يوسف أيوب :لمصلحة من خسارة السودان

[JUSTIFY]سماء القاهرة والخرطوم أصبحتا ملبدتين بغيوم السياسة.. تصريحات متناثرة يميناً ويساراً تشعرك أن البلدين مقبلان على مقاطعة لن تجدى معها أى محاولة للصلح نفعا.. تارة يكون التركيز على فتح الملفات المقلقة للبلدين مثل ملف حلايب وشلاتين، وأخرى بالحديث عن مؤامرات تحاك فى عاصمة ضد أخرى، مستخدمة فى ذلك أدوات ضغط على شاكلة ملف مياه النيل. هذا هو الحال الذى صرنا نعيش عليه طيلة الأيام والشهور الماضية، نصحو وننام على إثارة قضايا خلافية بين البلدين لأسباب فى الأصل سياسية، لا تعود بالنفع على البلدين.. قضايا نعلم جميعا أن الدافع وراءها تحقيق مآرب شخصية ضيقة لمن يثيرها وأنه ليس من مصلحة البلدين الحديث عنها، لأنهم يعلمون أن مجرد مناقشتها الهدف منه الوقيعة بين البلدين. هناك من يستفيد من إثارة المشاكل الخلافية أو بث النعرات السياسية بين البلدين.. هناك من فى الداخل وكثيرون فى الخارج يتمنون لو تحولت الحدود بين البلدين إلى منطقة صراع مسلح تنشغل فيه المنطقة، وللأسف الشديد نساعد هذه المؤامرات بتضخيم المشاكل بأنفسنا وكأننا ارتضينا القطيعة.

الواقع أن مصر والسودان أكبر من أى حاكم أو حزب أو سلطة أو جماعة.. نعم الحديث يدور حاليا عن مصالح وارتباط أيديولوجى بين نظام الحكم فى السودان وجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما جعل حكومة الخرطوم تقف ضد مصالح مصر، وتثير معها الخلافات.. هذا جانب، وفى الجانب الآخر من يقول إن مصر لا تنظر لمصالح الخرطوم وبخاصة فى مسألة مثل سد النهضة، فالخرطوم تعتبره مفيداً لها لأسباب تعلمها هى، وأن على القاهرة النظر للمصالح السودانية وهى تتحدث عن مصالحها المائية. هذه قضية عالقة بين البلدين، وسببت تلاسناً إعلاميا شديدا دون أن يوضح مسؤولو البلدين أين الحقيقة.. الحقيقة التى تاهت وسط رغبة بعض المسؤولين فى الهروب من المسؤولية المحصلة الآن.. إننا أمام حالة غريبة وعلينا أن نتخطاها.. دعونا ننظر للأمام، فعلاقات مصر والسودان فى كل الأحوال والحالات والأنظمة الحاكمة، يجب ألا تتأثر فى أساسها وثوابتها، فقد نختلف فى التفاصيل والمواقف، لكن لا يمكن ولا ينبغى لنا أن نختلف فى الثوابت، فالبلدان لا يمكنهما العيش بعيدا عن بعضهما البعض، فمصلحة البلدين هى بالفعل خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه أيا كان هذا الشخص.

اليوم السابع

[/JUSTIFY]
Exit mobile version