زراع القطن في امريكا والبرازيل والباكستان حتى في مصر القريبة دي واخيرا في بوركينا فاسو يعتبرون في عداد الاثرياء والمرتاحين اما في السودان فهم من افقر مخلوقات الله خاصة في المشاريع الحكومية ليس لعيب في القطن كمحصول نقدي مجزي انما لان الدولة ومنسوبيها يستأثرون بفائض القيمة فيه فهي تأخذ العائد منه وتترك للمزارع البلهارسيا والملاريا والدوالي وكل امراض المناطق الحارة وهذه قصة اخرى فساد الدولة القطني انسحب على موظفيها ثم ممثلي المزارعين اي اتحادهم ورهط من السماسرة والنفعيين وبالتالي يكون القطن من مؤسسات الفساد العتيقة في السودان وهذه قصة اخرى كذلك.
تلك الرمية اردنا التوسل بها لقضيتنا اليوم وهي شركة الاقطان فكلنا يعلم ما احدثته من دمار في دورتها قبل الأخيرة وما حدث لقادتها من ايقاف وتوقيف، فالسيد رئيس الجمهورية ذكرها في برنامج حتى تكتمل الصورة عندما قال ان اجهزة الدولة المختصة قد اوقفت قيادات شركة الاقطان قبل ان تنشر صحيفة التيار (فك الله اسرها) حيثيات ذلك الاعتقال فالتيار نشرت قضايا حجمها مئات الملايين من الدولارات بعد التحري تم اطلاق سراح المتعلقين بعد ان قدموا ضمانات تصل إلى اكثر من ثلاثين مليارا من الجنيهات وتركت اكثر ستين مليارا بقية المبلغ موضوع النزاع بدون رهن بحجة انها تخص المزارعين وهؤلاء ليس لهم وجيع (انظر الرمية اعلاه).
تم تعيين مدير مؤقت للاقطان وفيما بعد انتخبت الجميعة العمومية للشركة مجلسا للمديرين جديد على رأسه البروفيسور الاكاديمي استاذ علم الادارة الاقتصادية والمزارع النشط في مشروع الجزيرة عثمان البدري ولكن قبل ان (يتوهط) عثمان في المقعد بدأ (الجماعة) في تسخين المقعد تحته فما قرأناه في عدة صحف من أن عثمان البدري قدم استقالته للجهة التي رشحته ابتداء للموقع وما سمعناه من وكالة انباء (تحت تحت) من ان مديرا (معلبا) سوف يفرض على مجلس الادارة بدون اية منافسة وماقيل من تكتل داخل مجلس الادارة ضد الرئيس وثلاثة اخرين بينهم اكاديمي بارز يشي بان الحرس القديم تحرك وبرافعة سياسية قوية ومعروفة.
اية قراءة في دفتر الشركة تقول ان كل السحب التي تتراكم الان في سماء الشركة سوف تهطل مطرا حمضيا يخرج عثمان البدري وثلاثة او اربعة من الاعضاء الذين يقفون حجر عثرة امام (تغطية الوسخ القديم). عثمان البدري رأسماله معرفة وورع ونظافة يد واخلاص ولن يبقى يوما واحدا يكون خصما عليه وسوف يقول كلمته ويمضي وسيكون على قوى الشر المتآمرة باختلاف اماكنها وماكيناتها ان تعلم ان سيف الحق لن يغمد مهما طال الزمن وان كانت مغادرة البدري المتوقعة سوف تؤكد لنا انه لا أمل قريب في اصلاح ليس في شركة الاقطان وحدها بل في اي موقع به خلل في الدولة نقول هذا ونحن في انتظار حكم القضاء في قضايا شركة الاقطان ونحن نعلم أن شركة الاقطان ليست وحدها فـ(المجانين كتار) ولكن الذي اوقع شركة الاقطان في القيد هو أن جنها كلكي وعبيط وعوير ومتخلف، فاستقالة عثمان البدري وجماعته والمتوقعة سوف تكون بمثابة رصاصة الرحمة في اي أمل للاصلاح والنهوض بالقطن لا بل و(المؤاساة) في هذا الطقس الملوث.
وللحديث بقية
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]