مواجهة من نار بين كمال الجزولي وكمال عمر

[JUSTIFY]ما الذي يدور بينك وكمال عمر ؟ مساء 16 يناير 2014 شاركت في ندوة عدت حول ذكري الاستقلال بدار الحزب الشيوعي بمدينة الخرطوم بحري و كان الجزء المخصص لحديثي في الندوة طرد نواب الحزب الشيوعي وحله علي الرغم من وقف المحكمة لهذا الأمر وحملت د. حسن الترابي النصيب الأوفر من المسؤولية عن ذلك الموقف كونه هو الذي رمي يثقله الفكري القانوني وراء التبرير الخاطئ لذلك الموقف.
طيب وأين المشكلة؟ في يوم الجمعة ليه تنتقد الترابي في ندوتك أمبارح؟! أجبته قائلاً: ” ومنذ متي توقفت أصلاً عن نقد الترابي سواء في كتبي أوي مقالاتي أو ندواتي”؟! رد متسائلاً بتوتر أكثر: ” لكين تنتقده في دار الحزب الشيوعي”؟! قلت له: ” لم أكن اعلم بأنه قد تم تنصيبك مسؤولاً عن ور الحزب الشيوعي ” ؟! لم يتركني أكمل بل قاطعني هائجاً وهو يرغي ويزبد بلهجة تهديد غاية في العنف: ” الترابي أنت ما بتساوي جزمته وعلي أي حال طالما المسألة بقت كدا وما عايز توقف البتعمل فيهو دا شد حيلك وارجي الراجيك وأتحمل المسؤولية”1 عند هذا الحد رددت عليه بلهجة لا تقل عنفاً قائلاً:” انت ولد قليل أدب واعلي مافي خيلك اركبه”.. وأغلقت الخط.
حديث كمال عمر هل تعتقد انه يعبر عن كمال نفسه ام المؤتمر الشعبي؟ عندما يقول المسؤول ورئيس المكتب السياسي لحزب كلاماً لي ان لا اعتقد ان أقول ان هذا الكلام لا يعبر عن الحزب والأمر الطبيعي انه يغبر عن حزبه.
موقفك من الترابي هو أمر ليس بالجديد كيف تفسر رفض الشعبي لانتقادك للرجل؟ أنا تربطني بالكثير من قيادات الشعبي علاقات واحترام متبادل وتصديت للدفاع نهم في بعض القضايا ولازلت علي استعداد للدفاع عنهم لكن الحديث عن الترابي واعتقد ان كمال عمر يعتقد ان الترابي مقدس ومنذ فترة من ملاحظتي اعتقد انه مستلب كمثقف تجاه شخصية الترابي وهذا عيب في العلاقة بين المثقف والقائد السياسي ويمكن ان تحترم القائد السياسي وتدافع عنه ولكن في حدود معقولة وبها حدود احترام فكرك ولكن ان تتماها معه وتصبح درويشاً متبتلاً في حبه هذا لا يصلح في الفكر ولا في السياسة.
هل تعتبر حديث كمال عمر تهديداً ستتخذ ضده إجراءات قانونية؟ أنا لا استخدم سلاح القانون والمحاكم في الصراع السياسي وعلي الرغم منم ان ما صدر من كمال عمر يخرج من إطار السياسي وهو تهديداً وإرهاب ولكن لن اشكوه في الشرطة ولا أريد ان تتحول معاركي الفكرية والسياسية الي ساحات القضاء علي الرغم من ان بها عناصر إرهابية وإجرامية بكل حرف قاله بالتلفون.
البعض يقول ان المعارضة كل ما تماسكت يخرج كمال الجزولي وينتقدها ويضعف موقفها؟ من يعتقد أنني اسعي لإضعاف المعارضة وهو شخص “درويش” متبتل في حب المعارضة وهي تحتاج منا نحن مثقفوها الي عقل نقدي ولا تحتاج الي مديح وحتي أكثر الناس الذين لدي علاقات معهم مثل الصادق المهدي ويشهد الجميع أني كثير الانتقاد له لكنه رجل دمث الأخلاق وهو لا يحتاج ان يوجه الي تهديداً او لم اشعر انه يوماً يواجهني بخصومه وهذا سلوك يشجعني ان انتقده وهذا سلوك رجل كبير.
هل الشعبي لا تتوفر لديه القدرة علي الانتقاد وهم منذ ان كانوا في السلطة لا يقبلون هذا الأمر وحتي بعد مفارقتها؟ في البدء مسألة انه كانوا في السلطة هذا الكلام لا أصدقه وإنما اعتقد أنهم زاحفون نحو السلطة عبر صفقات مع النظام وهذه العنتريات التي يمارسها كمال عمر لا تجوز علي وأنا أقول ان هذا ليس هجوماً علي المعارضة وأنا اقترحت عليها أنها بهذا الشكل من عدم التماسك وعدم الاتساق والانسجام بين أعضائها لن تصل الي شيء وستظل في حالة تعويق في عملها واقترحت ان ينفض شكل هذه المعارضة وان ينشأ أكثر من تحالف مثلاً الصادق المهدي يذهب معه من يشاء ليقيمون تحالفاً والآخرون الذين يشعرون ان مواقفهم متسقة ان ينشئوا تحالفاً وتستطيع جميع المعارضة ان تعمل بحرية.
هل هذا يعني ان المعارضة لا يوجد اتساق واتفاق بين مكوناتها؟ لا يوجد اتساق فيما بينها ولا تستطيع ان تتقدم خطوة وهي بهذه الكيفية.
ولكن السليم ان وحدة المعارضة هي الحل؟ أي وحدة فوق المنابر ونسئ بعضنا البعض في الصحف والصادق المهدي شتم حلفاءه بأنهم (طرور وكرور) وهذا يأتي من
“حراق الروح” لاضطراره للبقاء في تحالف لا يريده، الترابي ببقائه في المعارضة وقياداته لها هل يعوق عملها؟ بالتأكيد وأنا قلت هذا الكلام والترابي يعتقد انه يعارض النظام ولكن هو وحده من حقه وراثة هذا النظام وإذا كان لابد من أن يأتي الصادق المهدي أو فاروق أبو عيسي لوراثة النظام فالترابي لا مانع لديه ان يظل نظام الإنقاذ مستمراً واعتقد الآن انه لا مانع لديه من ان يتفق مع البشير.
هل ما تزال لا تثق في الترابي؟ نعم ما أزال لا أثق في الترابي وهنالك حادثتان كان الترابي ضالعاً فيهما بشكل كامل والي الآن لا يريد ان ينتقدهما المسألة الأولي وهي حل الحزب الشيوعي وهي ليست مسألة تتعلق بالحزب الذي انتمي إليه وإنما مسألة هددت المسألة الديمقراطية بأكملها وبعدها قفز نميري وقلب المائدة علي جميع الأحزاب وإذا لم ينتقد الذين تسببوا في هذه الأحداث تظل الديمقراطية في خطر ولحسن الحظ انتقد بعضهم هذا الأمر من حزب الأمة والاتحادي وهنالك شخصان لا يريدان ان ينتقدان وهما الترابي ومحمد إبراهيم خليل ولذلك انتقدته عندما امسك ملف الاستفتاء وسأظل أهاجمه لأنه خطر علي علي الديمقراطية أما الحادثة الثانية وهي انقلاب 30 يونيو ولترابي الذي يدعي انه انسلخ من نظام الإنقاذ لا يريد ان ينتقد الانقلاب ويستخدم مصطلحات دينية ويقول انه يتوب الي الله وليس للناس في حين ان حسن الترابي لم يفعل لله شيئاً وإنما فعل ضد الناس ومن حق الناس ان يقدم اعتذاره للناس.
إذا فتحنا باب الأخطاء التاريخية كل الأحزاب لديها أخطاء وشاركت في هد الديمقراطية والحزب الشيوعي فعل ذات الفعل؟ الحزب الشيوعي انتقد موقفه من نميري رغم انه أوضح انه مؤسسياً ليس ضالعاً في الانقلاب ولكن علي ذلك انتقدنا تلك الحقبة وانتقدنا موقفنا من الانقلابات رفعنا شعار الديمقراطية هي الحل.
إذن في ماذا أخطاء الترابي اذا كان جرمه انه أتي بانقلاب فالحزب الشيوعي يتساوي معه؟ نحن انتقدنا أنفسنا ولكن الترابي لم يقدم انتقادا.
قدم مراجعات وقال لا رجعة للانقلابات العسكرية؟ أنا لا اقبل الكلمات المموهة مثل “تاب” وأريد من الترابي ان يقول ان الانقلاب علي الديمقراطية كان سلوكاً خاطئاً وأنهم لن يقبلوا ان يكونوا في صف المدافعين عنه ولن يقدموا علي مثل هذا الفعل مستقبلاً وبالنسبة لفترة مايو قلنا هذا الأمر وطالما انه يرفض بعناد … سأظل انتقد هذه المعارضة التي تقبله في صفوفها.
ومن أعطاك الحق لمثل هذا النقد؟ أنا انتقد لأني أقدم تضحيات خاصة أنا ذهبت الي السجن وأحارب في رزقي ومن حق أي مثقف ان يرفع صوته وسأقول وحدي حتي آخر يوم في حياتي.
أنت أصبحت مغضوباً عليك من الجميع والبعض يقول انه حتي الحزب الشيوعي غير راض عنك ؟ لم اسمع يوماً ا الحزب غير راض عن كمال الجزولي سيكون عند كل حادث حديث ولكنه الآن يقدمني في منابره ويدعوني لكي أتحدث في مناسبة مثل الاستقلال في دار الحزب الشيوعي بالخرطوم بحري وهي المناسبة التي قلت فيها الكلام لذي اغضب كمال عمر.
أصبحت صامتاً عن انتقاد الحزب الشيوعي؟ من قال لك وأنا داخل الحزب أقول ما أشاء وهذا هو الحدث الادني لصلة المثقف مع حزبه ان كان سياسات مباشرة ولم اكف عن الانتقاد يوماً وأقول رأيي بصراحة ولكن إذا نظرت الي الكثير من مقالات حول مفاهيم معينة حول المثقف والخبير والمزاج الجماهيري ليس بالضرورة موقفي النقدي تجاه الحزب الشيوعي موقف العداء وهذا حزبي الذي تربيت فيه وترعرت إلا إذا هم أبعدوني ولكن لا يتوقع احد مني ان اطعن هذا الحزب في الظهر وانتقده أمام الجماهير.
كيف تتعامل مع تهديد كمال عمر؟ أنا أتعامل مع هذا التهديد بجدية تامة وذلك من تاريخ هؤلاء الناس وما عرفته من سلوكياتهم في بيوت الأشباح والسجون من سجن كوبر الي بورتسودان وسلوكيات في أشياء ابسط من هذا بكثير هؤلاء الناس ما يقولونه آخذه مأخذ الجد فيما يتعلق بالتهديد والإرهاب.
هل يمكن ان يتطور التهديد الي اغتيالك مثلاً؟ أنا لا استبعد الاغتيال ليس فقط من الشعبي ولكن لا استبعده من الوطني والشعبي واعتقد ان الاثنين منهجهما واحد وان حديث الاثنين عن التغيير يقصدان به أنهما في الآخر سيتحالفان وسيضمهما المنهج الي بعضهما البعض.
هل إذا قدم الشعبي لك اعتذاراً ستقبله؟ فضيلة الاعتذار يجب ان تمارس وسنري شكل الاعتذار ولغته ومفرداته حتي أقول إذا اقبل أم لا ولا استطيع ان أعطيهم شيكاً علي بياض.
إذا لم يعتذر الشعبي هل ستفتح عليه نيران قلمك؟ لست متفرغاً لدراسة ومهاجمة المؤتمر الشعبي وأنا أهاجم الترابي وانتقده لأنه قائد كبير وذو سطوة في حزبه وعندما تأتي ” زعانف” مثل كمال عمر لكي تهاجمني أني اضربها علي رأسها والجزمة التي يتحدث عنها كمال عمر لدي مثلها وان مد رأسه أكثر من ذلك سأضربه بها وأنا لست متسامحاً ولا أدير خدي الأيسر عندما اصفع في الأيمن ولكن لن أتصيد كمال عمر ولا الترابي والذي صدر منه مثلما يقال رب ضارة نافعة وهو اضر نفسه لأني لم أفكر ان اجمع كل ما كتبت عن حسن الترابي كظاهرة سياسية وفكرية اجمعه في كتاب واحد والآن أفكر في جمع هذا الأمر في كتاب.

صحيفة السوداني
خالد أحمد

[/JUSTIFY]
Exit mobile version