استيفن لوال :دولة جنوب السودان لا تحتاج إلى مساعدة من أي جهة ولم تطلب الدعم

[JUSTIFY]درس استيفن في جامعة الخرطوم وفي أكاديمية السودان للعلوم والاتصالات ونال درجة الماجستير في مجال إدارة الأزمات والكوارث، وعمل مدير فرع في مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان قبل انفصال الجنوب، أجرت الصحيفة معه حوارًا حول الأوضاع الحالية في دولة جنوب السودان باعتبارها أقرب دول الجوار وقد كانت جزءًا من السودان.

الحوار تناول الدور الذي قدمه السودان في هذه الأزمة والكثير من التفاصيل:

ما هي أسباب النزاع الدائر في دولة جنوب السودان؟

هو نزاع حول السلطة، وكانت هناك جلسة من أجل ترتيب نظم الدولة بالنسبة لبرنامج الحزب الحاكم في جنوب السودان وقد تغيب بعض الأعضاء عن النقاش الذي كان مخصصًا لأجندة الحركة الشعبية، ولكن سوء النية كان موجودًا في نفوس الأعضاء المتمردين الآن، فقد كان تفكيرهم ينحصر في الاستيلاء على السلطة واستخدموا طرقًا فاشلة لهذا الغرض وتطور الأمر إلى ما يحدث الآن في بعض الولايات في جنوب السودان وتحديدًا الولايات المعنية، وهؤلاء أخذوا شكل التمرد على السلطة والشرعية بصورة كاملة في بعض المناطق التي انتهكتها هذه المجموعة والآن بسطت قوات الجيش الشعبي سيطرتها عليها.

هل توافق الرأي الذي يقول إن هذه حرب قبلية انحصر الصراع فيها بين قبيلتي الدينكا والنوير؟

على الإطلاق الحرب لم تكن قبلية؛ لأن العلاقة بين هاتين القبيلتين أزلية وتاريخية وعلاقات تصاهر وأواصر قوية ولا يستطيع مشار تدمير هذا الرابط، فالإشكالية في جنوب السودان لم تكن بين الدينكا والنوير وهذا مرفوض بتاتًا من قبل القاعدة الجماهيرية في دولة جنوب السودان، والمسألة واضحة عبارة مجموعة متمردة أرادت أن تغتصب السلطة ولم تنجح في ذلك، والسلطة للشعب والشعب يطارد هؤلاء المجرمين الذين لا يحترمون إرادة شعوبهم.

ألا ترى أن دولة الجنوب كدولة مبتدئة وضعيفة المقومات كان يمكن لطرفي النزاع تجنب ما يحدث الآن لأن هذا يؤدي إلى خسائر فادحة من الصعب تجاوزها؟

دولة جنوب السودان قد خرجت عبر عملية استفتاء وكانت لديها رؤية إستراتيجية ومستقبلية من أجل بناء الدولة، والحديث عن أنها لا تملك مقومات دولة حديث مرفوض؛ لأن دولة الجنوب لديها كل الارتكازات التي تؤهلها لتكون دولة ونحن نحسب أنها دولة عظيمة.

أنا لا أقصد أنه ليس لديها مقومات ولكن ذكرت أنها تحتاج إلى القوة وهذه الظروف التي تمر بها تؤثر في نموها كدولة جديدة والحكمة كان يمكن أن تجنبها هذا الأمر؟

دولة الجنوب أو حكومة الجنوب الحالية تنازلت تمامًا وقالت إنها تدخل في حوار مفتوح وغير مشروط مع المجموعات التي تحمل السلاح من الجانب الآخر؛ لكن الجانب الآخر قال إنه لن يدخل في أي محادثات مع رئيس جنوب السودان إلا بعد تنحي الرئيس عن السلطة وهذا غير ممكن؛ لأن الرئيس لم يأتِ إلى السلطة من تلقاء نفسه وهو ليس ديكتاتورًا بل رئيس شرعي وله قاعدة جماهيرية وله شرعية تامة وإن كانوا يريدون السلطة كان الأجدى بهم أن ينتظروا الانتخابات ليأتوا بشكل سليم إن كسبوا هذا حقهم وإن خسروا فمن حق الذي يأتي بشكل شرعي أن يتسلم الحكم، فالحق ليس بيد رياك مشار ولا أي شخص آخر هو شيء يخص الشعب والشعب هو الذي يجب أن يختار.

كيف ترى مساعدة الجبهة الثورية لسلفاكير؟

هذا الحديث صراحة يصعب تصديقه، أنا لا أنكر أن هناك نزاعًا لكن تمت السيطرة عليه بصورة سريعة من قبل الجيش الشعبي الذي استطاع هزم المجموعات المتمردة في جنوب السودان، حكومة الجنوب والجيش الشعبي الوطني بجمهورية جنوب السودان لا يحتاجان إلى مساعدة من أي قوى خارجية ولا يحتاجان إلى أي مساندة من الجيش اليوغندي أو الأمريكي أو الإسرائيلي؛ فالجيش الشعبي يستطيع أن يحمي كل شبر من أرض جنوب السودان ولديه القوة للعمل من أجل حماية المواطنين المدنيين وممتلكاتهم الخاصة وممتلكات البلاد العامة؛ لذلك نرى أن القوات المتمردة تستخدم طرقًا عديدة وكثيرة فهم يقولون إن هناك قوات أجنبية دخلت بقوة عسكرية وهناك قوات تسمى بالجبهة الثورية، وهذه فبركة عبر الإعلام تعكس صورتهم السيئة واستخدامهم للوسائل الضعيفة والدنيئة.

حسنًا ما هي مطالب تلك المجموعة المتمردة؟

ليس لديهم مطالب شرعية؛ لأنه لو كان لديهم مطالب كان بإمكانهم الانتظار إلى وقت الانتخابات ليأتوا عبر الشعب لأن الشعب الذي يفصل في قضية الحكم لا السلاح؛ لأن السلاح لغة إرهاب فكري قد ولى زمنه. الذي يحكم في جنوب السودان حزب ديمقراطي وشخص أتى عبر انتخابات حرة ونزيهة وقد شارك فيها كل أبناء جنوب السودان والرئيس أتى وفق إرادة الشعب,. من هو رياك مشار ومجموعته التي تريد تدمير إرادة الشعب بالتأكيد سيصدهم الشعب، ولن يرحمهم التاريخ لأنهم قتلوا الأطفال والنساء والأبرياء وستلاحقهم اللعنة.

ما رأيك في الدعم اليوغندي؟

حكومة جنوب السودان لا تحتاج إلى أي دعم خارجي، وما حدث أن الولايات المتحدة أرسلت قوات من المارينز إلى جوبا أيضًا أتت قوات يوغندية وأثيوبية وبعض الدول الراعية قد أتت بقواتها من أجل حماية رعاياها وهذا طبيعي في منطقة يحدث فيها نزاع أو عدم استقرار.

لكن حكومة دولة جنوب السودان طلبت الدعم؟

أبدًا، حكومة دولة جنوب السودان لم تطلب ولن تطلب دعمًا من أي جهة وهذه مجرد روايات، وأعتقد أن الجيش الشعبي استطاع أن يبسط السيطرة في أرجاء البلاد، واستطاع أيضًا أن يسيطر على كل الأماكن التي دمرها المتمردون ويحررها ويبسط الأمن فيها.

ما هي الجهات التي تدعم المتمردين؟

أعتقد أن تلك المجموعات المتمردة عندما كانوا في الحكم جمعوا أموالًا طائلة وكانت لهم خطط مسبقة من أجل تدمير الحكم الحالي وعندما علموا أنهم لا يستطيعون البقاء في مناصبهم أرادوا أن ينقلبوا على السلطة ويفعلوا ما فعلوه الآن، وقد استخدموا أموال الشعب ولكن لا أستبعد أن تكون هناك أيادٍ خفية تعمل على زعزعة جمهورية جنوب السودان وهي تساعدهم على هذه الأفعال الضارة بالبلاد ولكن الجيش الشعبي أعطاهم درسًا رغم دعمهم وعتادهم الذي كانوا يعتمدون عليه.

كيف تنظر إلى دور السودان والوصول إلى تسوية سلمية؟

السودان لعب دورًا إيجابيًا وكبيرًا جدًا، وأول اتصال تم من رئيس السودان برئيس دولة الجنوب كان من أجل الاطمئنان على البلاد ومواطنيها والأوضاع بشكل عام، وهذه تعتبر بادرة وجدانية صادقة من الرئيس إضافة إلى أن رئيس جمهورية السودان قد ذهب إلى جوبا واجتمع مع رئيس دولة الجنوب ووصلا إلى تفاهمات تصب في المصلحة العامة لدولة جنوب السودان؛ لذلك دور السودان كان إيجابي وهذا مؤشر واضح لعملية التواصل يعزز تقوية العلاقات بين الدولتين، ونحن نشيد بالرئيس عمر حسن أحمد البشير الذي لم يكتفِ بالاتصال وذهب بنفسه ليطمئن على الأوضاع وهذه إشارة إيجابية نحو العمل المشترك والتعاون بين الدولتين، ليس هذا وحسب بل هناك عملية مشاركة شعبية على مستوى السودان لمؤازرة أبناء دولة جنوب السودان في هذه الفترة الحرجة، ونرى أيضًا أن البرلمان السوداني أوفد برلمانيًا سودانيًا لزيارة جوبا لتقوية العلاقات في المرحلة القادمة من النواحي الاجتماعية والثقافية بين الشعبين وحتى على المستوى الرياضي هناك مبادرات لإجراء مباراة ودية بين منتخب السودان ومنتخب دولة جنوب السودان من أجل بناء السلام وتقوية العلاقات الثقافية والرياضية بين الشعبين، وهناك حديث عن التبادل الثقافي بين الدولتين بذهاب فنانين سودانيين إلى دولة جنوب السودان.

هل يمكن أن تحقق وساطة دول الإيقاد النجاح في إيقاف الحرب في دولة جنوب السودان؟

حتى الآن الإيقاد تعمل بصورة حثيثة لوقف الاقتتال في دولة جنوب السودان، وهذه المجهودات ورؤية دول الإيقاد متفقة تمامًا مع رؤية الحكومة، فحكومة دولة الجنوب تنادي بالحوار وبوضع السلاح أرضًا من أجل وقف القتال؛ لذلك أعتقد أن الحكومة تفتح باب الحوار من أجل وقف نزيف الدم ووقف الحرب، فعملية السلام والتصالح الاجتماعي بين كل قبائل جنوب السودان هي مبدأ أساسي للحكومة وسياسة ثابتة من أجل توحيد الكلمة في دولة جنوب السودان، إذًا الحديث الآن ليس عن قبيلة الدينكا أو النوير وإنما عن قبيلة واحدة في دولة جنوب السودان، والآن لدينا قبيلة واحدة هي قبيلة جمهورية جنوب السودان وعلينا الاهتمام بها من أجل أن تكون هناك وحدة قومية ثابتة في إطار جمهورية واحدة لبناء السلام.

بصفتك ناشط في حقوق الإنسان كيف هي أوضاع حقوق الإنسان في دولة جنوب السودان؟

الجانب المتعلق بحماية الجنوبيين وحماية حقوق الإنسان كونت من أجله مفوضية معنية به، فهي تقوم بعمل ورش وإن كانت محدودة لكن لها رسالة وقبل الأحداث كانت هناك أرضية ثابتة من أجل نشر حقوق الإنسان، فحكومة الجنوب تحترم حقوق الإنسان وتعمل من أجل تعزيزها في كل أرجاء الوطن. وإذا رجعنا للأحداث والأفعال الشنيعة التي ارتكبتها المجموعات المتمردة في الفترة الماضية أعتقد أن مجلس الأمن لن يسكت وسيقوم بإجراءات وفق الخبرة المتعلقة بالانتهاكات وبعض السوابق التي حدثت من انتهاك حقوق الإنسان ومعاقبة كل من ارتكب جريمة انتهاك في بنود حقوق الإنسان الموجودة في المواصفات الدولية.

ما هو الحل لدى حكومة جنوب السودان أو كيف ستعالج الأمر وتصل إلى مخرج؟

حكومة جنوب السودان ستضع حلين، الأول ستعمل الحكومة من أجل بناء عملية السلام الاجتماعي وإعادة كل أبناء الشعب الجنوبي، الثاني كل من انتهك أو سرق أو قتل أو فعل أي شيء يخالف القانون ودستور جمهورية جنوب السودان لابد أن يحاكم.

أجرته: رحاب أبوقودة: صحيفة اخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version