ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﻠﺺ ﺣﻘﻮﻗﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﻛﻔﻴﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻣﺎﻟﻪ ﺑﻴﺪﻱ ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻏﻴﺮ ﺣﻘﻮﻗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ ﻟﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﻨﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : »ﺃﺩ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﺋﺘﻤﻨﻚ ﻭﻻ ﺗﺨﻦ ﻣﻦ ﺧﺎﻧﻚ« ﻓﻬﻞ ﺃﺧﺬﻱ ﻟﺤﻘﻮﻗﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﻣﺨﺪﻣﻲ ﻭﻛﻔﻴﻠﻲ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ؟ ﻭﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﻛﻔﻴﻠﻚ ﺑﺤﻘﻮﻗﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻔﻠﻬﺎ ﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ؛ ﻓﺈﻥ ﺑﺪﺍ ﻣﻨﻪ ﺗﻠﻜﺆ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﻓﻼ ﺣﺮﺝ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﺭ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻚ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺅﻧﺎ: ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﺎﻟﺤﻖ، ﻓﻠﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻘﻚ ﺩﻭﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﻇﻨﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﻴﻞ ﻟﻦ ﻳﻮﻓﻴﻚ ﺣﻘﻚ ﺃﻭ ﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻙ؛ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻭﻓﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ .
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم