سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: طليقتي تمنعني من رؤية ابنتئ فماذا افعل؟

[JUSTIFY]ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎً ﻭﻃﻠﻘﺖ، ﻭﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻣﻊ ﺍﻣﻬﺎ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻨﻲ ﻻ ﺧﻄﻴﺔ ﻭﻻ ﺷﻔﻬﻴﺔ، ﻭﺃﻧﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻃﻠﻴﻘﺘﻲ ﻣﻊ ﺇﺑﻨﺘﻲ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻗﻤﺖ ﺑﺤﻈﺮ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻃﻠﻴﻘﺘﻲ ﺑﺮﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﻧﻔﻘﺔ ﻛﻴﺪﺍً ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻧﻔﻖ، ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻭﻣﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻓﺄﺧﺘﺮﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ، ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺤﺮﻣﻨﻲ ﻣﻦ ﺇﺑﻨﺘﻲ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﻠﻔﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻋﺒﺮﻫﺎ ﻭﺣﺮﻣﺖ ﺃﻫﻠﻲ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺍﺫﻫﺐ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﺤﺪﺩ ﻟﻚ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻬﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺍﺯﻭﺭ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﺑﻨﺘﻲ ﻭﻟﻢ ﺃﻗﺼﺮ ﻣﻌﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻭﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻲ ﺑﺴﻮﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﺇﺑﻨﺘﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ، ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﻘﻒ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻷﻡ ﻭﺗﺨﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ .. ﻣﺎ ﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ؟ ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻃﻠﻴﻘﺘﻲ؟ ﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺣﺎﻝ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﺟﻞ ﺟﻼﻟـﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ }ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻮﺍ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ{ ﻓﻠﻴﺲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻮﺟﺒﺎً ﻟﻠﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻓﺠﺮ ﻓﻲ ﺧﺼﻮﻣﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻋﻴﺎﺫﺍً ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ، “ﺇﺫﺍ ﻋﺎﻫﺪ ﻏﺪﺭ، ﻭﺇﺫﺍ ﺧﺎﺻﻢ ﻓﺠﺮ” ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﻘﻼﺀ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻢ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺘﻐﺎﻳﺮ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺗﻨﺎﻓﺮ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻧﺴﻴﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻘﻮﻕ ﻟﻸﻡ ﺃﻭ ﺍﻷﺏ، ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺿﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺃﻧﺼﺢ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻴِّﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺬﻛﻴﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺗﺤﺬﻳﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﺍﻷﺏ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻨﺖ، ﻭﻋﻠﻴﻚ – ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ – ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻴﻨﺎً ﻭﺗﻨﺎﺯﻻً ﺣﺮﺻﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﻨﺖ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻧﻔﻌﺎً ﻓﻤﺎ ﺣﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺤﻀﺎﻧﺔ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ .

ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version