وقال رئيس الجمهورية لدى مخاطبته مساء اليوم بقاعة الصداقة الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الدورة الاستثنائية على المستوى الوزاري ان الاقتصاديات العربية مطالبة اليوم بالدخول في إستراتيجية إنتاج ذاتي اكتفائي في ميدان الغذاء ، وزاد قائلا “نحمد لقمة الرياض قبولها لمبادرة السودان للأمن الغذائي العربي ، والسودان يوفر البيئة للاستثمار بالسعي المستمر لإزالة المعوقات التي نقر بوجودها وتعوق الاستثمار في بلادنا .
واضاف البشير لقد عكفنا على معالجة تلك المعوقات وأزلنا الكثير منها ونسعى لإزالة ما تبقى ، وزاد قائلا” إننا نفتح المجال واسعاً للقطاع الخاص وللمؤسسات العربية للإستفادة من الفرص المتاحة ، وأكد رئيس الجمهورية التزام السودان بكامل الإستراتيجيات التنموية التي أقرتها قمة الكويت الأساسية للتعاون الاقتصادي ، والتي أقرت أن يمثل الأمن الغذائي الأولوية القصوى للدول العربية .
وجدد البشير التزام السودان بقبول أي مبادرات عربية تعود بالفائدة والمصلحة للكافة ، وبإتاحة الفرص أمام الشباب العربي لينعم بخيرات وثروات السودان الواعدة ، وقال لقد وصلتنا مبادرات قيمة من مؤسسات عربية عديدة منها مبادرة البورصة العربية التي تم تأسيسها في قمة الرياض ، وقد وجهنا المختصين لدينا بدراستها والنقاش حولها ووضعها موضع التنفيذ ، ونأمل أن يتواصل الجهد ويتكامل ، حتى نسهم جميعاً في تنمية اقتصادية واجتماعية تنعكس إيجاباً وخيراً وبركة على جميع بلداننا العربية .
ونوه البشير إلى تجربه السودان في الإكتفاء الذاتي في عدد من السلع الزراعية الإستراتيجية ، والتى اتسمت بالنجاح الكبير ، رغم صعوبات وتحديات جمّة واجهتنا ، مشيرا الى الواقع السياسي للسودان ، والتغلب على العناصر السالبة للتنمية ، مؤكدا أن الزراعة والتنمية الريفية هي المخرج ، وقال البشير ” لقد ركزنا أن ندعم الزراعة بإرادة سياسية متينة وراسخة، تعين على تحقيق نهضة زراعية يستفيد منها القريب والبعيد ، من أشقائنا العرب والأفارقة ، منوها الى قدرة السودان وإمكاناته في الإنتاج الزراعي وتأمين الغذاء ،بالأراضي الخصبة الشاسعة ، والمياه الوفيرة والمراعي الممتدة والثروة الحيوانية والبرية المتزايدة ، والغابات المنتشرة .
وأضاف البشير ” لم تغب عن بال بريطانيا الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس ، فبادرت بإنشاء أكبر مزرعة مروية في العالم ، مشروع الجزيرة بمساحة مليون فدان تطور إلى 2.2 مليون فدان في العهد الوطني ، و بالقطن الذي زرعته بالمشروع كست العالم ، وملأت بماله الخزائن . وزاد قائلا” ثروات السودان الزراعية والحيوانية يعرفها العالم ، وما يؤكد على ذلك استيعاب جميع قادة الدول العربية واعترافهم بقدرة السودان الزراعية عند حلول أزمة 1973م المعروفة ، فقرروا تأسيسهم لثلاث مؤسسات عربية تنموية كبيرة ، الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعي ، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية ، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا ليكون مقرها السودان .
الخرطوم 20- 1-2014 (سونا)
[/JUSTIFY]