الحالة:
السيدة «خولة. س» تقول إنها متزوجة منذ 5 سنوات، وهي حالياً حامل في الشهر الثالث، وللمرة الأولى، بعد علاج طويل لحالة من عدم القدرة على الإنجاب؛ نتيجة الإجهاض المتكرر، والآن وبعد حدوث الحمل والمتابعة الدقيقة من الطبيب المختص، والذي نصحها بالتوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة؛ خوفاً على الحمل من أي احتمال لعدم اكتماله.
وتكمل: «إنني أشعر بالذنب تجاه الزوج؛ لعدم قدرته على التمتع بحقه في هذه العلاقة، على الرغم من عدم شكواه أو تذمره، ولكني أعرف مدى حبه للعلاقة الحميمة، كما أنني شعرت بأنني أتعامل معه كمريضة، مع أنني بصحة جيدة، والحمد لله، ومتفائلة، أنتظر مولودي بفارغ صبر.
سؤالي: هل توجد طريقة تجعل من الممكن ممارسة العلاقة الحميمة من دون أن أعرّض مولودي للخطر؟ وهل يعقل مع كل هذا التقدم العلمي الهائل أنه لا توجد حلول طبية تراعي المشاعر، والاحتياجات النفسية الحميمة؟!».
الإجابة:
عزيزتي «خولة. س»، من الأمور الجميلة، والتي لفتت انتباهي في رسالتك، مدى حرصك على راحة زوجك، ومدى اهتمامك بتحقيق ما يحبه، كم هو جميل أن نرى مثل هذه المشاعر متبادلة بين الزوجين! أما فيما يخص موضوع ممارسة العلاقة الحميمة أثناء الحمل، فهذا الموضوع مثير للجدل بين العديد من المختصين من أطباء النساء والتوليد وبين المختصين في الصحة الجنسية والنفسية، كما نجد الكثير من الخرافات والمعتقدات غير الصحيحة؛ منها: أن ممارسة العلاقة الحميمة أثناء الحمل قد تسبب ولادة أطفال معاقين ذهنياً، وهو أمر غير صحيح، أو أن مثل هذه العلاقة قد تؤثر على قدرات الزوج، وهو أيضاً غير صحيح، أما موضوع ممارسة العلاقة الحميمة أثناء الحمل، وبعد التلقيح الاصطناعي أو بعد علاج تأخر الحمل، فهناك حقائق طبية يجب على الزوجين معرفتها منذ البداية، على أن تكون عملية العلاج مشتركة بين الزوجين، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهما طوال مرحلة الحمل وحتى بعد الولادة:
1- من الحقائق العلمية أن الممارسة الحميمة تساعد على تحقيق الراحة النفسية للزوجة، خاصة ما يتعلق بالمشاعر والمداعبة، أما الإيلاج بعد التلقيح أو بعد حدوث الحمل المتعثر؛ فقد يسبب حدوث الإجهاض أو عدم استمرار الحمل في المراحل الأولى، وينصح الأطباء بالتوقف عن ذلك لفترة؛ حتى يستقر الحمل.
2- المداعبة بكل درجاتها وأنواعها، خاصة العاطفية، تعدّ أمراً مستحباً في هذه الأوقات، بشرط أن تكون بعيدة عن الأساليب العنيفة؛ حتى لا يتعرض وضع الحمل لأي احتمال خطورة.
3- مع تقدم الحمل في الشهور الأخيرة يحتاج الزوجان، إذا ما سُمح لهما بالممارسة الحميمة، إلى مراعاة وضع حجم البطن، واتخاذ أوضاع أكثر ملاءمة للزوجة من الأوضاع الأخرى؛ بحيث تكون وضعية البطن مريحة للزوجة.
4- قد يكون من الأفضل التوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة في الشهر الأخير قبل موعد الولادة المتوقع؛ حتى لا يتسبب في تسريع عملية الولادة قبل موعدها.
5- إذا نصح الطبيب المختص بالتوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة، يمكن أن تكون هناك أساليب أخرى يشترك فيها الزوجان، حسب ما يرغبانه.
6- قد يحدث بعد الولادة بعض الأمور التي تتطلب التوقف المؤقت عن ممارسة العلاقة الحميمة، والتي تحتاج إلى استشارة الطبيب المختص، بحسب حالة كل سيدة على حدة، ومن المتعارف عليه أن يمكن للزوجين ممارسة العلاقة الحميمة بعد مضي الشهر الأول بعد الولادة، أو ما يعرف بالأربعين، وكما ذكرنا تُعامل كل حالة حسب الوضع الصحي للأم.
7- ولا ننسى أهمية مشاركة الزوج لزوجته تجربة الولادة وحضوره، وهو أمر غير منتشر في معظم المجتمعات العربية، على الرغم من أهميته النفسية للزوجة والزوج معاً.
د. منى الصواف: مجلة سيدتي
[/JUSTIFY]