مشكلة الحكومة هي أنها لا تدرك ان معارضيها الحقيقيين ليسوا الأحزاب وقياداتها المتكلسة، وناس سيدي موديلات الستينات أو التسعينات، بل هم ست النفر وعطانا ومرزوق وعبد الدائم وجاد الله وعنكوليب وفرنيب وسندس وهاني وتامر وسوزان.. معارضوها نكرات لم تظهر صورهم في الصحف ولا شاشات التلفزة وهم المكويون بنار الغلاء والبطالة وفساد الذمم وانهيار وانعدام الخدمات الضرورية.. المعارضة الحقيقية للحكم في السودان خطر حتى على “المعارضة الرسمية” التي يتصدرها ذوو الحلاقيم والبلاعيم وكراع هنا وكراع هناك
ولابد أن من صاغ خاطب الرئيس من الوجوه الجديدة التي “طلعت في الكًفًر” في ظل ما أسموه ب”الإصلاح” في الأجهزة الحكومية، وبالتالي فهو دليل على أن تلك الوجوه لا تعرف حتى كيف تخاطب عامة الناس، وأوقعت الرئيس في حرج بالغ بكتابة خطاب كله طنطنة وشنشنة فلم نعرف له محتوى، ولم يكن وثبة إلا من الناحية اللغوية، ولهذا كان وثبة غير موفقة لأن في لغته استعلاء على المواطن العادي وفوق العادي كمان، وبالتالي ضاع مضمونه بافتراض أنه كان يحوي مضمونا
ويا خوفي من ان الحكومة تفاوض الجبهة الثورية كما فاوضت الحركة الشعبية فينتهي الأمر بقيام جمهورية جبال النوبة وجمهورية الأنقسنا
جعفر عباس