سفير جنوب السودان لدى القاهرة يشيد بالموقف المصري المساند لتسوية الأزمة في بلاده

[JUSTIFY]وجه انتونى كون سفير جنوب السودان فى القاهرة الشكر إلى جمهورة مصر العربية على موقفها المساند لحكومة جنوب السودان خلال الأزمة التي اندلعت بين قوات رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميرديت وقوات تابعه لنائبه السابق رياك مشار.
كما أشاد بدور جامعة الدول العربية بالوقوف إلى جانب حكومة جنوب السودان ولمنظمة الإيقاد (أوغندا- كينيا إثيوبيا والسودان) والإتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا واليابان وكافة الدول العربية لمواقفها النبيلة وخاصة للكويت لتقديمها مساعدات للاجئيين من جنوب السودان الذين لجأوا إلى دولة السودان.

جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير أنتوني كون الليلة الماضية بمقر سفارة جنوب السودان بالقاهرة.
وقال إن بلاده أكدت إلتزامها باتفاق وقف العدائيات بين حكومة جنوب السودان ومجموعة رياك مشار وهو الاتفاق الموقع عليه يوم 23 ينايرالجاري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ونص الإتفاق على الوقف الفوري للعدائيات، وإجراء المصالحة الوطنية، ووقف العمليات العسكرية وأي أعمال أخرى تضر بالعملية السلمية.

وأضاف سفير جنوب السودان في القاهرة ” نحن ملتزمون بكافة بنود إتفاق وقف العدائيات ونطلب من الطرف الآخر مراعاة ذلك”.. مشددا على أن الحكومة ملتزمة بالوصول إلى سلام مستدام ومصالحة مع كافة الأطراف ” .

وحول الموقف العسكرى على الارض فى جنوب السودان الآن قال سفير جوبا فى القاهرة ” لقد توقفت وتيرة المعارك في كافة جبهات القتال إلا بعض المناوشات البسيطة في القرى المحاذية للحدود مع إثيوبيا نتيجة وجود بعض من المنفلتين من مجموعة مشار”.
وشدد على أن حكومة بلاده تسيطر حاليا بالكامل على أراضي جنوب السودان ما عدا بعض المناطق في الحدود مع إثيوبيا وأكوبو والناصر.
كما ينص اتفاق اديس ابابا على تجميد القوات في أمكانها الحالية والتوقف عن الحملات الإعلامية، وحماية المدنيين، وخلق بيئة يمكن بموجبها إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين، وإنشاء آلية للمراقبة والتحقق تحت إمرة الإيقاد، وستقوم الإيقاد بتكوين لجنة فنية مشتركة تكون مسؤولة عن تكوين فريق عمل مسؤول عن المراقبة والتحقق.
وكشف سفير جنوب السودان أن أمس الأربعاء شهد إطلاق سراح (7) من المعتقلين بكفالة لأسباب أمنية تتعلق بسلامتهم، وسمحت السلطات في جنوب السودان لكينيا بإيوائهم مؤقتاً على أن تقوم كينيا إن إستدعت الظروف بإحضارهم إلى جنوب السودان للمحاكمة متى ما طلب ذلك والإفراج عن شخص واحد لعدم كفاية الأدلة والإبقاء على احتجاز 4 آخرين لحين محاكمتهم.

وأكد سفير جنوب السودان في القاهرة على أن قادة الانقلاب وهم رياك مشار ألفريد لادو قوري تعبان دينق قاي ستتم محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى غيابياً لإشتراكهم في قتال القوات الحكومية ومحاولة تغيير الحكم بالقوة، ويأتي ذلك تمشياً مع دستور جنوب السودان الذي ينص على أن أي شخص يعتزم تغيير أي حكومة دستورية أو تعليق أو إلغاء الدستور بالقوة يكون قد ارتكب جريمة الخيانة العظمى.

و أوضح انتوني كون التزام بلاده بخارطة الطريق للوصول الى سلام مستدام وفقا للاجراءات التالية:
التاكيد على أن سياسة جنوب السودان حيال هذه الأحداث هي الوصول الى سلام ومصالحة بأسرع ما يمكن حيث أن الحكومة تندد وتدين بشدة هذا الإقتتال بلا مبرر، وبناء عليه فقد قام الرئيس سلفا كير بتوجيه كافة أجهزة الدولة بالتوصل إلى حلول لوقف الإقتتال بين أبناء الوطن الواحد ووضع خارطة الطريق على النحو التالي:

– وقف العدائيات
– تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين أينما وجدوا وتركيز الجهود لإعادة النازحين إلى مناطقهم.
– إجراء حوار سياسي للوصول الى سلام مستدام بمشاركة المشتبه ضلوعهم في المحاولة الإنقلابية الفاشلة، والإستمرار في التحريات حول أسباب الأزمة وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال هذه الفترة للمحاكمة .. وأن يشمل ذلك العفو العام الرئاسي كجزء من مجهودات إحلال السلام وفقاً لقوانين جنوب السودان وإنشاء مجلس وطني للسلام والمصالحة، وإعادة النظر في المؤسسات الحكومية خاصة الجيش وهيئات فرض القانون والقضاء ومحاربة الفساد وتقوية هذه المؤسسات.
– التحضير للإنتخابات في العام 2015 وذلك بإجراء التعداد السكاني أولاً ووضع الدوائر الجغرافية والسجل الإنتخابي، وأخيراً إعادة تنظيم الحزب الحاكم ( الحركة الشعبية) والتحضير لمؤتمرات الحزب بدءً من القواعد الى المؤتمر العام.
وقال سفير جنوب السودان لدى القاهرة ” نناشد الحكومات المنظمات الحكومية والجمعيات الخيرية في الدول الصديقة والشقيقة بتقديم يد العون لهؤلاء النازحين، وأهم الإحتياجات هي الخيام والأغطية والملابس والأدوات المدرسية والأدوية والأغذية”.. مضيفا أن سفارة جنوب السودان بالقاهرة على إستعداد لتنسيق كل ذلك مع لجنة إدارة الكوارث في جنوب السودان لإيصال المعونات لمن يحتاجونها.

وتابع السفير أن سلطات بلاده تعتقل الأن (11) شخصاً على ذمة التحقيق للإشتباه في تورطهم في المحاولة الإنقلابية التي شهدتها البلاد أواخر العام الماضى.. كاشفا عن أن معظم من تم اعتقالهم كانوا وزراء فقدوا مناصبهم في التشكيل الوزاري الأخير في جنوب السودان ومن بين هؤلاء باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية المجمد نشاطه والسيد دينق ألور كوال وزير رئاسة مجلس الوزراء السابق، وقير شوانق وزير الطرق السابق، والسيد مدوت بيار وزير الإتصالات السابق، والسيد كوستي مانيبي وزير المالية السابق، والسيد جون لوك جوك وزير العدل السابق، والسيد بيتر أدوك نيابا وزير التعليم العالي السابق، والسيد شول تونق حاكم ولاية البحيرات السابق، والسفير إزكيال قاركواث والسيد خميس عبداللطيف مستشار سابق بوزارة الداخلية.

وأضاف سفير جنوب السودان أن من بين هؤلاء المعتقلين (3) من المدنيين بينما يحمل الباقون رتبا عسكرية.. متهما رياك مشار نائب رئيس الدولة السابق بإثارة النعرات القبلية بعد فشل الانقلاب بهدف إستمالة أفراد قبيلة النوير المتواجدين في الجيش والشرطة والمثقفين للإنضمام إليه، و قال إن مشار نجح في استمالة الفريق بيتر قديت قائد الفرقة الثامنة في منطقة جونقلي العسكرية حيث قام الأخير بتجريد أبناء قبيلة الدينكا الذين تحت إمرته من السلاح وقام بقتلهم ونجا من هذه المذبحة الذين رفضوا تسليم أسلحتهم، ثم قام بإحتلال مدينة بور، وإنضم إليه آلاف من شباب قبيلة اللو نوير في مناطق أكوبو المعروفين بالجيش الأبيض.

وقال كوني في المؤتمر الصحفى ” كانت إستراتيجية مشار أن يقوم بالإنقلاب وفي حالة الفشل يتمرد ويثير النعرات القبيلة واستمالة أبناء النوير في الجيش إلى جانبه وكذلك المثقفين وإقناعهم بأن الحرب بين الدينكا كبرى قبائل جنوب السودان وبين النوير الذين يشكلون ثاني كبرى قبائل الجنوب”.

ولفت السفير إلى أنه بعد إفشال المحاولة الإنقلابية تم ضبط وثائق وعلم جديد للدولة حيث كان مشار يريد تغيير علم الدولة الحالي وقال ” ليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها مشار بقتل الأبرياء بغرض السلطة فقد قام عام 1991 بالإنشقاق من الحركة الشعبية بعد أن إرتكب مجزرة في بور قتل فيها الآلاف من أبناء دينكا بور وهو يكرر نفس الشئ حيث أن الضحايا في بور كلهم من أبناء قبيلة الدينكا”.

وأضاف سفير جنوب السودان أن “مشار قد استمال الى جانبه اللواء جيمس كونق شول قائد الفرقة الرابعة في منطقة ولاية الوحدة العسكرية الذي قام بإحتلال مدينة بانتيو وقتل كل أبناء الدينكا في المدينة، ونجا من ذلك من تمكن من الفرار، وقام باستباحة المدينة وتدميرها بالكامل وتمكن أيضاً من إثارة النعرات القبلية في الناصر وقام بالهجوم على ملكال واستباحتها مرتين ومات الكثير من المواطنين ودمرت المدارس والمستشفيات ونهبت المكاتب الحكومية والمتاجر والبيوت وهرب الآلاف إلى الغابات والقرى المجاورة وغرق أكثر من 200 مواطن في النيل أثناء الهرب، كما قام أيضاً بإحتلال آبار البترول في منطقة الوحدة وقتل العاملين من قبيلة الدينكا وأغلق الآبار والإضرار بجزء منها وتمكن القوات الحكومية من طردهم فيما بعد وتوقف الإنتاج.
وردا على سؤال حول طبيعة تشكيل ما يعرف بالجيش الأبيض في جنوب السودان أجاب سفير جنوب السودان قائلا ” إنهم مليشيات قبلية من شباب قبيلة اللو نوير القاطنة بمحازاة للحدود الإثيوبية وهم مدفوعين من قبل الزعماء المحليين والمواليين لرياك مشار لتحقيق مزاعم نبوة أحد النوير المعروف بإسم (نون دينق) بأن جنوب السودان سيحكمه بعد الإستقلال شخص من قبيلة النوير (أيسر اليد) وهو ما اعتقده مشار بأنه الشخص المعني بتلك النبوءة.

واستطرد سفير جنوب السودان مؤكدا على أن الأحداث الأخيرة في جنوب السودان ليست بين النوير والدينكا، فقبيلة النوير بريئة من مزاعم مشار، وما حدث هو إنقلاب فاشل قام به مشار مع مجموعة من السياسيين الذين فقدوا مناصبهم في التشكيل الوزاري الأخير وأغلبهم ليسوا من النوير بل هم من عدة قبائل منهم الدينكا وقبائل الإستوائية والشلك والنوير، إلا أن مشار قام بإستمالة القرويين من أبناء النوير تحت أوهام تحقيق النبوءة مما جعل أبناء النوير يقفون معه، حيث أن النوير يعتبرون نون دينق الزعيم الروحي للقبيلة، وبعض العسكريين القلائل الموجودين في الجيش الذين إستجابوا إليه.

وحول انعكاسات المحاولة الانقلابية على الجيش الوطنى لجنوب السودان بامتداداته القبلية قال سفير جوبا إن أكثر من 75% من جيش جنوب السودان من النوير وهم الذين يقاتلون مشار وقواته وإستعادوا المناطق التي كانت قد إحتلتها قوات رياك مشار.
واستطرد ” يوجد في جيش جنوب السودان أكثرمن 500 ضابط من رتبة مقدم إلى فريق من أبناء النوير، كما أن رئيس هيئة أركان جيش جنوب السودان الفريق أول جيمس هوث من قبيلة النوير كما أن اثنين من قادة المناطق العسكرية الثلاثة من النوير وكذلك قائد الحرس الجمهوري ومسؤول الأمن الخارجي من النوير ورئيس البرلمان ورئيس مفوضية محاربة الفساد ونائب محافظ البنك المركزي وعدد من الوزراء (الخارجية- التعليم الصحة العمل) وبعض نواب الوزراء.

وحول آثار المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والموالون للانقلابيين فى جنوب السودان من أنصار رياك مشار حددها سفير جنوب السودان في مؤتمره الصحفي بما يلي:

تم تدمير مدينة بانتيو وملكال وبور ونهبت المتاجر والبنوك بالإضافة إلى التدميرالكامل للبنية التحتية في بانتيو وبنسبة 70% في بور وفوق الـ50 % في ملكال .. كما تم نهب ممتلكات المواطنين من الأبقار والأغراض الشخصية، كما تم تدمير المستشفيات وبعض العيادات الطبية، وتوقف التعليم بشكل كامل في هذه المناطق، وحسب الإحصائيات الرسمية يوجد أكثر من 40 ألف طالب في المراحل الجامعية بلا قاعات للدراسة بعد تدمير كل القاعات وكذلك المدارس، والطلاب تشردوا إلى القرى.

كما فقد أكثر من 5000 شخص أرواحهم حتى الإسبوع الماضي، وعبر الحدود إلى أوغندا وكينيا أكثر من 45000 شخص ونزح حوالي نصف مليون شخص من منازلهم إلى القرى المجاورة والغابات وتضررت منشآت البترول في ولاية الوحدة في كل من ربكونة وثارجاس وفاريانق وتم إجلاء المواطنين الأجانب قبل إحتلال المتمردين لآبار البترول والتي طردوا منها فيما بعد.

وأدى استمرار توقف الإنتاج النفطي في هذه المنشآت البترولية لحين عودة العاملين الأجانب وإصلاح بعض الأضرار التي لحقت بها إلى فقد جنوب السودان إستحقاقه من البترول ما يعادل 60 مليون دولار. وكانت هذه الآبار تنتج 75 ألف برميل في اليوم.

وامتدت اثار العمليات العسكرية إلى منطقة فلوج في ولاية أعالي النيل حيث توجد معظم الآبار حيث غادر 500 من العاملين من العمالة السودانية بالإضافة الى الصينيين خوفاً على أرواحهم وأدى ذلك إلى إنخفاض الإنتاج إلى 160 ألف برميل في اليوم من 200 ألف برميل، أما المنشآت فهي سليمة ولم يتأثر إستحقاق حكومة جنوب السودان من عائدات البترول البالغ 280 مليون دولار.

وكانت محاولة انقلابية فاشلة قد وقعت فى جنوب السودان في الخامس عشر من شهر ديسمبر الماضى قادها نائب رئيس الجمهورية السابق رياك مشار وآخرون وتم إفشالها من قبل القوات المسلحة في جنوب السودان؛ وقد بدأت الأحداث في حوالي الساعة التاسعة مساءً حيث قامت مجموعة من الحرس الجمهوري موالية لرياك مشار بمحاولة إحتلال مخازن الإسلحة في القيادة العامة السابقة للقوات المسلحة السودانية واستولوا على إحدى مستودعات الذخيرة وتم طردهم في نفس الليلة؛ وفي صبيحة يوم 16 ديسمبر قاموا بمحاولة آخرى للإستيلاء على نفس المستودعات وباءت محاولتهم بالفشل حيث قامت القوات الحكومية بزيادة الحراسة على المستودعات واشتبكت مع العناصر المهاجمة وتوسع نطاق الإشتباك إلى داخل المدينة.

وكانت العناصر المهاجمة من قبيلة النوير المواليين لمشار. كما قامت مجموعة أخرى بمحاولة إحتلال قيادة الجيش الشعبي في بلفام وتعامل معها الجيش وأفشل مخططها في إحتلال القيادة. وأدى ذلك على هروب مشار بعد أن شعر بفشل الإنقلاب ومعه حاكم ولاية الوحدة السابق تعبان دينق والفريد لادو قوري وزير البيئة الأسبق الى خارج مدينة جوبا لإشعال الحرب والتمرد ضد الدولة.

البوابة نيوز

[/JUSTIFY]
Exit mobile version