وفي حوار أجراه معه الزميل صديق رمضان بدا والي سنار مصراً على أن هناك ثلاثة صحافيين فقط من «1500» هم يستهدفون حكومته وينتقدون أداءها لأغراض ليس من بينها الإصلاح، ويقول إن ثلاثتهم يتناولون قضايا قديمة ويكررونها «قصعة جرة» ويضيف قائلاً: «فلنفترض أن الحكومة أخطأت بنسبة 100% فهل مازالت تلك الأخطاء مستمرة إلى الآن دون معالجة؟» والإجابة المؤكدة عندنا تقول نعم إلى الآن هناك أخطاء «قاتلة» وقعت فيها حكومة الولاية منذ أعوام ومازالت قائمة دون معالجة، وهناك «ضحايا» لهذه الأخطاء لم يتم تعويض أسرهم، ومع ذلك الحكومة تكذب وتزعُم أنها قامت بتعويضهم تعويضاً مجزياً، وأسرهم تحلف بالله العظيم أنها لم تعوّض لا مادياً ولا معنوياً، ولم تقبض مليماً واحداً، ولا حتى واجب العزاء في «الضحايا» لم يتلقوه من موظف صغير.. وسد العطشان هو خطيئة وعمل غير صالح فأخذه الطوفان فكان من المغرقين ولا جدوى منه، وهو «خطأ» في المكان «الخطأ»، وآثاره المدمرة مازالت باقية، فما هي المعالجة التي قمت بها يا حكومة عباس، أتراها إصلاح الكسر على طريقة ترميم شقوق الحيط؟!
أما صمت الصحافيين الـ «1500» عن نقد أداء حكومتك عدا ثلاثة، فلن يكون ذلك دليلاً تقيم عليه حجة للتبرؤ من الفشل، فليس كل الصحافيين على دراية بما يجري خلف كواليس سنار، ومنهم من لا يعرف عنها شيئاً سوى رجل اسمه أحمد عباس يأتون ضيوفاً على حكومته فتكرمهم بـ «حاتمية»، أو آخرون يُلبون دعوة رسمية في «ظروف» معينة، ترى ماذا سيكتب «الضيوف»، غير الذي تريده «المُضيفة» من الضيف الذي ربما يكتب تحت وطأة «ظرف» معين، ومن أراد أن يكتب فليكتب مدحاً أو يصمت.
ثمة أمر تذكرته الآن وهو أن صحافياً كان قد كتب موضوعاً انتقد فيه أداء وزارة تتبع لحكومة سنار، فهاجمه أحد المسؤولين بشدة، وكنت أنا وزميلي جعفر باعو ومسؤول آخر شهوداً على الهجوم الذي تعرض له الصحافي، لكن بعدها تابعت كتاباته فما وجدت فيها غير «المدح»، فشككت في الأمر، فعلمت بعدها أن أحد المسؤولين في نفس الولاية أسدى له خدمة جليلة ربما جعلته أكثر حياءً وتجنباً للنقد.
الصحافيون أبناء الولاية هم وحدهم الذين يحملون هم ولايتهم مثل مواطني الولاية الآخرين، ومن أوجب واجباتهم أن يولوا قضايا المنطقة «بعض» الاهتمام.. وأخيراً أقول وأشهد الله على ذلك.. إنا لن نستهدف أحداً في شخصه، وهذا ليس اعتذاراً لأحد، وإنما نفي لتهمة باطلة.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]