هنادي محمد عبد المجيد
انسانيات مصطفى محمود ( وماهي النظافة ؟ )
كانت جارتي ،، تبادلنا النظرات ، ثم الإشارات ، ثم تلاقينا ، لنتبادل الهمس وليضغط كل منّا على يد الآخر ، وبعد شهور اختليتُ بها في بيتي وأعطتني ما أريد .
ومنذ أيام ، كنّا نتكلم أنا وأبي وأمي ، ولا حظت أن أبي وأمي يتبادلان النظرات والإبتسامات ، ثم قالا لي أنهما خطبا لي عروسة ، وذكرا لي اسمها ، ودار رأسي ، وأظلمت الدنيا في عيني ، فقد كانت هي نفسها .. جارتي .. وكان أبي وأمي يتكلمان في براءة ، وكانا مسرورين ، وكانا يقولان أنها بنت طيبة وشريفة ، ومن أصل طيب ، ومن المدرسة للبيت ، ومن البيت للمدرسة ، ولا تعرف مياعة بنات اليومين دول ، ولم تطلع عليها سُمعة سيئة مثل غيرها من بنات الجيران ، وكنت أسبح في عرقي .
لقد كنت الوحيد الذي يعلم أمر هذه البنت الشريفة الطيبة التي لا تعرف مياعة بنات اليوم ! ، كنت أنا الوحيد الذي أعرف مياعتها ، ودلعها ، وخسارتها .
ولأول مرّة حينما بدأت أتصور أنها زوجتي ، أحسست أني أكرهها ، بكل مافي كلمة الكراهية من معنى ، ولا أطيق رؤيتها ..
لقد كان حلمي ، طول حياتي ، أن أعثر على امرأة طاهرة ، وأن أبني بيتي على حب طاهر نظيف .. ترى هل فات الأوان ؟
***
كان يجب أن تكره نفسك أولاً .. وكان يجب أن تبحث عن الشيء النظيف في داخلك أنت أولاً .. إنك بإسم الحب استدرجت صاحبتك حتى اختليت بها ، ثم بصقت عليها ، واعتبرتها غير نظيفة .. غير نظيفة لماذا ؟ لأنها صدّقت كلامك ، وطاوعت رغبك ، لأن فيها نفس الضعف الذي فيك !
إن الرجال أمثالك هم أسباب محنة البنات وعذابهن ويأسهن ، إن الرجال أمثالك يجرون خلف المرأة ، فإذا استسلمت تركوها ، وإذا ردّتهم خائبين ، تركوها أيضاً !
والنتيجة أن البنت تقع في ورطة ، ماذا تفعل لتُرضى الرجل ؟ إنها إذا قاومته قال عنها رجعية ، وإذا استسلمت له قال عنها غير نظيفة !
وهو يدّعي أنه يبحث عن حُب طاهر ، وهو في الحقيقة يكذب ، لأن الحب الطاهر لا يعنيه بالمرة .. والنهاية أن يتزوج في سن اليأس بعد أن يتعب من نفسه ومن غبائه ، ويترك ذقنه للخاطبة أو للمصادفة تختار له ، ويدخل على امرأة ليس بينه وبينها تعارف ولا تفاهم ، ويتحول إلى زوج شكّاك غيور سخيف وتخونه زوجته من أول يوم لأنه لا يُحتمل ! وهو في أحسن الأحوال يكون زوجاً غبياً بليداً ميّت الإحساس بائساً من نفسه ومن مثالياته ، ومثل هذا الزوج تخونه زوجته أيضاً ، لأن وجوده مثل عدمه .
والنهاية أن تتحول حياتنا إلى فشل في فشل ،، فشل في الحب ، وفشل في الزواج ، وفشل في الأسرة ، والسبب واحد في كل هذه الحالات ، وهو انعدام الصدق .
لو كنت صادقاً مع نفسك لما أنكرت على فتاتك أن تكون ضعيفة ، لأنك أنت أيضاً كنت ضعيفاً مثلها ، وقد تبادلتما أنتما الإثنان هذا الضعف .
والضعف صفة من صفات البشرية ، وأنت أولى بأن تغفر لها ضعفها فقد كنت أنت سبب هذا الضعف ، وإنما القذارة في أن تكذب عليك وتدعي الطهارة ، وهي ملوّثة لتخدعك ، وتضحك على عقلك وتدعي أنت الحب لتضحك على عقلها .. وتكون النتيجة أن يتحوّل المجتمع إلى جماعة من الكذابين .
إن صاحبتك سوف تلعن كل رجل تعرفه بعدك ، وسوف تُعذّب زوجها ، وسوف تُعذّب أهلها .. وأنت السبب ، لأنك أفقدتها الثقة في نفسها ، وفي الدنيا ، وحيّرتها ، وحيّرت دليلها .. ومثلك كثيرون ، ومثلها كثيرات ، ويا ويلنا منكم ، ومنهن ، ومن أنفسنا .
هذا رد الدكتور مصطفى محمود ، وقولي في هذا الشأن : عزيزي الرجل ، المرأة كائن أضعف مما يتخيل أو يتصور عقلك ، حافظ عليها وترفّق بها تكن لك كما تحب وترضى وتحيا هانئاً سعيداً ، وإن لم تستطع أن تحافظ عليها وتترفق بها فلن يرتاح لك بال ما حييت .[/JUSTIFY] هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email][/JUSTIFY