أجرت (اليوم التالي) حوارا هاتفياً من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع يوهانس موسى، الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبيّة المعارضة بقيادة مشار، وكشف موسى في الحوار عن ملابسات الأحداث التي قادت إلى تفجر العنف، وقال أن سلفاكير جنّد قوة قبلية خاصة به من قبيلة الدينكا لا تتبع للجيش الشعبي، وصفها بأنّها هي التي تسببت في القتل والعنف، واتهم الحكومة باستهداف النوير.
موسى نفي اتّهامات الحكومة بتنظيم انقلاب، موضحاً أن مشار خرج من منزله بملابسه الداخليّة، كما نفي نيّتهم للانشقاق، مؤكّداً أنّهم مازالوا يحتفظون باسم (الحركة الشعبية)، وأعرب عن ثقته في جهود السودان، وأشاد بنتائج زيارة الرئيس البشير إلى جوبا، وهاجم خلال المقابلة موسفيني، مؤكداً أن له طموحات للزعامة الإقليميّة، وأكد أنّهم سيفتحون عما قريب ملف اغتيال جون قرنق، الذي تشير أصابع الاتهام فيه إلى تورّط موسيفيني، وأعرب عن تفاؤله بالسلام وقال: “إذا لم يف سلفاكير بوعوده لإيقاد، حسب الاتفاق، قبل يوم السابع من فبراير القادم، فلن تكون هناك جولة جديدة من المفاوضات”. إلى مضابط الحوار:
* أستاذ يوهانس؛ نبدأ بالسؤال الأساس حول الأحداث التي أدّت إلى تفجر الموقف في جنوب السودان، حيث أعلنت الحكومة رسمياً أن ما جرى هو انقلاب من قبل مجموعة مشار، وصرح دكتور رياك مشار في المقابل بأنّه سوء تفاهم ما بين الحرس الرئاسي! أين الحقيقة؟
– ما جرى هو أنه في يوم انعقاد مجلس تحرير الحركة الشعبية تم منع بعض القيادات أمثال باقان أموم، وجون لوك من الدخول للقاعة وهم أعضاء في المكتب السياسي أما الذين استطاعوا الدخول من الإصلاحيين من الحركة الشعبية فتم منعهم من الحديث في القضايا المطروحة للحوار داخل مجلس التحرير فقرروا الانسحاب من جلسات المكتب السياسي وبعد ذلك قرر المكتب السياسي تجميد عضوية باقان أموم وفصله من الحركة الشعبية بطريقة عشوائية.
* وكيف تسارعت الأحداث بعد ذلك؟ ما الذي حدث؟
– في اليوم الثاني أي يوم 15 نوفمبر قرر سلفاكير القبض على الذين خرجوا من الاجتماع من ضمنهم الموجودون في السجون حاليا وأصدر أمرا ليس للقيادة العامة للجيش ولا للقيادة العامة للأمن لكن لأفراد هو يعرفهم بأن يلقوا القبض على كل الذين خرجوا من الاجتماع بمن فيهم رياك مشار وهذا الأمر وجه للقيادة الرئاسية، ولتنفيذ هذه التوجيهات قرروا عزل القادة العسكريين الموجودين في الرئاسة تحديدا من النوير وتجريدهم من الأسلحة وهذا هو السبب الرئيس للانفجار. ويعود السبب إلى تجريد عسكريين داخل القيادة وتسليح آخرين مما أدى إلى تزايد الشكوك ودفع الآخرين للضرب واستخدام السلاح وعندما وقعت الاشتباكات جاء بعض العساكر إلى مشار وقالوا له أنت مستهدف في العملية الجارية بالتالي لابد من مغادرة منزلك.
* وهل غادر المنزل مباشرة؟
– نعم غادر المنزل وهو بملابسه الداخلية وهذا دليل على أنه لم يكن جاهزا لهذه العملية.
* ألم يكن هناك تخطيط مسبق لهذا الأمر؟
– لم يكن هناك تخطيط وكان مشار موجوداً في منزله ويشاهد التلفزيون، كيف يتم اتهامه بالتخطيط لانقلاب؟ وهذا الانقلاب المزعوم لا توجد فيه قيادة عسكرية وبالطبع لن يقوم انقلاب دون قيادة عسكرية، في هذه المرحلة هل سمعتم بقائد عسكري تم وضعه في الحبس؟ السياسيون لا يصنعون انقلابا.
* لماذا لم يتهم بشيء آخر غير الانقلاب؟
– أولا قبل إعلان الانقلاب أعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي في قناة الجزيرة أنه لا يوجد انقلاب إنما مشكلة داخل الجيش وبعدها بساعتين أعلن سلفاكير في مؤتمر صحفي أن ما حدث هو انقلاب مما يؤكد أن هناك تضاربا في الكلام.
* أنت ذكرت أن الجهة التي نفذت التوجيهات هي قوة خاصة لا تتبع للجيش.. هل لدى سلفاكير قوات قبلية خاصة؟
– أنا عملت في الرئاسة لفترة ليست بالقصيرة كانت هناك مشكلة بين القيادة العامة والرئاسة قبل فترة وجندت رئاسة الجمهورية أفرادا من منطقة تسمي أويل شمال بحر الغزال وهم لا يتحدثون أي لغة أخرى (لا عربي ولا إنجليزى) غير لغة الدينكا فقط، وعددهم يقارب (6) آلاف أطلق عليهم اسم قوة الرئاسة. رفض رئيس هيئة الأركان حضور حفل التخريج وقال أنا لا أعرف هذا الجيش حتى طريقة تدريبه لا أعرفها بالتالي خصصت الرئاسة لهم مرتبات وسكنا عندها وهم الذين ارتكبوا فظائع في جوبا يومي 15-16 من الشهر الماضي.
* هل ارتكبت القوة القبلية الخاصة بسلفاكير حسب قولك هذه التصفيات التى حدثت في جوبا؟
– نعم نفس هذه القوات هي التي ذهبت لكل المنازل وقامت بسؤال الناس والأفراد هل أنت من النوير ولا الدينكا إذا قلت من النوير تتم تصفيتك على الفور. وتم الاعتداء على رئيس هيئة المجلس التشريعى الذي قتلوا حرسه وولده ومساعده وهو يعمل في المجلس إضافة إلى بعض الأفراد الذين كانوا يعملون معنا في مكتب الرئيس مثل لام الذي قتل أيضا في منزله.
* هناك تضارب منذ بداية الأحداث عن المكان الذي يوجد فيه مشار؛ كان هناك حديث عن أنه موجود في مقر اأمم المتحدة وحديث عن وجوده في السفارة الأمريكية.. أين كان مشار موجودا لحظة اندلاع الأحداث؟
– عندما حضر العساكر إلى دكتور مشار جاءت أيضا قوة كبيرة من مختلف الوحدات لمنزله وقالوا له لازم نتحرك لأن هناك استهدافا شخصيا لك وفعلا تحركت هذه القوة معه من جوبا وهم تعقبوه وكانوا يعرفون مساره والى أين يتجه وترصدوا له وتمت مهاجمتهم في الشارع واستمروا في طريقهم وعندما علم بيتر قديت بالأمر وسمع بأن الجماعة ديل طلعوا من جوبا مباشرة هاجموا بور واستولوا عليها، وطلب قائد بانتيو من العساكر الذين لا يؤيدون مشار أن يغادروا حفاظا على أرواحهم، وسمح لهم بأن يغادروا حفاظا على أرواحهم وبعدها أعلن أن المنطقة تابعة لرياك مشار.
* ما الذي جمع بين رياك مشار وباقان أموم ودينق ألور خاصة وأن الكل يعلم أنه لا يوجد رابط بينهم؟
– نعم الحركة الشعبية أصبحت حزبا ليست لدية رؤية.
* هل هناك انقسامات؟
– لا توجد انقسامات فقط، لا توجد رؤية لقادة المكتب السياسي. البعض قال للرئيس إن الحزب في الوقت الراهن أصبح ليس لديه تجاه، ونحن في حاجة إلى إجراء إصلاحات كبيرة، حتى ولو استدعى الإصلاح خروجنا، وبالتالي دعوا إلى اجتماعات المكتب السياسي وداخل المكتب حددوا التعديلات وقالوا ننادي باجتماع آخر للمكتب السياسي لوضع الأجندة. ولكن الدستور يقول إن أي اجتماع لمجلس التحرير لابد أن تجاز أجندته في المكتب السياسي. الرئيس رفض أن يدعو إلى انعقاد المكتب السياسي لأنه يعرف أن أغلبية الأعضاء مع الإصلاح.
* وما هو الإصلاح الذي تنادون به؟
– من ضمن الإصلاح أن يفتح الباب للترشيح لرئاسة الحزب.
*ومن هو الشخص الذي كنتم سترشحونه؟
– كثيرون؛ منهم باقان ورياك مشار ومدام ربيكا، وحتى جيمس واني إيقا أيضا مرشح. وبالطبع هذا الأمر لم يعجب سلفاكير وافتكر أنه سيكون رئيسا للحزب حتى 2015 وقال إنه سيدعو إلى اجتماع مجلس التحرير دون انعقاد المكتب السياسي وهذا هو سبب المشكله.
* وماذا حدث في مكتب التحرير؟
– في اجتماع مكتب التحرير دعا البعض وتناسى بعض الأعضاء وقبل اجتماع المكتب السياسي تنادت مجموعة من الإصلاحيين بمن فيهم نيال دينق أيضا كان من ضمن الإصلاحيين اجتمعوا في مقر الحزب وأقاموا مؤتمرا صحفيا أعلنوا فيه نقاط خلافهم مع الرئيس وقالوا إن هذه النقاط في حاجه إلى إصلاح وعندما رجع الرئيس وكان يريد عقد مؤتمر صحفي دعا إلى اجتماع مجلس التحرير لكن هؤلاء كانوا يريدون عقد ندوة عامة في الشارع فجاء القساوسة وطلبوا منهم حماية الوضع وأن يذهب الناس إلى اجتماع مكتب التحرير دون أن يحدثوا (جوطة) كان الكل في المجلس يتوقعون أن يحدث حوار ولكن فوجئوا بأن خطاب الرئيس كان خطابا همجيا جداً.
* كيف؟
– كانت فيه تهديدات وكان قد أخفى مخالبه داخل (شراباته) وقال أي زول يلمس سلطته حيخربشو، وهذا تهديد واضح ودليل على أنه لا يريد إصلاحا وهذا سبب تفجر الوضع، لكن دكتور رياك وباقان وآخرين أصروا على أن الحزب في حاجة إلى إصلاح.
* ما هي رؤية الإصلاحيين بالنسبة للحكم؟
– المشكلة هي أن القيادات التاريخية طلبت من سلفاكير عدم الترشح للرئاسة مرة أخرى. من ضمن هؤلاء دينق ألور باعتباره اصبح شخصية تاريخية للوطن ولابد أن يعمل مثل من نيلسون مانديلا بترك رياك وباقان ومدام ربيكا يترشحوا والذي يفوز في انتخابات الحزب يترشح في انتخابات 2015 وانت تكون رئيسا للحزب إلى 2015 هذا ما جعله يختلف مع ناس دينق الور هذا ما جعله يقيلهم من الوزارة ويتهمهم بالفساد لأنهم قالوا له تنازل من السلطة.
* ما هو تحديدا سبب اعتقالهم خاصة وأن سلفا يتهمهم بالانقلاب؟
– في كل المجتمع الدولى لا توجد دولة واحدة اعترفت بهذا الانقلاب ما عدا الجامعة العربية التي أصدرت بيانا وبعد ذلك راجعوا موقفهم وندموا على بيانهم. كل المجتمع الدولي طالب سلفاكير بإطلاق سراحهم لأنهم لا يرون أن هناك انقلابا وطالبونا بالجلوس للحوار لأنها مشكلة داخل حزب الحركة الشعبية وهذا سيكون نقطة سوداء في تاريخ الحركة الشعبية أن يذهب حزب واحد إلى دولة أخرى ويتفاوض قادته عشان يوحدهم لم يحدث مثل هذا وان المشاكل الداخلية لم يحدث وأن عمل لها مبادرة دولية وبالتالي…
* وما هو رأي سلفاكير في هذا الحديث؟
– لم يعجبه هذا الحديث ويرى أنه لا بد أن يعترف الجميع بأن هناك انقلاب ويعمل مثل ما فعل موسيفيني ويهاجمونا.
* هناك حديث كثير عن التدخل اليوغندى وأن يوغندا بين ليلة وضحاها اصبحت تحكم الجنوب وأدخلت عددا كبيرا من الجيوش والطيران.. هل هذا يعني أن يوغندا كانت تخطط لضم جنوب السودان، في ظل ما هو رائج بكونها كانت تخطط لذلك منذ أمد وأنها متورطة بشكل ما في اغتيال دكتور جون قرنق؟
– موسيفيني وجه إساءة كبيرة لجنوب السودان وأهان الدولة إهانة كبيرة، وخطط أن يكون حاكم هذا البلد دكتاتورياً على شاكلته، وسلفاكير لم يستطع تنفيذ خطته بنفس الطريقة التى كان يريدها موسفيني، وورط الجنوب في مشكلة داخلية.. هو يصر على استمرار المشكلة بهذه الطريقة من خلال هذه المشكلة نحن كحركة شعبية تبين لنا أن هناك خطة قديمة وراء هذا الموضوع.
* خطة من قبل من؟
– من موسفيني باعتبار أنه في المنطقة لا يريد أي شخص يكون اكثر منه ذكاءً وسيطره على المنطقة.. نحن سنفتح ملف دكتور جون وندرس ملابساته لأنه لو ثبت لنا أن موسفيني حسب اعتقادنا هو الذي اغتال جون قرنق.
* يعني أنتم تعتبرونه متورطا؟؟
– نعم نعتبره متورطا، لذلك سنعمل دراسة في ملف قانونية طائرة دكتور جون وسنرفع قضية دولية ضد الرئيس اليوغندي باعتباره متورطا في اغتيال دكتور جون قرنق، وكما قلت فإن موسيفيني لا يريد أن يأتي شخص لديه رؤية مثل دكتور مشار.. هو يريد شخصا يملي عليه ويعيش تحت رحمته عشان يكون لديه يد طويلة في جنوب السودان وهذا الكلام لن يحصل.
* لماذا؟
-لأن جنوب السودان القادم لن يكون مثل جنوب الأمس وموسفيني ورط نفسه دولياً.. الآن دعا الناس ليراجعوا الملفات القديمة؛ رواندا وغيرها، وهو سيتحمل مسؤوليته، وكل القضايا التي (مشيّت) له دون محاسبة.. حاليا حتى في الكنغو يتحدث عن أنه سيدعم قوة.. بالتالي كل المجتمع الدولي أصبح ينظر إلى موسفيني نظرة أخرى.. زمان كانوا بفتكروا القضايا عادية لكن تدخله بشكل كبير في دولة الجنوب جعل المجتمع الدولي يغير تفكيره
حاورته أميرة الجعلي: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]