السودان تودع استانفورد الدبلوماسى الصوفى

منذ هبوطه مطار الخرطوم فى يوليو من العام 2012 بدأ القائم بالاعمال الأمريكى جوزيف أستانفورد مختلفاً عن غيره من القائمين بالاعمال الذين تعاقبوا على السفارة الأمريكية بالخرطوم .
بدأ ستانفورد يملأ دنيا الخرطوم ويشغل أهلها من خلال نشاطه الملحوظ وزياراته المتكررة لمقامات الطرق الصوفية فى امدرمان وام ضواً بان ، وفى كل زيارة لأحدى الطرق يخرج لنا ستانفورد بالجديد المثير خاصة صورته وهو يرتدى شال الصوفية الأخضر وتماهييه فى الحضرة وشربه للغباشة .
دبلوماسية استانفورد فى الخرطوم كانت دبلوماسية ممايطلق عليه بدبلوماسية الدراويش فقد ابدع استانفورد ونقل وجهات النظر الأمريكية من على السجادات الصوفية أكثر منها فى الصالونات الانيقة مع اصحابات الياقات البيضاء .
أستانفورد والسودان :-
رغم علامات الاستفهام التى أثارها أهتمام ستانفورد بالطرق الصوفية ، الا ان كثير من المراقبين اجمع على ان ستانفورد كان يكن وداً خاصاً للسودان وأهله ، وأنه وخلال اقامته القصيرة فى السودان استطاع ان ينشىء علاقات خاصة مع فئات مختلفة من المجتمع السودانى بالاضافة الى نظرائه السفراء ، أنظر اليه يقول من خلال مقال نشرته صحيفة الانتباهة فى اكتوبر من العام 2012 : حينما وصلت الخرطوم قبل ثلاثة أشهر لاستلام مهامي كقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، دهشت في الحال بودّ وانفتاح المواطن السوداني واهتمامه بشعب الولايات المتحدة. أينما ذهبت، استقبلت استقبالا حاراً. أنا وزوجتي شعرنا كأننا كما في بلادنا منذ قدومنا.
وأضاف : بدأت أسافر داخل البلاد، مما ثبّت انطباعي الأول حول مدى ضيافة ورحابة صدر الشعب السوداني وهو من أكثر الشعوب وداً على الأرض. ليس سراً أن العلاقات بين بلدينا شائكة بعض الشئ. أعتقد أن هنالك كثيراً من حسن النية في السودان تجاه الولايات المتحدة، بالرغم من التحديات الثنائية .
أنفتاح ستانفورد على المجتمع السودانى وصفه بعض المراقبين بأنه تعويض دبلوماسى عن عجز استانفورد تغيير سياسة بلاده تجاه السودان ولذلك رأى بدلا من ايجلس فى السفارة دون عمل لماذا لايكتشف بنفسه مكونات هذا المجتمع بالتغلغل داخله ليحقق مقاصد اجتماعية طالما عجزت المقاصد السياسية .
الدكتور عبد اللطيف البونى الكاتب الصحفى خاطب استانفورد بمناسبة احدى جولاته الصوفية قائلاً : السيد القائم بالأعمال الأمريكي في السودان جوزيف استانفورد الذي يمارس سياسة انفتاح على مكونات المجتمع السوداني مثل ارتدائه لشعار المريخ ودخوله احدى مبارياته الدولية ثم زيارته لمدارس الصالحة وتردده على مقامات السادة الصوفية, هذا كله جميل بغض النظر عن الدوافع لكن ياسيادتك الحاجات دي يمكن أن يقوم بها قائم بأعمال دولة فقيرة فأمريكا مطلوب منها إن كانت تحب الشعب السوداني أن تنهي المقاطعة الاقتصادية له وتبعث الروح في السكة حديد والخطوط الجوية وسكر بحر أبيض ويمكنها أن تنهي حالة الاحتراب الداخلي .
أستانفورد والطرق الصوفية :-
وجد ستانفورد القائم باعمال السفارة الامريكية بالسودان الترحيب من مختلف الطرق الصوفية التى زارها والتى شملت الطرق الصوفية بالجزيرة والخرطوم وام ضوا بان ، وسبق أن أشاد استانفورد” بالطرق الصوفية في السودان ومجتمعها واصفاً إياه بالمتميز، وذهب أكثر من ذلك حينما نقل- خلال زيارة قام بها إلى منطقة (أم ضواً بان) في وقت مضى – تحيات الرئيس “باراك أوباما” للطلاب الذين يدرسون القرآن بالمسيد، ولم يخف اهتمام إدارته بالإسلام، وقيل إنه استفسر الخليفة “الطيب الجد” خليفة الشيخ “ود بدر” عن الطريقة القادرية بعد أن زار خلوة القرآن وتناول وجبة الإفطار بالمسيد وقام بإهداء الخليفة (ألبوم) صور.
كما زار منطقة “خلاوى المجاذيب” بولاية نهر النيل، وأشاد بدور الطرق الصوفية فى السودان، ومساهمتها فى إرساء القيم السمحة، ودعا لأهمية التعايش السلمى وترابط النسيج الاجتماعى بين مختلف الأديان السماوية، كما أبدى سعادته بما رآه فى نهر النيل من تكافل وتواد بين المسلمين والمسيحيين.
وتبريرا لزياراته المتكررة للطرق الصوفية والتى أثارت علامات استفهام كبيرة لدى المجتمع السودان فقد أكد ستانفورد نفسه فى احاديث صحفية متعددة أنه يولى اهتماما كبيرا للتواصل مع الشعب السودانى ومنه بالطبع الطرق الصوفية ، وقال :
نحن نحترم كل الطرق الصوفية في السودان ونحترم “أهل الدين”،
والمبادئ والعقائد التي يبشر بها أعضاء الطرق الصوفية وقال : وأعتقد أن المسلمين بصورة عامة يحترمون قيم التسامح واحترام كرامة الإنسان، والطرق السلمية لإيجاد حل لكل القضايا السياسية في المجتمع .
استانفورد الدبلوماسى :-
لم يعرف عن استانفورد تدخله فى الشأن السياسى السودانى ودائما كانت تصريحاته مهادنة وتأخذ طابع العلاقات العامة وربما يأتى ذلك من طابع العلاقة بين بلاده والسودان والتى تشهد توترا وكراهية ، ولذلك كان ستانفورد هادئا فى كل تصريحاته من شاكلة نحن ندعم السلام ، والوفاق .
وفى آخر مؤتمر صحفى له بالخرطوم الاسبوع المنصرم ختم استانفورد بقوله الاهتمام الأمريكي بالحوار مع الحكومة السودانية متواصل رغم كل التحديات ومن جانبنا نملك الرغبة الأكيدة وحسن النية

وأضاف: نحن على استعداد لدعم أي حل سلمي ولكن في نفس الوقت لن نتدخل في الشأن السوداني ونفرض رؤيتنا. وفي النهاية الشعب السوداني هو الذي يملك حق تقرير مصيره وتحديد طريق المستقبل، ونحن ندعم أي حوار وطني شامل يضم كل الأطراف السودانية.
وزاد : في رأيي الشخصي المجتمع الدولي سوف يدعم أي خطوة في هذا الاتجاه تأتي بقيمة إضافية.
استانفورد يغادر بصورة مفاجئة :-
أستيقظت الآوساط الدبلوماسية صبيحة امس الول على خبر مفاجىء يفيد بانهاء اعمال القائم بالعمال الامريكى استانفورد بصروة مفاجئة دون سابق انذار ، وحملت صحف ذاك اليوم ان الإدارة الإمريكية أحالت القائم بالأعمال الأمريكي بالسودان جوزيف استانفورد للمعاش وأنهت فترة عمله بالخرطوم، على خلفية قضية شخصية رفض استانفورد الكشف عنها. وأكد استانفورد أن إحالته للمعاش لأسباب شخصية، وقال إنه تسلم إخطارًا من الخارجية الأمريكية بإحالته للمعاش لأسباب وصفها بالشخصية.
لكن فى جانب آخر رشحت انباء بان استانفورد تقدم باستقالته لاسباب شخصية
وقت قالت تقارير صحفية سودانية صادرة يوم الخميس إن ستافورد اعتنق الإسلام. وأوضح متحدث باسم السفارة ، أن إقدام القائم بالأعمال على تلك الخطوة تعود لظروف شخصية .
لكن استانفورد لم يخرج عن دوره الأجتماعى المألوف وذهب الى وزارة الخارجية وبجانب الاجراءات الرسمية وقبل مغادرته لوزارة الخارجية قام بتبادل إيملاته مع طاقم الوزارة، داعياً إياهم إلى التواصل معه وتبادل الأخبار بصورة مستمرة .
كما دعا الوزارة للسماح للمبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث بالدخول.
وأكد أن الخارجية الأميركية كلفت الدبلوماسي كريستوفر هوروان ليقوم بتصرف أعمال سفارتها في الخرطوم . ورفض دبلوماسي آخر في السفارة الأميركية تأكيد أو نفي التقارير التي تحدثت عن اعتناق ستافورد للإسلام . وقال إن ذلك الأمر لا يشكل مشكلة لأن كل فرد أميركي حر فيما يعتنقه من ديانة، مكرراً القول إن ستافورد تقدم باستقالته لأسباب شخصية .
تقرير / منى البشير

Exit mobile version