إسحق أحمد فضل الله : شيء في السودان يتبدَّل .. والمعارضة تفقد صلتها بالزمان الحديث.. وتفقد صلتها بالناس.. وبالتمرد

[JUSTIFY]… ونحدث أمس = قبل خطاب الرئيس بست ساعات = عن أن البشير سوف يحدث عن «حوار جامع» وليس عن أي شيء آخر.
>.. وخطاب البشير يحدث بالفعل عن حوار جامع وليس عن أي شيء آخر.
> وقبل الخطاب بساعة.. الأستاذ الطاهر حسن التوم يجمع خمسة من كبار الكُتاّب.. يسألهم عما يتوقعونه من خطاب الرئيس.
> والخمسة يحدثون.
> وخطاب الرئيس لا يأتي بجملة واحدة مما قالوا.
>.. قبلها كان الناس يذهبون صعوداً وهبوطاً عن حكومة عثمان ميرغني حيث الصادق يدير الدولة والترابي يكتب دستورها.
> … و…
> .. وما يذهب بحديثنا إلى درجة تطابق خطاب الرئيس.. ثم ما يذهب بأحاديث الناس إلى درجة التخبط هو.. أننا نحدث بالشواهد.
> والآخرون يحدثون بالتشهي.

«2»

> مثلها تماماً كانت العمائم الشديدة البياض تحدق في البشير تنتظر كلمة «حكومة قومية» أو «تعديل دستور» أو…
> والعمائم تصاب بخيبة أمل وتخرج من القصر وهي تتطوح لأن العمائم كانت تمتلئ من وليمة التشهي ذاتها.
> والمعارضة تفشل ولسنوات عن الاتفاق على برنامج لإسقاط الحكومة.
> .. وبالتالي تعجز عن «ماذا بعد إسقاط البشير»؟
> والمعارضة لما كانت تستمع إلى البشير أمس الأول تنتظر تقديم الدولة لها على طبق.
> كان حساب المثقفين ينظر إلى العمائم الشديدة البياض ويجد أن
= المعارضة تفقد العالم.. وتفقد دول الجوار..
> وإثيوبيا وتشاد وإريتريا وغيرها التي كانت تدعم المعارضة أيام شبابها هي الآن من حلفاء البشير.
> ومصر وليبيا والجنوب كلها مشغولة بحربه المشتعلة الآن.
> والغرب الذي يعجز عن دعم أوكرانيا وعن دعم العراق.. لا يلتفت لدعم الترابي ضد البشير..
> .. «الدعوة للحوار» إذن التي كانت هي المفاجأة.. تصبح هي المفاجأة لسبب بسيط هو أن الجميع يسقط في امتحان الجمع والطرح هذا.
> والطاهر حسن التوم وضيوفه «محمد لطيف وأمين حسن عمر وفانوس».. كلهم يقول شيئاً قبل خطاب البشير، ويقول شيئاً مختلفاً بعده لأن «التشهي» كان هو ما يدير الحوار.. ودهشة الناس كلهم كان ما يصنعها هو هذا.

«3»

> ومدهش أن الهوامش التي تقدم شرحاً حقيقياً لخطاب البشير هي وحدها من يغيب عن المسرح
> .. والبشير = لأول مرة منذ قيام الإنقاذ = ينفرد في مكتبه منذ أسابيع..
> وقلم البشير يطلق صورة جديدة «لكل أجهزة الدولة» المدنية والسياسية والعدلية والأمنية و.. و.. الصورة هذه تخرج إلى العالم الأسابيع القادمة.
>.. والشعور بأن شيئاً يجري يجعل إنهاء خدمة عدد من كبار القضاة شيئاً يثير الإشاعات.
>.. وكبير القضاة يحدثنا أمس عن.. القضاة هؤلاء يحالون إلى التقاعد لأن مبدأ «تجديد الخدمة» بعد انتهاء المدة القانونية هو مبدأ يوقف العمل به.. أخيراً..
> .. وآخرٌ في مكان آخر يحدثنا عن أن إصلاح الخدمة المدنية يذهب الآن إلى الأسلوب ذاته… و… وأن الخدمة المدنية سوف تجدد.

«4»

>.. وأحد الكبار الذين ذهبوا إلى بيوتهم أخيراً يقص كيف أن أحد قادة الخدمة يجلس أمامه.
> ليقول إنه شخص لا يستطيع أحد أن يقيله من منصبه لأن «الشيخ» فلاناً يحرسه!!
> والهاتف يرن
> والشخص الذي يقص الحكاية يستمع إلى جهة مسؤولة تطلب منه كتابة «خطاب إقالة» للشخص الذي كان يحدثه في اللحظة ذاتها.
>.. شيء في السودان يتبدَّل.
> .. والمعارضة التي تحتمي بدول أجنبية.. تفقد الحماية هذه.
> وتفقد صلتها بالزمان الحديث.
> وتفقد صلتها بالناس.. وبالتمرد.
> ويبقى لها الحوار.
> ولعلها = بقانون الإدمان = تفقد صلتها بالحوار أيضاً.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version