بره بره من قلبي
والله خساره ريدك
ما بتستحق حبى
المطرب او المؤدى او الفنان او ايا كان (سامى عزالدين) وليس لاعب المريخ المرحوم
يغنى .. والناقد ود الشريف يحاول ان ينضبط . ولكن الغناء الهابط مع الشباب يضطره غصبا مع المذيعة ان يهتزا قليلا باجسادهم تجاوبا مع المطرب
وسلسل المغنى احمد البنا يتأرجح فى عنقه
و…خبر السواااد
حبيبي شافوه خالط فى جنينه
ورونى يا ناس نحن جنينا؟؟
فالفن ليس منتج فى الفراغ وانما هو منتج يخرج من الحركة اليومية والواقع المعاش
والواقع السودانى واقع بئيس لاقصى حد
واقع متعايش مع (ابو نجمه) ف (الماعندها ورا ما مره)
واقع ينشغل فيه الرئيس ب (الحت) فى حفلات الزواج ثم يعود للتكبير والتهليل والحديث عن فساد الاوضاع!!
واقع تصبح فيه المعالجات للاخطاء الكبرى ب (كف صاموتى) من النائب الاول لمدير احد المؤسسات الكبرى دون اللجوء الى القانون ومنظومته (البالغة البؤس)
واقع تبحث فيه الفتاة عن الوظيفة وتعرف ان لا شهادة تسمح لها بالمرور الا شهادة (حسن مظهر و انبهال جوهر)
واقع يبدأ بتجهيز الركاشة رسوم المرور (اليومية) والشرطة تتحدث عن تحقيق الربط .. وتلاشي الضبط
وكل شيئ فى السودان (كل شيئ) متاح وممكن فقط ادفع كاش او (ادفعى)
فمعيدة الفلسفة فى احدى الجامعة لم تكن تعرف ابن رشد ولا توماس الاكوينى ولا ابن ميمون ولكنها كانت صاحبة اعلى درجات وعندما تنظر الى الوجه والمشية ستعرف كيف استحقت هذه الدرجات
وبعض ضباط الجمارك يقودون البرادو ويوقفونها امام عماراتهم الخاصة رغم المرتب والرئيس يهتف (مافى زول يتكلم ساكت .. جيبو الدليل)
ولا السيارة ولا العمارة تصلح ان تكون دليل
وكل شيئ ممكن حتى صالون الحلاقة يصبح استثمارا ضخما يكفل السكن فى كافورى (لشقيق الرئيس)
وفى اللحظة التى تتلفت فيه المرأة فى دارفور بحثا عن (عود حطب او خرقة بالية او لقمة متعفنه) لابنائها تتكلم السيدة (الاولى) عن ملتقى المرأة العربية
وحق لها ذلك فلا الفور ولا الزغاوة ولا التاما والبرتى ولا ولا ولا من العرب
ولا نساء البجا فى جبال البحر الاحمر
فكل شيئ قد اكتمل فى هذا الوطن ولا مشاكل ولا جوع ولا مرض ولا يحزنون
وكل شيئ يمضى الى الامام
حتى الفن
واسمعوا رائعة (الموسيقار) طه سليمان (طاعنى دايما بى ورا
قاصد محبتى تخسرا)
اظنها الاغنية المفضلة عند على عثمان
و
تتصبحون على وطن
راشد عبد القادر