“mbc” : صدمنا من الهجوم المصري ضد مؤسسات إعلام سعودية

[JUSTIFY]شهد مؤتمر الجمعية التأسيسية لغرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع، الذي أقيم مطلع هذا الأسبوع بالقاهرة، بحضور رؤساء وممثلين عن 10 من القنوات المصرية، هجوماً غير مباشر على بعض القنوات العربية وبخاصة مجموعة “mbc”.

فقد عقد المؤتمر بهدف إيجاد ميثاق شرف إعلامي لحماية الإعلام المصري، ليكون هو الحاكم والمنظم لصناعة الإعلام في مصر، وأيضاً تأسيس غرفة صناعة الإعلام لحماية الصناعة والمهنة.

وبحسب ما ورد في صحيفة “الشرق الأوسط”، في تقرير نشر اليوم الأربعاء، فإن الهجوم كان صريحاً على الفضائيات العربية والبعض يعزو ذلك لوجود من يحاول في السوق الإعلامية المصرية استخدام الأحداث السياسية لتقليص فرص المنافسة التجارية، خاصة أن عدد القنوات الفضائية العربية العاملة في مصر يتجاوز المئة قناة.

وبرر المشاركون في المؤتمر تجمعهم وإطلاق جمعيتهم لحاجة القطاع في مصر إلى تكوين كيان قوي خاص بالقنوات الفضائية المصرية، بإمكانه التوحد تجاه القنوات الفضائية العربية العاملة في مصر والتي، وبحسب بعض المراقبين، ساهمت في انخفاض نسب المشاهدة لهذه القنوات لصالح القنوات العربية.

**هجوم على قنوات الإعلام السعودي

وقد تخلل مؤتمر القنوات الفضائية المصرية كلمات ومداخلات من أبرز القائمين على قطاع الإعلام التلفزيوني في مصر، على مستوى الملاك والتنفيذيين، حيث هاجمت بعض تلك الكلمات والمداخلات قنوات الإعلام السعودي، وتحاملت على دوره في مصر، وشككت في نواياه. ووصل الأمر إلى حد الحديث عن “مؤامرة” لتجفيف مصادر التمويل الوحيدة للقنوات المصرية، والمتمثلة في الإعلانات، ودعت بعض الأصوات إلى وقفة تضامنية، كما جاء على لسان علاء الكحكي، رئيس قنوات “النهار”.

وكان الظهور المفاجئ لعدد من التصريحات والمقالات التي طالت تحديداً قنوات “العربية” و”mbc” و”mbc مصر”، وغيرها من المؤسسات الإعلامية، هو ما أثار العديد من التساؤلات.

تلك التصريحات والمقالات حذرت شركات الإعلان العالمية، ومؤسسات الأبحاث وقياس نسب المشاهدة، من مغبة قيام أبرز المؤسسات الإعلامية المصرية بقطع التعاون معها.

**”لم نحقق مداخيل مالية في مصر”

ولدى سؤال أحد أبرز التنفيذيين السعوديين في مجموعة “mbc” عن رأيه في هذه الحملة المفاجئة، قال: “الحقيقة، صُدمنا من هذا الهجوم المركز والذي لا نعرف بعد من يقف وراءه! لكننا نثق بأن أعمدة الإعلام المصري الخاص، والقائمين على الإعلام العام، وعلى رأسهم وزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين، يدركون الحقيقة كاملة. نحن لم نحقق مداخيل مالية في مصر، بل العكس تماماً، نحن ننفق مبالغ ضخمة.. و”كعكعة” الإعلان في مصر تُعتبر صغيرة نسبياً مقارنة بالسوق الخليجي”.

وأضاف: “أما وجودنا في مصر فله دافعان أساسيان: الأول، التواصل مع نحو 70 مليون مشاهد، لاسيّما أن “mbc” من أكثر القنوات مشاهدة في كافة أنحاء العالم العربي. أما الدافع الثاني، فيكمن في رغبتنا في الاستفادة من السوق المصرية، ليس مادياً كما يقال، بل من خلال شراكات إعلامية وإنتاجية في مصر، على غرار ما فعلنا في بقية الدول العربية. هذا كان، ولا يزال، دورنا كمؤسسة إعلامية عربية ساهمت في نشر الانتاج المصري في أنحاء العالم العربي. ناهيك عن أن هذه الشراكات تساعد في تعزيز المنتجات التلفزيونية المصرية من دراما وبرامج وأخبار وغيرها”.

يذكر أن مصر، وبحسب تقرير أصدرته مجموعة المرشدين العرب قبل سنتين بعنوان “قنوات التلفزيون الفضائية في العالم العربي 2012″، كانت المقر الرئيس لـ21.6% من مجموع قنوات التلفزيون الفضائية العربية المجانية الـ565 العاملة كلياً.

**”المؤسسات السعودية لا تهدد الإعلام المصري”

وحول ما قيل عن الريبة المصرية المتزايدة من “تصاعُد نفوذ الإعلام السعودي” في مصر، قال الدكتور حسن عبدالفتاح، المتخصص في دراسة السوق الإعلامية المصرية: “المسألة ليست مقنعة، لأن المؤسسات السعودية أو اللبنانية أو غيرها لا تهدد الإعلام المصري، ولا تزاحمه”.

ونقلت “الشرق الأوسط” عن عبدالفتاح قوله: “نما الإعلام المصري، بشقّيه العام والخاص، بشكل هائل بعد ثورة 25 يناير، نتيجة ارتفاع سقف الحرية الذي سمح بظهور المزيد من المحطّات، بشكل غير مسبوق، ووسع أفق الحوار والتواصل. كما أن الدور المهم للقنوات العربية، مثل قناة “العربية” و”mbc”، يكمن في نجاحها بمواجهة حملات التوجيه والدعاية الضخمة” من قبل محطات معارضة للتغيير الذي أسقط حكم الرئيس محمد مرسي.

وأضاف عبدالفتاح: “تبقى المحطات المصرية الوجبة اليومية للمشاهدين المصريين، لذا فهي لا تواجه أي تهديد بسرقة مشاهديها من قبل المحطات العربية الأخرى”.

**الحملة الإخوانية الشرسة ضد الإعلام

يُذكر أنه في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وفي الفترة الممتدة بين يوليو 2012 حتى يوليو 2013، قامت حكومة الإخوان بشن حملة شرسة ضد الإعلام، مهددة محطات إعلامية، ومنها “mbc”، بوقف نشاطها في مصر، إضافة الى حصار مقرات الصحف، ومدينة الإنتاج الإعلامي.

هذا فضلاً عما وصفه بعض المراقبين بالتضييق على الصحافيين، والتكفير الديني والسياسي للأصوات المخالفة العائدة للمؤسسات الإعلامية المصرية والعربية في القاهرة.

أما بعد سقوط حكومة الإخوان، فاحتدمت معركة إعلامية كبيرة بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في الفضاء التلفزيوني العربي، حيث اختارت بعض القنوات مساندة الاخوان، فيما وقفت أُخرى مثل “العربية” و”mbc” وغيرها، إلى جانب التغيير، بقيادة وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي.

وأمام هذا الموقف المبدئي الذي اتخذته القنوات الفضائية السعودية، تساءل أحد الإعلاميين السعوديين عن مغزى هذه الحملة التي تشن ضد الإعلام السعودي، وإن كان يجوز معاقبته وهو الذي “كان في الصفوف الأمامية لمؤازرة مصر وشعبها”.

كما تساءل عدد من الإعلاميين السعوديين: “هل يعقل أن يقرر بعضهم في مصر، وبعد سبعة أشهر من أهم وأوسع تعاون سعودي – مصري في مجالات السياسة والاقتصاد والإعلام وغيرها، شن الهجوم على المؤسسات الإعلامية السعودية، التي ساندت ثورة 30 يونيو، ثم وقفت بثبات في وجه الماكينة الإعلامية الضخمة لجماعة الاخوان المسلمين، ومنظومة الإعلام العربي المتحالفة معها، في مصر ودول الخليج والأردن، وغيرها؟”.
[/JUSTIFY]

العربية.نت
م.ت

Exit mobile version