زيادة كهرباء المخ (الصرع).. الموت البطيء

[JUSTIFY]يعتبر مرض زيادة كهرباء المخ (الصرع) من أكثر أمراض الجهاز العصبي شيوعاً، وهو معروف منذ قديم الزمان وقد ربطه الكثيرون بالمس الشيطاني والأمراض النفسية الناتجة عن ضغوط الحياة اليومية، وكشف تقرير لمسؤول بوزارة الصحة عن زيادة نسبة الإصابة بالمرض المعروف علمياً (بزيادة كهرباء المخ) الناتج عن أمراض سوء التغذية، وأبانت المعلومات أن أكثر الفئات العمرية إصابة بالمرض هم الأطفال، وأرجع عدد من الأطباء ذلك لنقص الأوكسجين عند الولادة.. خرجت جولة (آخر لحظة) بالكثير من المعلومات العلمية والإرشادية المتعلقة بالمرض فإلى التفاصيل: مأساة

رسمت المواطنة (س.ع) مأساة ومعاناة ابنتها البالغة من العمر (25) عاماً مع المرض قائلة: منذ بلوغ ابنتي العامين أصبحت تدخل في حالة تشنج وإغماء حاد لمدة (10) دقائق ولتكرار هذه الحالة ذهبت بها للطبيب المختص الذي أخبرنا بزيادة كهرباء المخ «الصرع»، وتواصل (س.ع) التي وجدتها بإحدى العيادات، مأساة ابنتها.. لقد ذهبت في إحدى الأيام لزيارة أهلي بإحدى القرى المجاورة لنا وتركتها بحالة جيدة وأثناء غيابي حاولت ابنتي إعداد الطعام وحدثت لها النوبة وسقطت على النار فحرقت وجهها ويدها اليمنى، فأصبحت مشوهة بسبب هذا الداء الخطير.

(3 – 4) أسبوعياً:

وفي ذات المكان وجدنا رجلاًَ يحمل طفله الذي يبلغ من العمر أربع سنوات، حيث قال أصيب بالمرض بسبب العامل الوراثي ورغم ذلك تفاجأت عندما وجدت ابني مصاباً بزيادة كهرباء المخ، مضيفاً أن أول حالة تشنج حدثت لابنه في بيت مناسبة بعدها تكررت الحالة ما بين (3 – 4) مرات في الأسبوع.
ليست مساً شيطانياً

ويؤكد بروفيسور أبشر حسين بكلية الطب جامعة الخرطوم أن الأسباب التي تؤدي لزيادة كهرباء المخ غير معروفة، نافياً ما يشاع بأنها مس شيطاني وإنما ناتجة عن العامل الوراثي وإصابات الرأس، بالإضافة لعدم وصول الأوكسجين لمخ الطفل عند الولادة مثل التفاف الحبل السري حول العنق عند الولادة، وهذا يؤدي لحدوث زيادة كهرباء المخ الجزئي وقد تظهر الإصابة بالمرض خلال الساعات الأولى من الولادة، وقد تحدث الإصابة بعد شهور أو سنوات بالإضافة لالتهاب المخ نتيجة الإصابة بالسحائي، مشيراً إلى زيادة حالات المرض الناتجة من الإصابة بمرض السحائي في السودان عن البلدان الأخرى، معدداً الأسباب التي تؤدي للإصابة بالمرض كالعيوب الخلقية في المخ والجلطة والنزيف ومضاعفات تناول الكحول وأمراض تآكل المخ، موضحاً أن المرض ينتج عن زيادة النشاط الكهربائي لخلايا المخ مما يؤدي لفقدان الوعي، مؤكداً بالقول إن كل حالات التشنج لا تعتبر مرض زيادة كهرباء المخ، فقد تكون هذه التشنجات ناتجة عن انخفاض في السكر في الدم وقد تحدث مع ارتفاع الحرارة كما في مرض الملاريا والتهاب اللوزتين خاصة عند الأطفال، وقال

يصعب تشخيصه

دكتور أبشر أكد أن مرض كهرباء المخ قد يكون عاماً أو جزئياً، فالعام ينتج عن زيادة نشاط كهرباء لخلايا المخ في مساحات واسعة أشهرها ما يعرف بمرض زيادة كهرباء المخ الكلي، ويتميز بفقدان الوعي التام وأعراضه الألم في البطن يصاحبه (تيبس) عام في الجسم وقد يصرخ المريض نتيجة لانقباض عضلات الحلق وسقوط المريض عندما يكون واقفاً، ويتم ذلك خلال دقائق معدودة يعقبها حالة التشنج العام وقد يصاحب ذلك إخراج المريض لسانه والتبول اللا إرادي، مشيراً لوجود نوع آخر لمرض كهرباء المخ الذي يصعب تشخيصه ويحدث عند الأطفال إضافة لوجود نوع نادر يعرف بزيادة كهرباء المخ التصلبية، أما زيادة كهرباء المخ الجزئي هو ناتج عن زيادة الشحنات الكهربائية في جزء معين من المخ، مؤكداً أن الهدف من العلاج هو انقطاع النوبات التشنجية بنسبة 80% بالإضافة لتقليل نوبات المرض من حيث العدد والحدة خاصة عند مرض كهرباء المخ المستعصي الذي تبلغ نسبته حوالي 20%، مشيراً إلى أن علاج كهرباء المخ يشتمل على عدة أنواع منها الدوائي والجراحي والإرشادات العامة، موضحاً أن بعض الأدوية الجديدة لها فوائد في إيقاف التشنجات كما لها أعراض جانبية يمكن تفاديها بالكشف الدوري، داعياً المرضى لاتباع الإرشادات المتمثلة في الزيارة الدورية للطبيب المعالج وعدم القيادة إلا إذا كانت النوبات تحدث أثناء النوم، بجانب عدم التعرض للإضاءة المتذبذبة واستعمال المكواة والمواقد والابتعاد عن بعض الوظائف كقيادة الطائرات والوظائف العسكرية، منبهاً المارة بإبعاد الأشياء التي تؤدي لإيذاء المريض في حالة حدوث النوبات في الشارع العام وعدم العمل على إيقاف التشنجات بالضغط على المريض.

اعتقادات خاطئة:

من جانبه قال البروفيسور علي بلدو استشاري الطب النفسي وطب الأعصاب، إن مرض الصرع من الأمراض التي اكتسبت سمعة سيئة بسبب اعتقاد الكثير من الناس بأنه مرتبط بالشياطين والجن، ويعاملون المريض بطرق بشعة مثل الضرب والركل وحرمانه من تناول اللحوم والسكر واللبن حتى لا يتغذى الشيطان في دواخله حسب زعمهم، ويرجع ذلك لعدم الثقافة النفسية والطبية والمجتمعية.

هناك أعراض:
الاسم الصحيح لهذا المرض هو (مرض زيادة كهرباء المخ) التي ينجم عنها تشنجات أو نوبات وتغيرات عصبية معينة حسب نوع ومكان البؤرة الصرعية داخل الدماغ وهذا كله يندرج في إطار إفراز كهرباء عالية، ويضيف بروفيسور بلدو أن مرض الصرع المعروف عند الناس تصاحبه أعراض كثيرة مثل الخوف والقلق والتوتر والاكتئاب والإدمان والاضرابات النفسية ونوبات التوهان والشرود والفوبيا والذهان، كما تصاحبه مشاكل اجتماعية في العمل والأسرة والزواج والدراسة والشعور بالوصمة الاجتماعية وبشفقة وعطف الآخرين. لأكثر من 85%:

هذا المرض يحتاج لعلاج طبي مثل الأدوية المضادة للاختلاج وعلاج توعوي وأسري بعد إجراء الفحوصات وتخطيط الدماغ والصور المقطعية والتصوير المغنطيسي وقد يحتاج المريض لعمليات جراحية، ويمضي بلدو في حديثه مؤكداً أن المرض يمكن علاجه وشفاء المريض في أكثر من 85% من الحالات ويمكن التحكم في بقية الحالات بالدواء، مضيفاً المرض غير معدي ولا ينتقل بالملامسة أو المخالطة والمشاركة، بل عن طريق الوراثة وإصابة الدماغ والتهاباته والأدوية والسموم والأورام الحميدة والخبيثة والمخدرات والكحول.

صحيفة آخر لحظة
تحقيق: زكية الترابي
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version