الدخــــان

الدخــــان
يقصد به البعض السيجارة ولكنه إذا ذكر أمام المرأة السودانية فهو (يكيفها )أكثر بعشرات المرات من السيجارة.تصر المرأة السودانية إصراراً شديداً على أن تمارس هذه الطقوس ولو على (جثتها)، و تحمل معها الحطب عبر مطارات العالم كلها لا يهمها شيء كعادة السودانية طبعا.

حكت لي صديقة سودانية ما حدث لها قبل حوالي عشرين عاماً حينما سافرت هي و زوجها من إحدى قرى شمال السودان رأساً إلى بريطانيا، وكانت جدتها قد أعدت لها (خُمرة زيت) وهي من أهم مستلزمات الدخان وأحكمت إغلاق باغة البلاستيك (كركرتها) كعادة الجدات الحبيبات وأوصتها أن تخفيها بين أشيائها ، في حقيبة يدها خوفاً من أن يلاحظها زوجها..(قالت تروي لي ما حدث بلهجة محببة):وفي الطيارة قولي كده يا الباغة طر شقي وسوي ليك دريب من عندي ومشى بي ممرات الطيارة و المضيفات خواجيات شايلات صوانيهن يعدّن بي فوق الزيت، وطبعا أحمد عرف و بقى (ينفخ) من الزعل لكن ما في زول سألنا..وفي طابور الجوازات في مطار (هيثرو) أنا شايلة شنطتي و الزيت ينقط (تف ..تف) وأنا مصرة أشيلو،المهم وقت وصلت لقيته قدر كبيبية(كوب صغير)

كما أخبرتني صديقة أخرى أنها و صديقتها في باريس كن يدخنَ عادي في الشقة وعند رنين جرس الإنذار الخاص بالدخان يكن قد استعدن بي مبخر صغير به أعواد من الصندل ليرينه للحارس الذي يبتسم و(يستنشق ) ثم يقفل راجعاً واثقاً من أنه أدى مهمته على أكمل وجه.

أما مغتربات الدول العربية وخاصة الخليجية فهن أسعد حالاً إذ عرفت مطارات دبي و جدة و مسقط و غيرها كراتين الطلح و الشاف، وكم من كرتونة انبعجت وتناثر منها الحطب وهو ملطخ أحياناً بفسيخ أو ملوحة زادته خشونة على خشونته، فترى الحطبة تدور وتدور على سير العفش ومثل ذلك حرى بصاحبته إنكاره ،تعال معي لنسمع الحوار التالي:

· يا أختي شو هادا؟

· هادا بخور سوداني.

· الله وكيلك عمينا وإنكتم نفسنا.

· وشو.. دلقت علي الدخان جك ماء وانتهى الموضوع بسلام.

أما الحوار التالي فلم ينتهي كالأول :

· مين .

· يا حرمة أطلعوا من البيت في حريق.

· لا ، ده بخور سوداني.

· يا حرمة تأكدي الله يهديك لا تحرقون علينا العمارة.

وتقول لها رفيقتها :

· يا بت أقفلي الدخان ده .

فترد عليها بكل ثقة:

· يا بت ها ديل ما عندهم شغلة ،إدخني دخانك.

وكم من جرادل البوهية أدخلت إلى البيوت (تحت ليل) من قبل الأطفال، و هناك من تفتق ذهنه عن اختراع ما يشبه الصندوق ولا بد أنه هو نفسه مخترع المشّاية الخشبية للأطفال ، والتي مشينا بها ونحن صغارأو قل مخترع الســاقية رغم فائدة الأخيرهوهناك من حفر حفرة في منزل مطبخه هؤلاء هم سكان الأدوار الأرضية(ومن حفر حفرة لزوجته تدخنت فيها)، وبالمناسبة هناك حفر تحفر في مطابخ باريس و بون و مانشستر وتخفى بسباتة القمامة للتمويه خاصة و أن هناك مسئول يفتش الشقق المفروشة

وللدخان فوائد عديدة للجسم و بعض الرجال يمارسونه للضرورة..وبعد… البعض يفضلون الساونا أو الجاكوزي بدلاً عن الدخان

ويا نساء السودانتدخنـــــــــــوا!

فاطمة محجوب كرار

Exit mobile version