** وهذا اليوم – 11 أكتوبر- من كل عام، هو اليوم العالمي للبصر..وللأسف، لا يجد اليوم العالمي للبصر حظ الاحتفاء في بلادنا، لا رسمياً ولا إعلامياً، إذ نحن أمة مغرمة بالاحتفاء بذكرى أيام الانقلابات العسكرية، وليس بذكرى يوم كهذا حيث تفتح فيه مشافي الدنيا والعالمين أبوابها للمرضى، ليتداووا مجاناً من أمراض العيون..المهم، لعلم القارئ وصديقه وجاره، وكذلك لعلم أبواق الساسة المسماة بالتلفاز والإذاعة : اعتباراً من اليوم ولمدة أسبوع، تستقبل مشافي العيون في كل ولايات السودان المرضى، بحيث يكون كشف وفحص النظرمجاناً وكذلك عمليات المياه البيضاء، وتستمر مجانية هذه العمليات حتى نهاية ديسمبر المقبل، أي لثلاثة أشهر من يومنا هذا..فليخبر بعضكم بعضا بدرب هذه المجانية أيها الأكارم، عسى ولعل تنقذ متعففاً من العمى، أو غيره من رهق فواتير القطاع الخاص ..!!
** بفضل الله ثم بجهد البرنامج القومي لمكافحة العمى، تدنت نسبة العمى في بلادنا.. كانت (1.5%) في العام (2002)، فأصبحت حالياً (0.7 %)..أي تناقص عدد المكفوفين من (600 الف) في العام (2002)، إلى (224 الف)، في العام 2012..ولأن داء الكتراكت – المياه البيضاء – يتسبب في (50%) من حالات العمى، اجتهد البرنامج القومي لمكافحة العمى وأجرى مايزيد عن (85.000 عملية)، في العام (2011).. وتلك الأرقام – بشهادة منظمة الصحة العالمية – هي أكبر زيادة في نسبة عمليات المياه البيضاء في منطقة الشرق الأوسط، فالشكر لله ثم لهذا البرنامج ولمركز كارتر..علماً بأن داء الجالوكوما – المياه السوداء – التي تسبب (20%) من حالات العمى في بلادنا، هو التحدي الذي يجب أن تلفت انتباه الدولة ومنظمات المجتمع المدني، وذلك لإرتفاع أسعار أدويته، وعلى السلطات دعم أدوية هذا الداء بحيث لاترهق فواتيرها المرضى..!!
** وفي مثل هذا اليوم، قبل عام، كتبت محذراً بأن تقارير الصحة العالمية تشير بأن مناطق أبوحمد والقلابات والردوم وخور قابوس تعد بمثابة بؤر وبائية لعمى الأنهار..بفضل الله ثم بدعم مركز كارتر، نجح البرنامج في مكافحة عمى الأنهار من الانتشار في أبو حمد، وتلقى إشادة منظمة الصحة وشهادتها العالمية ، ويتواصل العمل حاليا في منطقة القلابات، والكل يتوقع النجاح أيضاً..علماً بأن مركز كارتر يعالج (200.000 مواطن)، سنويا، من هذا الوباء، بتلك المناطق..ولا يزال التحدي الأكبر، أو فلنقل الثغرة الكبرى : توزيع خدمات العيون بالولايات- مشافي وكوادر – غير عادل.. فالخرطوم لا تزال تحتكر المشافي والأقسام، وكذلك الكوادر الاختصاصية لا تزال مكدسة بالخرطوم، وتأمل مايلي بحيث يتجلى الظلم في أقبح صوره : بالخرطوم : اخصائي لكل (50.000 مريض)، وبالولايات : اخصائي لكل (500.000 مريض)..الولايات بحاجة إلى مشافي وأقسام وكوادر يا مجلس الوزراء ويا برلمان، وتلك الأرقام (معيبة جداً)..على كل حال، لا خير فينا إن لم نقلها : شكراً للبرنامج القومي لمكافحة العمى ولمركز كارتر ولكل من أفاد مريضاً بمجانية علاج هذا الأسبوع وعمليات الثلاثة أشهر، وحمانا الله وإياكم من فقدان البصر و.. (البصيرة) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]