** ولكن هذه المذكرة – رغم لمعان غلافها لا علاقة لها بصحة الناس والبلد، وليس كل ما يلمع ذهباً.. على سبيل المثال، البروف الهادي بخيت، المدير السابق لمستشفى الخرطوم وقائد كتيبة المذكرة، جمع العاملين بالمستشفى قبل ثلاثة أشهر، وذهب بهم إلى دار المؤتمر الوطني، وبايع السادة هناك على السمع والطاعة في المنشط والمكره، ثم أفادهم بأن سيادته أسس تنظيماً للحزب بالمستشفى لأول مرة، وسيادته صار أميراً لهذا التنظيم، ولم يفعل ذلك إلا بعد أن أخطرته وزارة الصحة بخطتها الرامية إلى إجراء تغيير في إدارة مشفاه، ولم يشفع للبروف بخيت تزلفه للساسة وحزبهم، إذ أصدرت الوزارة – قبل شهر ونيف – قراراً بإعفائه عن منصب مدير مستشفى الخرطوم ونقله رئيسا لوحدة المخ والأعصاب بمستشفى الشعب، ولهذا ليس في الأمر عجب بأن يغضب – أمير الحزب الحاكم بمستشفى الخرطوم – ويطرح نفسه قائداً لكتيبة مذكرة التغيير.. نقترح للوزارة بأن تعيده مديراً لمستشفى الخرطوم، ليبقى أميراً للحزب، وكفى كتيبته شر دك (حصون الوزارة)..!!
** أها، إللى بعده، قائد ثاني كتيبة المذكرة.. الدكتور محمد نجيب، اختصاصي المخ والأعصاب بمستشفى الشعب، ظل يعمل تحت إدارة وزارة الصحة – في أمن وأمان – حتى مطلع الشهر الفائت، حيث قررت الوزارة نقل قسم المخ والأعصاب من مستشفى الشعب إلى مستشفى ابن سيناء وذلك في إطار تخفيف العبء على وسط الخرطوم ونقل الخدمات إلى أطرافها، فلم يقبل الدكتور نجيب بهذا النقل، ولهذا ليس في الأمر عجب بأن يطرح نفسه قائد ثاني كتيبة المذكرة، ولذلك نقترح للوزارة بعدم نقل هذا القسم إلى ذاك المستشفى، وبهذا قد يسحب قائد ثاني الكتيبة قواته التي تحاصر (حصون الوزارة).. أها، اللى بعده، حكمدار كتيبة المذكرة.. أحدهم، يدير ويملك مصنعاً للغازات الطبية، نافس في عطاء عام ولم يفز فيه، فعرض مصنعه للوزارة قبل شهر ونيف بمبلغ (1.800.000 دولار)، فاعتذرت الوزارة، وليس في الأمر عجب بأن يطرح نفسه حكمداراً لمذكرة التغيير، ولذلك نقترح للوزارة شراء المصنع بضعف ذاك الرقم، و (كده حبايب)، أي بلا تغيير وبلا يحزنون..!!
** أها، اللى بعده، قادة السرايا.. وهم الذين عجزوا عن إدارة عياداتهم الخاصة أثناء ساعات العمل الرسمية منذ القرار الوزاري القاضي الذي يلزمهم بالعمل خلال تلك الساعات بالمشافي العامة نظير أجورهم التي تدفعها العامة، ولو لم يكن في الأثر (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل)، لاقترحنا إلغاء هذا القرار، ليتفرغ السادة الغاضبون لعياداتهم (الخاصة)، طوال ساعات العمل (العامة).. أها، اللى بعدهم، قادة جماعات.. وهؤلاء هم الذين أحبوا وسط الخرطوم حباً جماً، وتأبى أنفسهم العمل في المشافي الطرفية، حيث الكثافة السكانية المنسية، ولهذا نقترح لعدم نقلهم ليتكدسوا في (سنتر الخرطوم)، رغم أنف حاجة (أطراف الخرطوم).. هؤلاء هم الذين يسمون أنفسهم بقادة التغيير والإصلاح.. عفواً، سعيكم مشكور.. فالإصلاح العام دائما يبدأ بإصلاح الذات، وليس بحب الذات.. وإن كان أداء وزارة الصحة بمثابة رمضاء، فإن منصة الذات التي تنطلق منها أهدافكم وأجندتكم هي (النار)..!!.
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]