يدخل «الرئيس الأفغاني كرزاي» في سلسلة انتقادات لسياسة أمريكا فيما يخص محاربة الإرهاب في أفغانستان مما حدا به لتفجير تصريحات استهجنتها القيادة الأمريكية حيث ترى أمريكا أن «كرزاي» ضعيف القيادة ويفضل استبداله الشيء الذي يدعوه إلى الاستعداد المؤقت لامريكا وهو من باب الاستعطاف باعتباره من القيادات التي كانت تخدم المصالح الأمريكية.. ولكن أمريكا وهي على أعتاب الانتخابات الرئاسية تبتلع مثل هذه التصريحات «الكرازية» خاصة وهو يحرض أمريكا على «باكستان» ظناً منه أن ذلك يخفف من وقع محاربة الارهاب في «أفغانستان».. وهذا الوضع المتقلب ما بين أمريكا وتلاوم «كرزاي» يتفجر تساؤلاً على أوضاع القوات الأمريكية في أفغانستان، والتي تعتزم في السنوات القادمة الإنسحاب التدريجي حتى العام 4102م.. ولكن السياسة الأمريكية ممثلة في إدارة أوباما تحدد حال انتخابه مرة أخرى المضي عزماً في سحب قواتها من هناك.. ويبقى أن أمر التصريحات الأخيرة المنتقدة لأمريكا من قبل «نظام كابول» تعطي انطباعات حتمية بعدم ثبات الرضاء ما بين أمريكا والأنظمة التي تتماشى معها في بعض سياساتها.. وينعكس ذلك في رؤية أمريكا أنها عندما تسحب قواتها من أفغانستان في الفترة المحددة تصبح دولة قابلة للتصدع والحرب الأهلية كأعظم فتنة يمكنها ان تهدم الدولة عقب نماذج سابقة لها.. ويبقى السؤال ألم يفطن «كرزاي» لتكوين جيش معد بأفضل الأسلحة والتقنيات الحربية في فترات الرِّضاء الامريكي عنه؟.. ثم هل ما زالت طالبان بعد تحتاج لتوسيع حربها واستدعاء الدعومات اللوجستية.. أم يعول النظام الأفغاني الآن على التأهيل والتدريب خلال الفترة ما قبل إنسحاب القوات الأمريكية والناتو؟؟ ومن جدليات الاعتقاد في قدرة الأفغان الحفاظ على دولتهم دون الوقوع في أتون حرب أهلية؟
الناظر بعين التأمل (الإنجرار) وراء سياسة أمريكا لحرب الارهاب لم يخلف إلا أوضاعاً مأزومة رغم اغتيال قيادات طالبان.. فماذا تبقى لأوباما ليرفد به نصيب سياساته الخارجية حتى يجذب الناخب الأمريكي ليبقيه لفترة رئاسية أخرى.. وبهذا الوضع تقدم أمريكا نموذجاً لتعاملها الدولي حتى مع الأنظمة الحليفة.
المتأمل لتوجهات السياسة العالمية الكبرى يكتشف أنها تعتمد على نظرية محورية تدور حولها أفلاك سياسات الدول العظمى والصغرى.. ونظرية العصر الآن لها مرتكزان الأمن القومي الامريكي ونظرية الأزمات الاقتصادية وعلى ذلك المحورين يدور كل العالم و تسن له القوانين ويقاد طائعاً إلى ما يراد له.. فسياسة حرب الارهاب طالت عبرها دول كثيرة أبواب التدخلات الأمريكية أو الأممية الشيء الذي يؤكد نظرية أن لا فكاك من الوقوع في المصيدة أو «الكماشة» إلا بممارسة «التذاكي» السياسي والتي فحواها ان تنحني لموجات الضغوطات الدولية إن كنت من ضمن الدول التي تطالها سياط الغضب الامريكي !! والذي هو متوائم مع نظرية «التدويل للقضايا» حتى وان كانت الدول قادرة على حلها ضمن السياج الوطني الداخلي.. اذن موجات القوانين الدولية وتفاصيلها والإلزام بالتوقيع عليها ليس كله من باب الحفاظ على حقوق الانسان، والرحمة به ولكنها أيضاً من أبواب الوصول لإدارة متوافقة مع منهجية الدول الكبرى التي كثيراً ما تقدم أمنها القومي على مصالح دول قد لا تغرها بشيء لكنها تصطداها بالشباك الدولية أو الارهاب أو الاقتصاد.
آخر الكلام
يقول الكثيرون إن العالم أصبح قرية والأفضل أن العالم اصبح «كنتيناً» تباع وتشتري فيه حتى المواقف الدولية وفقاً لصاحب الكنتين وهواياته من المزاجية الكبرى والصغرى.. وتباع مصائر بعض الدولة كما تباع «التونة والبسكويتات».
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]