السلام عليكم وعلى قرائك الكرام التحية.
سبق أنك كنت طرفاً ومازلت في بعض تطلعاتنا ويمتد بيننا الحوار والشورى في رسم خريطة واضحة لمستقبلنا القادم الذي لا ينفصل عن مستقبل الوطن، وتحديداً كان الحوار بيننا في إعدادي لدراسة الدكتوراة عن دور الإعلام في قضايا التربية الوطنية، وكيف نبلور فكرة الوطن في وجدان الناس، كقيمة يجب أن نربي الناس عليها، وكيف أن الوطن أرفع بكثير من خلافاتنا وأطماعنا، لأنه بدون الوطن لا جدوى لأي شيء.. وتبقى القضية أخي حسن في الناس وليس في الوطن، فالناس هم الذين يخطئون في حق الوطن ليس كرهاً له بل بفكرة من الحب ما قتل… فالوطن يبقى بخيراته وعطائه وخلوده، إلا أن بعض الناس يخطئون في التعبير، فمنهم من يعتقد جازماً أنه الوحيد الذي يحب الوطن وأن الآخرين غير مهتمين ومكترثين، وأنه كذلك هو الحريص على مصلحة الوطن ولولاه لتعرض للهلاك والفناء، وبهذا الفهم الخاطئ فهو يسفه عطاء الآخرين وجهدهم الفكري والمادي في بناء الوطن ويلصق به مئات الاتهامات، هذا الاعتداد بالذات قطعاً هو الذي يُعطل مسيرة الوطن ويُساهم في كبواته ويوصد الطريق أمام كل الجهود والنوايا المخلصة في خدمة الوطن، ولو لم يدرك هؤلاء أن الوطن حق مشاع للكل فحتماً ستبقى هذه المعايير المدمرة وهذا التمايز الذي لا يحظى بأي مسوغ أخلاقي ولا قانوني ولا شرعي، وعندما نقول إن الوطن يبنى بسواعد أبنائه نعني الاصطفاف حوله من مختلف البيئات والمشارب الفكرية لنوجد الوطن أولاً ونؤخر معاركنا لوقت لاحق.
ويعجبني أخي حسن هذه الأيام أن الوطن هو حجر الزاوية ومركز الاهتمام في كل الحوارات التي تدور، الكل يعبر عن أنه الأجدى والأقرب لنبض الوطن ويحمل طوق النجاة، فما دمنا نفكر في الوطن ونوليه هذا الاهتمام المتعاظم كل بزاويته وطريقته فحتماً ستتوحد الجهود لإعلاء شأن الوطن، وقديماً قال حكيمنا الشيخ فرح ود د تكتوك «النفوس لو اتطايبت العنقريب بشيل مية».
محمد علي عبد الجابر
مدير إعلام السجل المدني
من المحرر:
شكراً الأخ محمد علي عبد الجابر على ما خطه قلمك حول كيف يكون حب الوطن والأوطان… ولتطمئن أخي محمد فالكل همه هذا الوطن وإلا لما كانت مساعي السيد الرئيس في دعوته للم الشمل، ولو تفحصتم خطابه الأخير وفهمتموه فيمكن أن يلخص في أنه كان يقول فيه «الوطن يحتاجكم».
باقي الوهج:
يبدو أن سعادة الأخ اللواء «م» الدكتور عبد الله محمد الحسن عميد شؤون الطلاب بجامعة الرباط الوطني يقرأ «الوهج» بدقة متناهية لدرجة التفحيص ــ فلا غضاضة في ذلك فروح الرجل تسيطر عليها الأبعاد الأكاديمية الميالة بطبعها للتصحيح والتصويب أكثر من أخذ الفكرة في المقال أولاً، وهذا من حقه. وبالطبع أسعدني جداً أن في «قامته» من يقرأون الوهج ويصوِّبون… وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون… كده كويس يا بروف.
«إن قدّر لنا نعود»
صحيفة الإنتباهة
ع.ش