قبل اشهر خرج النائب الاول وقتها علي عثمان طه مبشرا الشعب السوداني ان الرئيس البشير يعكف على اعداد مبادرة لتحقيق الوفاق الوطني.. من بعدها مضى الرئيس البشير الى منتجع اركويت بشرق السودان معتكفا لبضعة ايام ..كانت تلك واحدة من المرات النادرة التي يختلي الرئيس بعمل كبير بعيدا عن حزبه..بعدها خرجت الحزمة الاولى من المبادرة وكانت نتائجها تسريح عدد كبير من النافذين والقابضين على المشهد الانقاذي..تغييرات الرئيس شملت معظم أركان مؤسسة الرئاسة وكل قيادة البرلمان ولم تستثني من الوزراء الا عدد قليل.
قبل ايام صرح مولانا احمد ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان السابق بان الرئيس البشير يعد لمفاجأة ستعلن قريبا..ويبدو ان مولانا الطاهر *بات مؤخرا معبرا عن الرئيس البشير في اكثر من مقف بسبب إعلانه المسبق عن رغبته في التنحي ويعتقد ان الرئيس طلب منه انتظار المغادرة الجماعية.. مولانا الطاهر لم يكشف كنه المفاجأة الرئاسية وترك للصحف مهمة التحليل.
امس الاول اضطر الرئيس البشير ان يهمس في إذن الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر بان هنالك خطوة مهمة سيعلن عنها قريبا..اغلب ظن ان الرئيس البشير حاول ان يستخدم كارتر الزائر للخرطوم كسفير للنوايا الحسنة وينقل عبره رسالة للمجتمع الدولي وعلى راسه الادارة الامريكية ..عندما يكون مصدر المعلومة الرئيس شخصيا تكون المفاجأة اعظم مما نتوقع.
بداية الرئيس البشير غير مولع بانتهاج المفاجاءات في أدائه السياسي.. حتى عندما هم بإقالة الفريق صلاح قوش من منصبه الحساس في رئاسة جهاز الأمن حصن القرار بمشاورة إخوانه في القيادة السياسية وانتزع منهم موافقة..لهذا السبب تكتسب مفاجأة الرئيس قيمة باعتبارها فعلا سياسيا نادرا.
في تقديري ان مفاجأة الرئيس البشير تتعلق بمستقبله السياسي..اغلب الظن ان الرئيس سيقطع الطريق امام المزايدين معلنا بشكل نهائي مغادرته للملعب السياسي..ربما تكون المغادرة بشكل مبكر وقبيل الانتخابات المقرر لها صيف العام القادم وربما تعقبها..ومن غير المستبعد ان تكون المفاجأة استقالة الرئيس من مناصبه الحزبية *وتكوين حكومة قومية توطئة لإدارة انتخابات بعيدة عن سطوة الدولة.
بصراحة اي امر دون اعلان الرئيس الترجل عن صهوة السلطة لن يكون مفاجأة سارة.
صحفة الأهرام اليوم
عبد الباقي الظافر