لذلك ليس غريباً ولا جديداً أن يصيغ خطاب السيد الرئيس أمس شخص أو شخصان ينبغي أن تتوفر فيهما الإلمام التام بتفاصيل المرحلة ومتطلبات اللحظة وقراءة حقيقية لما ينتظر أن يسمعه الشارع ومعرفة مهمة بكاريزما الخطاب نفسه والمفردات التي تقال من خلاله!! لكنني طبعاً اندهشت عندما علمت أن الخطاب لم يرسم تفاصيله شخص واحد بل كونت له لجنة بحالها «ألم أقل لكم ان اللجان سبب كوارثنا» يرأسها السيد رئيس البرلمان السابق فشلت في أن «تمنطق» السامعين بمنطق متطلبات المرحلة ومنطق فحوى المفاجأة والحدث الكبير الذي بشر به رئيس اللجنة شخصياً من قبل والمصيبة أن هؤلاء مش فشلوا في المنطق بس..! ديل فشلوا في «الحنك» كمان..!
ولم يستطيعوا أن يحنكوننا ولو بجملة مفيدة نفهم منها إلى أين ستقودنا «الوثبة» التي كانت طابع الخطاب وعنوانه العريض!! لكنني اصدقكم القول إن أهم فائدة خرجت بها من هذا الخطاب أن معظم من هم حول السيد الرئيس وهؤلاء شئنا أم أبينا يحركون الملفات المهمة «ما جايبين خبر» وعايشين في ملكوت محلقين في سابع سماء والغبش أقدامهم غاطسة في طين الفقر والعوز والبطالة!! وعشان أؤكد كلامي عودوا لتعليقات الفضائيات العربية والأمريكية على خطاب الرئيس الأمريكي أوباما حيث أشاد كل المحللين بمن صاغوا هذاالخطاب ووصفوهم بالذكاء لأن الرئيس الأمريكي تحدث عن الهجرة والمهاجرين وعن البطالة والاقتصاد ولم يمنح كثير وقت للحديث عن العلاقات الخارجية لأنها ليست هم الناخب الأمريكي في هذا الوقت.. هذا هو الفرق بين من يصنعون ويوجهون السياسة عندهم وبين من يصنعونها ويوجهونها عندنا!!
لذلك نطالب الرئيس بخطاب آخر يخاطب فيه السودانيين بلغتهم التي يفهمونها تتنزل فيه الحقائق والوعود إلى أرض الواقع.. يقول لينا بالبلدي كدا حيسوي شنو في الفقر؟ حيسوي شنو في العطالة؟ حيسوي شنو في الفساد؟ حيسوي شنو مع من يعارضونه سلماً أو حملاً للسلاح!!
سيدي الرئيس نحن بحاجة لدرس عصر لأنو الحصة الفاتت ما فهمناها!!
كلمة عزيزةلم أتمالك نفسي من الضحك.. وأنا أقرأ تصريحات الفاتح عز الدين رئيس البرلمان الموقر.. وهو يلوي عنق الحقيقة ويغطي الشمس بأصبعه..! وهو يقول إن الشعب السوداني راضي عن خطاب الرئيس.. وانه استشفَ ذلك من خلال الفيس بووك والواتساب وتويتر.. وكدي النبدأ مع سيادته واحدة واحدة بالنسبة للواتساب فإن اطلاعه على التعليقات متاح له من خلال الهواتف التي يتواصل مع أصحابها.. وبالتالي كل التعليقات التي جاءته هي مؤكد من «دائرته» مش دائرته الانتخابية!! أقصد دائرته الصفوية.. ممن يهمهم أن يجعلوا خطاب الرئيس قصيدة شعرية إذ المؤكد أن دكتور الفاتح لا يتواصل بالواتساب مع حاجة «عشه» ست الشاي.. ولا عم منزول الفران ولا عبدو الخريج الجامعي العاطل!! نجي للفيس بووك الذي كاد أن ينفجر من التعليقات الساخرة أقول ليك يا دكتور واحد منها واحدهم بعد الخطاب يقول يا جماعة «جوعتونا وعطشتونا وكمان حتطلعونا ما بنفهم عربي» ده الفيس الذي قال الدكتور إنه أجمع على الخطاب الذي صاغته لجنة اللهم الا إن كان فيسك ده شغال بشبكه براه!!
كلمة أعزسيدي الرئيس خطابك القادم ننتظره خطاباً من القلب للقلب من خشمك ولأذن سامعيه «ناس الوثبة ديل خليهم ينططوا جوه حزبهم»!!!
صحيفة آخر لحظة
ت.إ
[/JUSTIFY]