الغالبية العظمى من هذا الشعب توقع تنازل الرئيس أو رفع الدعم على أسوا الفروض أو إنتهاء التمرد تلك هى أمنيات الشعب الحالية والرئيسية بعد أن فقد الأمل فى الاستقرار والأمن والرخاء.
لقد تفاجأة الرئيس كما تفاجأة الشعب بالخطاب وظهر هذا فى طريقة إلقاءه التى اعتاد عليها الشعب من السيد الرئيس وقد خلى الخطاب من الاستشهاد بآيات القرآن وذكر الانجازات والتكبير والرقص الحماسى كما هو معهود فى خطابات السيد الرئيس.
المفاجأة كانت تحرير كاودا أو إشراك الاحزاب فى حكومة إنتقالية لكن لعدم إكتمال فصولها تم تغيير الخطاب وحتى لا يؤخر أكثر وللإعادة الثقة للشعب تم الإفاء بالوعد .
الشعب قد ينشغل فى ترجمة هذا الخطاب اسابيع حتى يرى الوثبة الكبرى التى تجعل الكل ينهض بما يستطيع للمحافظة على ما تبقى من الأرض والعرض والاخلاق والتنمية والسلم . طريقة إعداد الخطاب توحى بأن الخطاب تم إعداده لمؤتمر إجتماع الحزب أو للولاة حتى يكونوا هم القدوة فى هذه الوثبة .
الشعب مازال ينتظر المفاجأة الموعود بها ونتمنى أن تكون قريبا . لان الشعب يريد حياة ميسرة ورخاء ونماء وتعليم وصحة وأمن تلك هى أمنيات وتطلعات هذا الشعب حاليا ولا يتطلع لركوب افخم العربات ولا سكن القصور والعمائر الفخمه ولا أكل البيتزا .
سيدى الرئيس لقد زرت العديد من مدن وقرى السودان وشاهدت الشعب ومظهره ووضعه وهو يصفق ويهلل ويكبر لخطاباتكم السابقة لكنه لم يسمع بالوثبة التى اعلنتها أمس حتى المحللين والكتاب توقفوا أمامها .
تمنينا لو قلت الوثبة لتحرير كاودا او إعادة حلايب أو محاسبة المقصرين والمفسدين ليسهل فهمها ولصفق الشعب وظهرت نتيجة تلك الوثبة عاجلا بدل أن ينتظر الشعب ليفهم تلك الوثبة ويبدأ فيها وينتظر نتائجها.
الشعب السودانى مازال هو نفس الشعب مهما إختلف وتفرق وحضور المعارضة لخطابكم هو المفاجأة و هذا يدل على أن هؤلاء الناس من الشعب لا يختلفون فى الوطن ولا فى شخصكم الكريم وإنما أختلافهم فى طريقة إدارة الحكم وإستقرار الوطن ويريدون الافضل والانفع مهما إختلفت مقاصدهم ونواياهم وطريقتهم .
فهل فاجأتهم بتشكيل حكومة انتقالية حتى يحين موعد الانتخابات لتثبت الصناديق من الاجدر بالحكم ويستقر الوطن وتريح الشعب من عناء التفكير والتحليل.
عمر الشريف _ النيلين [/JUSTIFY]