ما بين أحلام الجمعية السودانية لحماية المستهلك وواقع أسعار الخراف المتوقعة للأضاحي بون شاسع لا أظنه سيردمه رادم.. ورغم أن فكرة تمسك الجمعية بعدم تجاوز ثمن الأضحية لمبلغ اربعمائة وخمسون جنيهاً يعد حلماً مشروعاً حيث لا حجر على الأحلام ولكن الواقع يباعد كثيراً عنها.. أما مطالبة السيد الأمين العام للجمعية لرئيس الجمهورية بأن يضحي إنابة عن الشعب فالأصل أن الأمة وضعفاءها قد ضحى عنهم «أبو فاطمة» ولا حرج أن لا يقوم بهذه الشعيرة من لا يستطيع إليها سبيلاً.. والشيء الوحيد الذي يزيد من مرارة الإحساس بعدم قدرة الأسر على الذبح هو تعلق الأطفال بتفاصيل الخروف الذي هو محور العيد.. «شربتو الخروف.. اديتوه القش.. خلاص بعد شوية بنضبحوه».. فالكبار تساوت عندهم الفرحة والأحزان في ظل ما يعيشونه من تحمل للظروف التي تطوق أعناقهم ورقابهم فما زالت توعدات وزير المالية بالاستمرار في رفع الدعم عن المحروقات مقابل وعده بعدم زيادة المرتبات تزيد من رهقهم مقابل أي حلم جميل بانفراج الأزمة الاقتصادية وحديث الوصول لاتفاق وبشارات التنقيب عن الكميات الخيالية للذهب وبعد كل هذه التصريحات والأقوال سيعجز الكثيرون جداً من مسلمي السودان عن الأضحية في بلد يقال إنها بلاد الثروة الحيوانية ومراتع رعيها وتناسلها.. ولو أن الأمور «عال العال» لكانت التوقعات بأداء هذه الأضحية هي السلاسة واليسر.. فأين الحلول في ظل مسؤولين «يجرون الشوك بسياساتهم على جلود الناس ثم يذهبون للعلاج في المانيا وغيرها من دول الخارج.. ولعنات المواطنين ترافقهم في الحل والترحال.
فيا عزيزتي جمعية حماية المستهلك.. «المستهلك له رب يحميه ويغطيه ويستر عجزه ووهنه وضعفه» مقابل «حراك تقومون به من باب الحركة ولا صمة الخشم».. والناس الآن يفكرون كيف يستطيعون ان يسيروا أمور يومهم دع عنك ما هو في عداد المندوب والمحبوب.. ومن ثم ينفتح باب الافتاء مرة أخرى فيما يتعلق بأمر الأضحية.. هل تجوز فيها الشراكة بين الأسر والجيران ؟ أم أن الأمر سيكون مجرد «باربيكو.. وشطوط وتشهي».. على العموم أضحية هذا العام ستمر مثلها ومثل تفاصيل كثيرة في سلسلة التعود والإنهزام أمام عثرة الاقتصاد التي ترمي أعتى العتاة إن كان توازنه الاقتصادي غير محفوظ والدروب من حوله غير معبدة.. وعلى عكس ما يرى «أمين الجمعية» بخروج الرئيس وذبحه نيابة عن الشعب لأن ذلك يعطي دلالة دامغة أن الدولة تعاني الوهن الاقتصادي والظروف المرة وكأنها تعلن «حالة الإفلاس».. «فيا جمعية خليها مستورة من الليلة لبكرة يموت ناس ويحيوا ناس.. ويمكن يبقى الخروف مجاني عدييل كده.. برضو فكرة» ولولا الأمل وبسطة الأحلام لما طار لشعب السوداني الطيب فوق البسيطة طائر أمل وتمني.. ونطمئن الجميع أن المواطنين أدرى بظروفهم ،وأقدر على تمرير حالات التعسر كلما خبروا حالةً جاءوهم بحالة أكبر منها.. فمرحباً بأضحية الشراكة أو التقسيط أو العين بصيرة واليد قصيرة.
٭ آخر الكلام
الفداء للآدمي كان نحر الكبش.. من الاجدى أن يكون هناك من ينحرون خاطرهم في ظل الإنكسار أمام موجات الصعوبات الاقتصادية.. «فقط يا أخوي لا تأذوهم برائحة قدوركم وصاجاتكم.. والأفضل أن تدفعوا بمعظمها في ذلك اليوم لهم.. لعل وعسى».
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]