بعض السيدات الأوائل اهتممن بالأسرة فى الفترات الاولى من تاريخنا بعد الاستقلال كانت زوجات الرؤساء والحكام يلتزمن بالجانب الاسرى ولا يظهرن فى الحياة العامة الا نادرًا، وينطبق هذا على زوجة اول رئيس وزراء الزعيم اسماعيل الازهرى السيدة مريم مصطفى سلامة، وعلى زوجة السيد عبد الله خليل والسيدة سكينة زوجة الفريق إبراهيم عبود، وان كان اسمها قد تردد قليلاً وسط الرأي العام فى الفترات التى تلت ذلك، وذلك بحسب ما افادنا به الصحفى الكبير الاستاذ فيصل محمد صالح، ويضيف الاستاذ فيصل ان اول ظهور لزوجة رئيس كان للسيدة بثينة خليل زوجة الرئيس جعفر نميرى حيث ظهرت بجانبه فى زيارات خارجية وفى مناسبات وطنية كما ظهرت فى الإعلام العربى والمحلى، ولعل ذلك كان تأثرًا بتجربة السيدة جيهان السادات فى مصر.. بعد فترة نميرى تولى الرئاسة السيد احمد الميرغنى ولم تظهر السيدة زوجته فى الإعلام او فى المحافل العامة، بينما ظهرت السيدة سارة الفاضل زوجة الإمام الصادق المهدى آنذاك ولكنها ايضًا لم تظهر كمجرد زوجة لرئيس الوزراء وانما كناشطة وقيادية فى حزب الأمة، ويضيف الأستاذ فيصل انه فى فترة الإنقاذ ظهرت الزوجة الأولى للرئيس البشير ثم ظهرت الزوجة الثانية السيدة وداد بابكر وصار الإعلام المحلى وللمرة الأولى يستخدم تعبير السيدة الأولى.
أشهر زوجات الرؤساء زوجة الرئيس عبود السيدة سكينة زوجة الرئيس عبود هى سكينة محمد الروس الزوجة الثالثة له، تزوج بها فى عام 1936م، وقد عاش معها حياة سعيدة وهي اول امرأة سودانية تسكن مع زوجها القصر الجمهورى وتوفيت بعد وفاة الرئيس عبود باربع اعوام في عام 1987م، وقد تردد اسمها قليلاً وسط الرأي العام.
وتزوج الرئيس عبود من زوجته الأولى السيدة فاطمة محمد عبود التى توفيت بعد ان انجبت له ابنته التومة ثم تزوج من اختها زينب محمد عبود وانجبت له ابنه البكر احمد ابراهيم.
السيدة بثينة خليل زوجة الرئيس نميرى وهى اول زوجة لرئيس سودانى تظهر فى الاعلام المحلى والعربى فى عام 1985م عندما كانت طائرة الرئيس نميرى تستعد للاقلاع من مطار الخرطوم الى الولايات المتحدة الاميريكية وقبل مغادرته ادلى بتصريحات صحفية اذاعها التلفزيون الحكومى عن غلاء المعيشة وهاجم من ينتقدون مظاهر الثراء البادية على زوجته بثينة قائلا «انتو فاكرين بثينة زوجة نجار، ابدًا فهى زوجة رئيس جمهورية ولها ان تلبس ما تشاء وتظهر كما تشاء فهى سيدة السودان الأولى».
السيدة سارة الفاضل زوجة رئيس حزب الأمة ورئيس الوزراء فى آخر حكومة ديمقراطية فقد بدأت نشاطها الاجتماعى والسياسى منذ الخمسينات قبل زواجها من السيد الصادق المهدى وهى قيادية مرموقة بحزب الامة وقد نالت درجة الماجستير فى جامعة نيويورك وحصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة الاحفاد للبنات فى مجال العلوم الانسانية، وتزوجت من السيد الصادق المهدى فى عام 1963م، وقد كانت تشرف على الاعمال المنزلية بنفسها وتطبخ وتغسل للإمام ملابسه بنفسها، وكذلك واجب الضيافة لكل ضيوفها بالمنزل، وذكرت ذلك فى مقابلات سابقة أُجريت معها، وشاركت فى جميع المظاهرات ايام ثورة اكتوبر فى العام نفسه، وقامت بتكوين اول امانة نسوية لهيئة شوؤن الانصار، وفى فترة مايو اثناء غياب القيادات فى السجون او الهجرة كانت تقوم بالعمل التنسيقى والتواصلى بين القوى السياسية واثناء عمل الجبهة الوطنية التى كانت تقود معارضة النظام المايوى كانت تقوم بذات الدور بالنسبة للاحزاب المكونة للجبهة.
شاركت سارة في عدة مؤتمرات واثناء فترة مايو تعرضت للسجن فترتين قضتهما بسجن أم درمان العمومي وتولت مهمة التنظيم فى الحزب اثناء الديمقراطية الثالثة وفي الانتخابات كانت المسؤولة عن دوائر حزب الأمة فى العاصمة وفي انقلاب الإنقاذ كانت اول من دخل السجن فى اليوم الأول للانقلاب وسجنت ثلاث مرات فى عهد الانقاذ وقد شاركت فى العديد من المؤتمرات منها مؤتمر المرأة العالمى فى موسكو ومؤتمر المرأة والسلام المنعقد فى روما، وتوفيت الأستاذة سارة الفاضل بعد رحلة طويلة وحافلة بالإنجازات فى عام 2008م
السيدة فاطمة خالد «أم الفقراء» حرم الرئيس عمر حسن احمد البشير وابنة عمه عندما قاد البشير الانقلاب العسكرى فوجئت بالخبر وتلقته كما عامة الشعب تمامًا ولم يكن لها علم ولا مجرد فكرة عن موضوع الثورة، فقد غاب الرئيس عنها لثلاثة اشهر فى مهمة عسكرية وفوجئت به رئيسًا للبلاد، وهذا ما اكدته فى حوار سابق لها اجرته معها صحيفة الخرطوم بالمملكة العربية السعودية قبل ثلاثة اعوام، وتضيف السيدة الفاضلة فاطمة ان مهامها قبل توليه منصب رئيس الجمهورية قد زادت مسؤوليتها اكثر من ذي قبل، ورغم من ان هناك من يساعدها فى اعمالها المنزلية ولكن دورها مازال كما هو تشرف على بيتها وتقف على العمل فيه مع زيادة الأعباء وتضاعف الهم والمسؤولية تجاه زوجها وابن عمها.. وهى تعمل فى منظمة ام الفقراء، وقالت انها احبت الفقراء والبسطاء وهى تحمل همهم.
السيدة وداد بابكر الزوجة الثانية للرئيس عمر البشير لها اهتمام كبير بمجال العمل الانسانى، وهى ترأس مجلس ادارة مؤسسة سند الخيرية، وقد أُنشئت المؤسسة بمبادرة منها فى عام «2004م» وهي منظمة تطوعية وغير ربحية تعمل فى مجال تقديم الخدمات والرعاية فى عدة مجالات ابرزها رعاية الاطفال مصابي السرطان، وهي الآن رئيسة منظمة المرأة العربية للدورة الحالية.
صحيفة الإنتباهة
أفراح تاج الختم