اظهرت تحليل الحمض النووي لاسنان الرجل انه على الرغم من اتصاله للاسكندنافييين اكثرمن غيرهم من الاوروبيين, الا انه امتلك مزيج فريد من جينات العيون الزرقاء و البشرة الداكنة الافريقية غير ان العلماء لم يستطيعوا تحديد درجة لون بشرته بالتحديد. اضافة الى امتلاكه جينات شعر بني خفيف التجعيد.
كما ان هذا الرجل الذي بلغ طوله1.7 متر و كان عمره عند موته 30-35 عام, كان صيادا في العصر الحجري و لم يكن مزارعا. فقد افتقر حمضه النووي للجينات المتقبلة لـ”اللكتوز الذي يسمح له بهضم الحليب كرجل بالغ, و هو دليل واضح انه لم يكن له تعامل مع المواشي المستانسة.
يعتبر هيكله العظمي المحفوظ بشكل جيد احد الاكتشافات في 2006 في احد كهوف اسبانيا و الذي يقع على ارتفاع 1500 عن سطح البحر, و بارد لدرجة انه يكفي لابطاء عملية التحلل البكتيري للدي.إن.إيه.
يقول كارلس لالويزا من معهد علم الأحياء التطوري في برشلونة, ان اكثر ما اثار استغرابي هو اكتشاف ان هذا الرجل امتلك جينات افريقية قليلة الاتصال بالصبغات الاوروبية حيث انه يمتلك بشرة داكنة, و الاكثر غرابة هو امتلاكه لجينات العيون الزرقاء الموجودة في العصر الحديث مشكلا حالة فريدة في شمال اوروبا, فالعيون الزراقاء في العصر الحديث مرتبطة بنفس الطفرة الجينية المسماه HERC2, و اذا وجدت في كلا نسخ الكروموسوم ستمتلك عيونا زرقاء, و هذا ما حدث لهذا الرجل الذي حتى اللحظة هو اقدم شخص امتلك عيونا زرقاء.
يذكر ان في بحث اجري عام 2008 ظهر ان اول طفرة جينية تسببت بظهور لون العيون الازرق كانت قد حدثت من 10,000 عام تقريبا عند مجموعات عاشت قرب البحر الاسود.
و هذه الدراسة تقود الى ان كل شخص يملك عيونا زرقاء اليوم فانه يعود اصله الى تلك العائلة التي نشرت الجين في اوروبا من الشرق للغرب عندما كان الانسان صيادا قبل ان يتحول الانسان الى مزارع.
حتى اللحظة فليس من الواضح لماذا انتشر هذا الجين بين الاوروبيين, تقول احدى النظريات ان هذا الجين ظهر للحفاظ على العين في حالات انخفاض الضوء خلال شتاء اوروبا, او ربما لانها كانت تجذب الشريك كرمز للجمال اكثر من غيرها.
دنيا الوطن
م.ت[/JUSTIFY]