتاريهو الزول لا عميان ولا حاجة.. (نشلني وفاااااات لكن إن شاء الله يدخلن عليهو بالساحق والماحق والبلا المتلاحق)!!
الكاتب : عادل الصادق المكى