مولانا الكاروري :هذه هي الأسباب الحقيقية وراء حرب الجنوب والرئيس لم يقدم تقريراً للوطني حول الزيارة

وقدم مولانا الكاروري رؤية متكاملة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً حول الوضع السياسي الراهن ورؤيته للأسباب الحقيقية للحرب في جنوب السودان. فإلى تفاصيل الجزء الثاني من الحوار.

هنالك أحاديث بأن علي عثمان أجرى اتصالات ببعض القيادات الاسلامية من أجل الترتيب بعيداً عن (الإنقاذ)؟

لا اظن أن علي عثمان له مثل هذا السلوك، وهو لا يحتاج لهذه الاتصالات لأنه محل الثقة، وماتزال الفرصة متاحة من أجل ان تكون له فرصة في الدولة. وبالتالي لا أظن أن ذلك من طبيعة سلوكه، ولا من احتياجه من أن أجل أن يدفع ذلك.

ماهو تقييمك للأحاديث بأن البرلمان دوره ضعيف؟

أنا ذكرت أن البرلمان لن يكون قوياً من جانب واحد.. حتى نحن في داخلنا اذا وجدنا عافية متطاولة سيدب لنا الفساد.

وأسهب شارحاً حول هذه النقطة (لابد من آخر يمارس معك كشف الأوراق ومتابعة القضايا ومطاردة الفساد من دون جانب سياسي آخر متابع.. اظن انه حتى عندما نزلت هذه الآية (تلك الأيام نداولها) كانت في النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه. وكما قال لهم يوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم. البشر معرض اذا وجد عافيته معرض للانحراف.

نرجو في الانتخابات القادمة وهي قريبة أن نراعي فيها أن نفسح المجال ونغري الآخرين حتى يكون البرلمان يمثل كل السودان.

مولانا.. هل انتهى دور المجموعة التي غادرت المناصب الوزارية في التعديلات الأخيرة؟

أنا أمامك خارج المناصب التنفيذية هل انتهى دوري.. ليس هنالك شرط للمشاركة أن يتقلد الإنسان منصباً تنفيذياً.

والآن د. أزهري التجاني كان وزيراً وسفيراً سابقاً قال إنه سيعتزل العمل التنفيذي لكن سيواصل دوره في العمل الاجتماعي.. وحقيقة العمل التنفيذي مسؤولية ينبغي الإنسان أن يفرح إذا وجد أي فرصة يتخارج منها وألا يضيعها حتى لا يلقى الله بملفات كثيرة لأزمات طويلة.

الوضع الاقتصادي في ظل موازنة 2014م؟

موازنة عام 2014 قابلتها متفجرات وأول كمين هو الحرب في الجنوب وهذا أدى للتأثير على النفط واعتماده في الميزانية.. من أجل ذلك نحن نجتهد لإطفاء الحريق في جوبا، وحسناً فعل الرئيس بذهابه الى جوبا لمخاطبة الطرفين هنالك حتى ينساب البترول ويدبر مال الميزانية.

واستطرد قائلاً : أيضاً مشروع الذهب يحتاج الى مجهود لأن التعدين التقليدي دخل بنسبة 40 طناً وأظن أنه ضعف ذلك.. في مقابل الرسمي الذي لم يتجاوز 10 أطنان. والمطلوب من الدولة ان تعترف فعلاًً بالمجهود الشعبي وتعينه بإجراءات وتصديقات وأجهزة ودعم صحي وحل مشاكل استخدام المنقبين لمادة الزئبق بالاستفادة من تجربة جنوب افريقيا لأنه بلد عريق ويمكن أن يكون الاستخلاص عالياً بنسبة كبيرة من الذهب. ومن مخلفات المعدنين أصبحت هنالك شرائح تعمل وتستخلص ذهب.

وماذا عن التحدي الزراعي في الميزانية؟

التحدي الزراعي المعلن في الميزانية بزراعة أكثر من مليون طن من القمح والشتاء الآن انتهى فصله فكيف يرفع تحدي زراعي لمليون طن لمحصول شتوي؟

وأكرر سؤال كيف عام 2014 يطرح زراعة مليون طن لمحصول القمح والشتاء ولى بالتقاوي الفاسدة.. وإني لا أرى سبيلاً للوصول لمليون طن الا بالري بالراحة. الخزنات الآن مليئة بالمياه ولكنه كله للكهرباء وقمنا بتعلية خزان الروصيرص ولكن لم ننتج من ترعتي كنانة والرهد ثم انشاء سد مروي ولكن لم ننتج ترعتي شرق وغرب.

ونحن الإنقاذ عملنا نفير عودة القمح للشمالية لأن هذه الولاية بها البرد الكافي للمحصول وبها الخبرة الزراعية والتربة الزراعية وكان ينقصها الري بالراحة. الآن اصبح هنالك بنية للري بالراحة ومن العجز أن الماء لا ينساب ونرجو من الوزير الجديد أن يعمل على استكمال الدورة الزراعية بالري.

واستطرد قائلا : انتاج الكهرباء بالماء ثم انتاج الماء بالكهرباء.. هذا في معادلة الطاقة يؤدي لخسارة 50% لأن كل تحويل يخسر 25%.

حتى المشاريع الآن ينادي فيها بالكهرباء حتى بعد ادخال الكهرباء فيها اصبحت متعسرة وكانت هي مشاريع إعاشية للذين خرجوا من منطقة الخزان هذه المشاريع غير ناجحة في الواقع. وهذا الواقع يؤكد ما من سبيل الى اقتصاد يعتمد على الزراعة بنسبة 70% زراعة. والآن القمح الاجنبي يروي بالجليد الذي نزل في أوربا وامريكا تحته حبوب القمح.

عندما يذوب الجليد تنبت سنابل القمح. وهذا يؤكد على ان القمح في الغرب الاوربي مثل الذرة في القضارف لذلك اسعاره رخيصة والمطاحن في السودان يتم تأجيرها لصالح القمح الأجنبي. كذلك نحن ندعو لربط التصنيع بالزراعة اذا كان السكر حقق نجاح لأن المصنع مسؤول عن الحقل والطحن. فلابد من ربط المطاحن الكبيرة بالحقل ولابد من إلزامها بأن يكون لها مجالس ادارات لها علاقة ومربوطة بطحن القمح المحلي. وحتى الآن المطاحن السودانية تفضل القمح الأجنبي لأسباب تقنية واقتصادية وهذا سيؤدي الى ازمة في الخبز متوقع حدوثها في اي وقت من الاوقات. وازمة الخبز ستكون اصعب من ازمة رفع الدعم عن الوقود.. وحتى الآن الخبز لم يرفع عنه الدعم واليوم الذي نرفع عنه الدعم مثل هذه الاجراءات تؤدي الى اسقاط حكومات مثل هذا تاريخ الحكومات حدث.

ماهي الأسباب الحقيقية لحرب جنوب السودان؟

لم يكن هنالك اي سبب يؤدي لتفجير الحرب سواء توقيع اتفاق السلام الشامل ونحن كنا (عسل على لبن) وتدفق انسياب السلع بين البلدين 120 سلعة وحجم التبادل التجاري كان سيصل الى 4 مليارات، وحجم البترول نحو ذلك. فجأة نشبت الحرب وهذا يعني ان هنالك بعض الناس لديهم مصلحة وفي المنبر اتهمت يوغندا لأن اكثر بلد تضررنا منه هو يوغندا.

واذا كان القذافي غاب من افريقيا فأن موسيفيني لم يغب.. وحقيقة عند زيارتي الأخيرة لمدينة جوبا قبل اعلان الانفصال وجدت السلع تأتي من تلك الجهات.. حتى (مياه الصحة) من يوغندا.. لذلك عندما يصبح الشمال والسودان لديه علاقات تجارية وتعود بواخر كوستي الى جوبا والرجاف هذا سيكون على حساب يوغندا ودول الجوار التي تقوم بتصدير السلع للجنوب.. يمكن هذا أحد العوامل التي ادت للحرب وحتى الآن موقف يوغندا غير مفهوم هل هي مشارك؟ هل هي حجاز؟ حتى الآن لا يوجد احد يقدر على تقييم موقفها.. الغرب الآن موقفه ضبابي وحتى الأمم المتحدة وبان كي مون تحركهم كان بطيئاً.

وماذا عن نبوءة مشار بحكم الجنوب؟

يقال ان مشار لديه نبوءة من النوير ودعم كنسي بأنه سيكون رئيساً مقدساً كرئيس.. وحتى الآن لا يوجد احد استطاع ان يكشف دور الغرب الحقيقي. في الظاهر أن الغرب يقوم بدور الوسيط لكن في الباطن يقوم بإشعال نيران الحرب وزيادة ضراوتها.

وماذا عن اتهام سلفاكير لمشار بتدبير محاولة انقلابية؟

.. الاقصاء الذي حدث لمشار كان مؤلماً. وللأسف الأمم المتحدة الآن قامت بعمل معسكرين وهذا كتبت عليه الدينكا والمعسكر الثانى النوير .. وبهذا حدث انقسام داخل القبيلتين. وسلفاكير منذ ان قام بإعفاء مشار ولم يضع حساباً لأوزان القبائل كان ذلك يعنى تجهيز انقلاب على مساعده والقبيلة الأخرى.

حتى الآن إذا حدثت اى تسوية لابد من إرضاء النوير والشلك مقابل الدينكا.

وأنا اظن أن سلفاكير جاءته نصيحة من يوغندا بتصفية هؤلاء وابعادهم وبالتالى يوغندا هى التى قامت بتحريك الحرب وانا ليس لدى معلومات مثل اسحق أحمد فضل الله ولكن هو اذا ذهب يفتش بمصادرة الخاصة سيكتشف أن يوغندا هى الوسواس الذي جعل سلفاكير يبعد مشار ويبعد المساعدين له من القبائل الأخرى.

التدخلات الدولية هل ستؤدى الى إيقاف الحرب أم الى هدنة؟

انا لا أرى حتى الان نتيجة فيها فلاح .. ولابد من نصيحه من الخرطوم لسلفاكير يعيد هؤلاء الى كيان دولته.

واظن هم إذا عادوا بموجب تسوية سيحدث الاستقرار.

عمليا الخرطوم مستفيدة من البترول وهو موجود في مناطق النوير.

وحتى لو المتمردون ازعجوا مناطق ابار النفط دون سيطرة عليها. حتى لو سقطت المدن لصالح سلفاكير هم يمكن ان يهددوا البترول في الانبوب او المحطات التى تعمل الان والاولى ان يقدم السودان النصيحة لسلفاكير يعمل مصالحة حقيقية ويعيد هؤلاء الى السلطة بنسبة.

زيارة الرئيس البشير الى جوبا؟

الرئيس لم يقدم تقريرا عما دار في الزيارة. ولكن التقرير في الاعلام انه ذهب للتوسط والمصالحة ولم ينحاز.

وحتى ما ذكر من الزيارة ان الخرطوم ستقوم بقوات مشتركة لحماية ابار البترول وكان هذا الحديث إبان زيارة الرئيس لجوبا لكن بعد ذلك الحكومة قامت بنفي ذلك المؤتمر الوطنى أيضا نفى.

وحسنا أن الحكومة قامت بالنفي لأننا كنا سندخل في حرب جديدة. ومرة ثانية نذهب بأبنائنا حتى يقتلوا في الجنوب من النوير لصالح الدينكا وهذه مشكلة.

من الأفضل أن يقوم بهذا الدور اليوناميد او الامم المتحدة.

هنالك احايث بان عام 2014 سيكون عاما مفصليا في ثورات الربيع العربى؟

عام 2014 سيكون عام (دغمسة) وليس عاما مفصليا.

الان ما يحدث في مصر كيف يكون مفصليا اذا قلنا انه مفصلى فذلك يعنى ان السيسى هو البطل.

كذلك في تونس الان الغنوشى مضغوط جدا.

رغم ان لديه التفويض وقام بتشكيل الحكومة لكن الضغوط عليه كبيرة تونس لا يوجد بها استقرار لذلك انا استغرب من اين جاءت مقولة ان عام 2014 سيكون عاما مفصليا.

ما هى السنياريوهات المتوقعة في سوريا؟

لن يكون عام 2014 عاما مفصليا في سوريا لان امريكا اكبر داعم للمجاهدين والسعودية وهم تخلوا عن دعم المجاهدين ويقال ان امريكا سرا تدعم الاسد خوفا من المجاهدين الذين سيأتون لتقويض اسرائيل.

تركيا كانت الدولة القوية مساندة سوريا اصبح اردوغان مشغولاً بنفسه والفساد الذي تم اعلانه.

اذا نجح مؤتمر جنيف المتوقع والمعارضة السورية وصلت جنيف وروحاني فعلا أراد حقن الدماء.

وأذكر عند تقديم الدعوة لنا لمؤتمر الصحوة الاسلامية وكان السفير في مسجد الشهيد،

قلت له اذاً ستذهب للمؤتمر للوصول لتسوية مثل ما فعلنا مع على عبدالله صالح وأخرجناه من الحكم وسلمنا اليمن من الاحتراق، ينبغى أن نعمل للشام وانا لم اذهب للمؤتمر لأننى عرفت ان المؤتمر لن يعالج هذه المسالة ومن المنبر قمت قدمت تحية الى روحانى باعتباره رجلاً قديماً في الاستخبارات ولديه خبرة أمنية وباعتباره واحداً من الآيات.

وهو يمضى الآن في هذا الاتجاه ونريد من إيران أن تقود الناس في طريق حقن الدماء في سوريا.

وبلهجة حزينة قال (كفاية دماء وكفاية لجوء وقتل الأطفال وتعطيل المدارس وسوريا الآن أصبحت بلداً فقيراً وتخلفت).

ويقال إن المؤامرة الدولية مثل ما حدث تدمير للعراق الآن يدمرون سوريا.

ماذا عن الأحاديث بأن الايرانيين يريدون بناء تحالف إستراتيجى مع أسمرا بدلاً من الخرطوم؟

لا أملك معلومات حول هذا الامر واريتريا ليس لديها القوة بحيث تكون منافساً للسودان.

والسودان علاقته مع ايران مستمرة سياسيا، نعم هنالك تباين بين مذهبيي السنة والشيعة،

لكن في السياسة هنالك اتفاق وفي مقابل إحجام الآخرين عن دعم السودان . إيران قامت بالدعم للسودان في فترات كثيرة وما تزال تقدم تدعمها.

ولا يوجد أى ضعف في العلاقة بين البلدين.واستطرد قائلا. وحتى التخويف الذي كان يتم بان السودان اذا اراد اصلاح علاقته مع الخليج ينبغى ان يقطع علاقته مع ايران.

الان هذه المعادلة انتهت بعد المحادثات حول النووى الايرانى مع ايران.

لم تعد هنالك مشكلة خاصة بعد الافراج عن الارصدة الايرانية والإفراج عن البترول الإيراني الان الخليج انتعش بسبب انتعاش ايران.

والذي وضح للناس ان ايران عندما تعود للكتلة الدولية ستأتى العافية للخليج والعرب.

والواقع الان أن (فزاعة ايران) لم تعد موجودة حتى يتم تخويف السودان منها.

كيف ترى العام 2014 على السودان سياسياً واقتصاديا؟

السودان محفوظ بحفظ الله مساجده وتعاطف اهله وعدم رغبتهم في اراقة الدماء.

السودان محروس بالعناية الإلهية.

ثانيا: اذا وصلنا للمعادلة السياسية وقمنا بتهيئة كل اهل السودان للحضور للانتخابات ويحدث تنافس في الرئاسة وفي النيابة سنكون قمنا بإبطال (التأزم) ،الذي يحدث الآن حتى المعارضة تتوحد في الانتخابات لتنال بنصيبها من الكيكة السياسية الاقتصاد مشكلة كبيرة لأنه ما يزال هنالك ضعف في التخطيط.

ويكفى عندما جاء الوفد الروسي أخيراً سمعت أن روسيا ستعطى السودان قرضاً سلعياً من اجل توريد القمح.

وهذه مصيبة وكان الأولى يقولوا لنا (يا منح) و(يا منح) هذه كلمة استعملها في البيت كان من المفترض بدل القرض السلعى اعطاءنا الآلة وهذه حاصدة روسية تنتج في 7x 1وهذه آلة روسية تنتج في الوردية الواحدة 100 فدان زراعة.

وروسيا لم تصبح دولة ذات مخزون احتياطى في العالم ينافس امريكا الا بالزراعة الواسعة والتعبئة في الزراعة.

فاذا طورنا علاقتنا مع روسيا بعد الصين روسيا اكبر منتج ولديها آليات ثقيلة يجب ان تعين السودان على انتاج القمح بالشمال بدلا من القرض السلعى وانا ما زلت ان هنالك عدم رشد في السياسات الاقتصادية ونحتاج الى فكر وهنالك اقتراح بان تكون هنالك اكثر من امانة اقتصادية في المؤتمر.

وانا اقترحت ان تكون هنالك امانة للتخطيط وان تكون هنالك امانة للتمويل.

فاذا لم نفلح في سياسات راشدة لن نستطيع ان نصل الى نهضة زراعية.

خلافة الرئيس البشير ما بين الحزب والدولة؟

حتى الان لم تعرض خلافة الرئيس البشير في أى مقام من مقامات الحزب او الدولة.

وحتى الناطق الرسمى وهو غندور قال نحن لا يمكن ان نعلن مرشح الحزب قبل سنتين.

وما دام هذا الناطق الرسمى فمن أولى نحن ليس لدينا أى معلومات في هذا المجال.

حوار: عبدالرازق الحارث إبراهيم: صحيفة اخبار اليوم